محمد نبيل محمد يكتب : الهوية الثقافية (١) .. تساؤلات حول اختيار الوادى الجديد عاصمة للثقافة المصرية

الكاتب محمد نبيل محمد
تنادى الثقافة ببعض القيم من عالم المثل والمبادىء من اليوتوبيا كأن تردد (العدالة الثقافية) و (لامركزية الثقافة)
وتعتمد فى إعلاناتها وبياناتها نقولا استراتيجية مثل (كلما قويت الأطراف دل ذلك على قوة الدولة)…
وتعلن وزارة الثقافة من خلال الهيئة العامة لقصور الثقافة على تخصيص كل عام لمحافظة تكون هى (عاصمة الثقافة المصرية) وما اجمل هذا الإعلان !
إذا كانت عاصمة الثقافة المصرية تعنى زيادة وتركيز الأنشطة والفعاليات الثقافية بالوادى الجديد بعد إعلان وزارة الثقافة من خلال هيئة قصور الثقافة انه اعتبارا من نوفمبر ٢٠٢٣ وحتى نوفمبر ٢٠٢٤ سيكون عاما للثقافة المصرية فى محافظة الوادى الجديد!…
وهذا لم يحدث على الإطلاق!
وهنا من حقنا كمصرين اولا وأدباء وكتاب وشعراء ان نسأل عن عدة أمور ؛
اولها : هل يتم الإعلان عن عاصمة الثقافة عشوائيا ودون تخطيط مسبق ؟
لان هذا ما تصح بالممارسة العملية، فلم تكن ثمة أنشطة أو فعاليات مركزية بالوادى الجديد وأقصد مركزية أي من
جانب وزارة الثقافة أو على الأقل من جانب هيئة قصور الثقافة .
ثانيا: لماذا تم انفاق المال العام بمئات الالاف من اجل هذا الاعلان ؟
لانه لم يكن هناك اى عائد حقيقى على أهالى الوادى الجديد من تنمية ثقافية أو إثراء للحركة الأدبية والثقافية، أو
حتى انه لم يكن هناك ثمة مردود اقتصادى يمثل تغطية أو استعادة لما تم إنفاقه من المال العام دون اى عمل
حقيقى.
ثالثا: هل تم الإعلان عن ان الوادى آلجديد عاصمة للثقافة المصرية فقط بهدف الاستهلاك الدعائي؟
حيث تم إعلان هيئة قصور الثقافة ان الوادى الجديد سيكون محظيا بالفعاليات والأنشطة الثقافية على مدار عام كاملا
منذ نوفمبر ٢٠٢٣ وحتى موعد انعقاد مؤتمر الأدباء العام فى نوفمبر ٢٠٢٤، لكن الحقيقة ان الهيئة العامة لقصور
الثقافة لم تدفع بأى نشاط ثقافى حتى وان كان لحفظ ماء الوجه.
رابعا: من المسؤل عن إعلان مضلل للراى العام وتوريط وزارة الثقافة امام الراى العام بنشاط لم يتحقق منه شىء
على مدار العام؟
خامسا: من المسؤل عن عدم التخطيط المسبق لإعلان الوادى الجديد عاصمة الثقافة المصرية دون اي جدوى تذكر؟
سادسا: لماذا لم تتناول وسائل الإعلام مثل هذا التقصير بالنقد والتحليل لطرح الموضوع على الراى العام
والمسؤلين؟
سابعا : هل ترفع وزارة الثقافة شعارات حقيقية مفاده (لامركزية الثقافة) و ( العدالة الثقافية)وتتجاهلها قصور الثقافة
فيما يخص إعلان عواصم الثقافة ؟
ثامنا: هل الأمر يستوى مع إعلان محافظة مرسى مطروح فى عام ٢٠١٩ عاصمة الثقافة المصرية وإعلان الوادى
الجديد عام ٢٠٢٣ عاصمة الثقافة المصرية؟
لانه فى كلا الحالتين لم يحدث شىء غير اعتيادي على الإطلاق خلال العامين من أنشطة وفعاليات ثقافية من قصور
الثقافة أو من قطاعات وزارة الثقافة فى المحافظتين.
تاسعا:هل لدى وزارة الثقافة اجندة حقيقية تتطابق واستراتيجية الدولة تجاه المحافظات الحدودية؟ ولا اتحدث عن
مشروع اهل مصر للمحافظات الحدودية، بل عن إعلان عواصم الثقافة فى تلك المحافظات بغير تخطيط مسبق.
عاشرا : لماذا لا تتم محاسبة المسئولين عن (قصور وتقصير) قصور الثقافة بهذا الصدد واتخاذ نموذج بورسعيد قياسا
على العطاء الثقافي الحقيقى ونموذج للتقصير والمحاسبة فى كل من مرسى مطروح والوادى الجديد .
ملحوظة : هل ما تم فى حال إعلان محافظة بورسعيد منذ عام ٢٠٢٠ وحتى عام ٢٠٢٢ من أحداث وفعاليات ثقافية
(ايجابية) شملت قطاعات وهيئات دار الأوبرا والفنون الشعبية والسيرك القومى وهيئة الكتاب وهيئة دار الكتب
والوثائق والمركز القومى للترجمة وغيرهم ممن شاركوا خلال عامين كاملين بأنشطة وفعاليات أحدثت حراكا ثقافيا
صاحبها مردود على الواقع الثقافى فى محافظة بورسعيد، وربما دعمت الموقف الاقتصادي للمحافظة فى الرواج الذى
استشعره أهالى المحافظة من تسليط الضوء الاعلامى على المحافظة، وتحققت مبادىء العدالة الثقافية ولامركزية
الثقافة.
الهدف عند الحساب تقديم قصور الثقافة لكشف حساب بالفعاليات الثقافية فى محافظة بورسعيد ومثله عن
محافظتى مرسى مطروح والوادى الجديد ليعرف الراى العام هل ما تم فى بورسعيد (مصادفة) ام (مخطط) وما تم
فى مرسى مطروح (تقصير) ام (مقصود) وما ذنب اهالينا فى المحافظتين من الحرمان الثقافى فى ظل مبادرات
الدولة لتنمية الوعى العام والاهتمام بالمواطن ثقافيا.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.