مصر “بوتقة” التسامح فى العالم.. والإسكندرية “أيقونة” الثقافات تستقبل الجميع بـ”التمصير” وتخلق حالة من الهوية الوطنية الخاصة

فى صالون"فكر واعمل" بمناسبة اليوم العالمى للتسامح

– هادى مرجان : الرئيس السيسى يجسد التسامح عمليا

– د. سامية قدرى : رأس المال الاجتماعي.. رصيدنا للعبور إلى المستقبل

كتب مصطفى ياسين :

تحول الصالون الثقافى والفكرى الخامس لمؤسسة “فكر واعمل”، برعاية م. باسم فكرى، المدير العام، والذي أقيم بمنطقة شبرا مصر، بمناسبة اليوم العالمى للتسامح، السبت الماضي، إلى تجمع مصغر يجسد الروح المصرية المتميزة والفريدة فى تماسكها وتنوعها، وتفردها بتعايش كل الأديان والثقافات والحضارات التى وفدت إليها، قديما وحديثا، ومازالت مستمرة فى استيعابها لمختلف الشعوب والجنسيات المتعددة.

وأكد الحضور أن مصر هى بوتقة شعوب العالم، تستقبل الجميع بـ”التمصير” وتخلق حالة من الهوية الوطنية الخاصة.
ووصف هادى لويس مرجان، عضو مجلس الشيوخ، المصريين بأنهم شعب متسامح ومتدين بطبعه، يحترم الآخر وطقوسه،

مشيداً بمواقف الرئيس عبدالفتاح السيسى، القولية والعملية فهو يرسخ فكرة جديدة للتسامح فلا يقول: مسلم او مسيحى بل يقول “مع بعض”.

أضاف: وأنا أقول، لكل من يشعر بحرج لرؤية دار عبادة الآخر: راجع إيمانك ودينك.

المجتمع المدني

وأوضح م. باسم فكرى، فكرة إنشاء المؤسسة منذ ٥٠ عاما، ١٩٧٤ كانت تصدر مجلة “هو وهى”، وتحمل مقالا بإسم “فكر واعمل” للقس د. توفيق جورج، وبعد ٢٠ سنة صديقه افترح عليه تحويل المقال الى حقيقة لمساعدة الشباب على العمل والمشاريع الصغيرة والمتوسطة وعمل كورسات تدريب على الحرف،

والآن أصبحت كيانا كبيراً ولدينا مراكز مجتمعية فيها ورش ومستوصف ومطعم وقاعات تدريب، ومركز فى المنيا، لكل الفئات وخاصة المرأة، فهى مدرسة للحياة تخرج ٢٠٠ سيدة كل عام، أعلى نسبة نجاح فى المتخرجات من محو الأمية.

لافتاً إلى أن المؤسسة تكمل دور الحكومة فى التنمية المستدامة المجتمعية، من خلال عرض فيديو لأنشطة المؤسسة.

ضرورة حضارية

وأشار القس د. رفعت فكري سعيد، رئيس مجلس الحوار بالكنيسة الإنجيلية، إلى أنه منذ عام 1996 واستناداً إلى “إعلان مبادئ بشأن التسامح” ذلك الإعلان الذي اعتمده المؤتمر العام لليونسكو في دورته الثامنة والعشرين، بباريس يوم 16 نوفمبر 1995, والأمم المتحدة تحتفل باليوم العالمي للتسامح،

ومصطلح “التسامح” هنا يحتاج إلى تحديد وضبط, فلقد كان فولتير يقول دائماً: “قبل أن تتحدث معي حدد مصطلحاتك” وهذه المقولة الهامة يجب استحضارها هنا ونحن في إطار تعريف التسامح حيث تتداخل التعريفات وتتعدد كثيراً, فالتسامح  “Tolerance” الذي نتحدث عنه هنا ليس هو الغفران “Forgiveness” وليس هو العفو عن الإساءة,

ولكن يمكننا أن نصل إلى المعنى المقصود من خلال بعض الإجابات التي تلقتها منظمة “اليونسكو” عن سؤالها الذي طرحته عام 1995: ما التسامح؟

التسامح هو احترام حقوق الآخرين وحرياتهم. اعتراف وقبول للاختلافات الفردية, وتعلم كيفية الإصغاء إلى الآخرين والتواصل معهم. هو تقدير التنوع والاختلاف الثقافي,

وهو انفتاح على أفكار الآخرين وفلسفاتهم, بدافع الرغبة في التعلم والاطلاع على ما عندهم. هو الاعتراف بأنه ليس هناك فرد أو ثقافة أو وطن أو ديانة تحتكر المعرفة والحقيقة. هو موقف إيجابي تجاه الآخرين دون استعلاء أو تكبر.

تقدير التنوع

أضاف د. رفعت فكري: التسامح إذاً هو احترام وإقرار وتقدير التنوع الغني لثقافات عالمنا, ولأشكال تعبيرنا وطرق ممارستنا لآدميتنا, والتسامح ليس واجباً أخلاقياً فحسب ولكنه أيضاً متطلب سياسي وقانوني, ويتعزز التسامح من خلال التواصل وحرية الفكر وحرية العقيدة والديانة,

إن التسامح هو الانسجام في الاختلاف, والتسامح ليس تنازلاً أو تعطفاً أو تساهلاً ولكنه قبل كل شئ هو الاقرار بحقوق الإنسان العالمية والحريات الأساسية للآخرين, ويجب أن يُمارس التسامح من قبل الأفراد والمجموعات والدول, ولا تعني ممارسة التسامح القبول بالظلم الاجتماعي أو نبذ أو إضعاف معتقدات المرء,

بل يعني أن الشخص حر في تمسكه بمعتقداته وفي نفس الوقت يقبل تمسك الآخرين بمعتقداتهم, إنه يعني إقرار حقيقة أن البشر في تباينهم الطبيعي من حيث المظهر والحالة واللغة والسلوك والقيم لهم الحق في العيش في سلام وأن يكونوا كما هم, ويعني أيضاً أن آراء المرء لا يجب أن تُفرض على الآخرين.

واضح من كل هذه التعريفات أن التسامح يعني أن هناك تعدداً وتنوعاً في المجتمع أياً كانت طبيعته, وأن التسامح يعني قبول الاختلاف, وأن التسامح نقيضه هو التعصب الذي ينفي الاختلاف ويسعى للبحث عن التماثل وإنكار أي شكل من أشكال التنوع والاستقلال,

فالتعصب هو اتجاه نفسي لدى الفرد يجعله يدرك فرداً معيناً أو جماعة معينة أو موضوعاً معينا إدراكاً إيجابياً محباً, أو سلبياً كارهاً, دون أن يكون لذلك ما يبرره من المنطق أو الشواهد التجريبية, لذا فإن مناقشة موضوع التعصب أو التطرف بكل أشكاله السياسية أو الأدبية أو العنصرية أو الدينية، إنما هو سبر أغوار النفس الإنسانية بنشأتها وتكوينها،

وهي محاولة لا يألو الإنسان فيها جهداً لمصارعة ذاته بذاته، فإما أن ينتصر عليها ويخضعها لسلطان العقل, أو أن تفلت من عقال العقل وتنحدر نحو الحيوانية بعد أن خلقها الله بأحسن تقويم.

كنهه وأسبابه

ويصف د. رفعت فكري، التعصب بأنه اتخاذ موقف متشدد في الرأى تجاه فكرة يعتبرها المتعصب الأساس والحقيقة المطلقة الوحيدة, وتقف وراء التعصب أسباب عديدة, فالتعصب أولاً وقبل كل شيء نزعة ذاتية أنانية “نرجسية” كامنة في كل كائن بشري، ولكنها تطفو إلى السطح وتبرز إلى الواقع حين يتهيأ الجو الملائم لها، حين تواجه الذات “الأنا” بالآخر وتتصور أنه تتوقف على هذا الصراع مسألة الوجود من عدمه, فالمسألة إذن هي تصور لإيمان راسخ بأن “الآخرين هم الجحيم” كما يقول سارتر.
إن التعصب يبدأ بالكلام وينتهي بالإرهاب مروراً بالتجنب والاضطهاد والاعتداء البدني, والتعصب هو تقديس للأنا والغاء للآخر، فكل ما تقوله “الأنا” يدخل في حكم الصحيح المطلق، وكل ما يقوله الآخر يدخل في حكم الخطأ الفادح, ويقود هذا الى موت لغة التواصل والحوار، وحين يموت منطق الحوار تنطق الحراب والبنادق, وتُحفر الخنادق وتستباح الدماء, إن التعصب هو انغلاق وانكفاء نحو الداخل وارتداد على الذات, وتقوقع في زاوية ضيقة ورؤية قاصرة للكون.

بوتقة التسامح

وأشارت د. سامية قدرى، استاذ علم الاجتماع، كلية البنات جامعة عين شمس، إلى أن الإسكندرية مدينة كونية ومقر للثقافات المتعددة والتنوع والتسامح، وليس مختزلا فى التسامح الديني فقط، مؤكدة أن تراثنا الشعبي مليئ بصور وعبارات التسامح، فمصرنا بوتقة للتسامح.

وتساءلت: لماذا الأمم المتحدة في تسعينيات القرن الماضي أصبحت تختار أياما لقيم معينة؟ فأجابت: لأنها مرحلة تاريخية حدثت فيها تطورات علمية كبيرة جدا، وظهرت مصطلحات ومفاهيم الحداثة والإصلاح الدينى، فى عصر الأنوار بعد العصور الوسطى المظلمة، فتغير وجه العالم كله، وفى مرحلة العولمة بدأ العالم يتغير بالتدريج بعد الحرب العالمية الثانية، وحالة اللايقين واللاتسامح والكراهية حتى داخل الأسرة الواحدة وصارت فى ضياع وانكماش مدنى!
وتوصلت البشرية إلى أنه لا حياة اجتماعية سوية بدون تسامح، وبسبب المعرفة وتداعياتها فى مقابل عدم المعرفة قديما، صارت معرفة دمرت القيم والأخلاقيات، فمسالب العولمة أصابت كل مناحي الحياة.

فكان الحل بالعودة إلى رأس المال الاجتماعي وليس المادى، بالعلاقات المبنية على حزمة من القيم الروحية والأخلاقية مثل التسامح والثقة والتضامن الاجتماعي، فى مقابل النزعة الفردية والأنانية والتفكك الأسرى،
وتأكد للجميع انه بـ”الوعى” نعيد الصلابة المجتمعية وإعادة رأس المال الاجتماعي.

وأكدت د. سامية قدرى، أن مصر متسامحة مع كل الثقافات والحضارات الأخرى، وأن المصريين لديهم رأس المال الاجتماعي حتى وإن بدأ يتآكل! وفكرة الجمعية الدوارة من هذا النوع. وهى فكرة سيدة سودانية.

وكذا ثقافة عدم القدرة على العيش دون الآخر، وشبرا نموذج لهذا التعايش، مطالبة بالعودة للزمن الجميل والألعاب الجماعية وليست الداعية للانعزال والفردية والأنانية والعنف. وضرورة استعادة مجتمع الصلابة لمواجهة السيولة والانفلات الاجتماعي والاخلاقى. فإحياء الثقافة الإيجابية في مجتمعنا هو مستقبلنا.
التسامح فلسفيا
وقال د. عصام عبدالفتاح، استاذ فلسفة اللغة والأدب الفرنسي جامعة حلوان، التسامح إشكالية يطرح مسائل كثيرة، والتسامح فلسفيا يؤدى إلى عدم التسامح!
التساؤلات: هل في مقدور المجتمع الإنساني وجود متسامحين؟ هل يمكن للدولة ضبط التسامح المجتمعى؟ هل يمكن دراسة التسامح من منطلق اللاتسامح؟ فهو يشتبك مع الحرية وحقوق الإنسان، وما ينبغي أن يكون هو أن الحقيقة المطلقة ليست حكراً على أحد بل مبنية على احترام الآخر.
حب الإنسانية
أكد القس بولا فؤاد رياض، كاهن كنيسة مارجرجس المطرية القاهرة، ان الله لا يهتم كثيراً بالذبائح والقرابين ولكنه يهتم بالعلاقة مع الإنسان الآخر, إن شريعة الله هي: أن أحب أخي في الإنسانية قبل كل فروض الصلاة والصوم والقرابين, فما قيمة الصلوات والأصوام والطقوس وكل مظاهر العبادة إن لم تكن هناك محبة حقيقية للإنسان الآخر؟

فهناك فرق شاسع بين التدين والإيمان الحقيقي, فالتدين كثيراً ما يركز على المظاهر الخارجية وهي أمور جميلة وهامة بينما الإيمان الحقيقي هو موقف أخلاقي يقدس القيم ويحترم الإنسان الآخر أياً كان لونه أو دينه أو مذهبه,

فما أسهل التعبد لله ورفع الصلوات والأصوام ولكن ما أصعب التسامح وقبول الآخر المغاير, إن الله سبحانه يريد أن يعيش البشر أسرة واحدة تربطهم رابطة المحبة,

لذا فهو سبحانه لا يقبل عبادة مزيفة من قلب ممتلئ بالكراهية والتطرف والأنانية, إن العبادة الحقيقية التي تسر قلب الله هي التي تمر عبر الإنسان الآخر من خلال محبته وخدمته .

وقد حرر لوك «رسالة فى التسامح» نشرها فى عام ١٦٨٩، وبها أربع عبارات هامة هى: «ليس من حق أحد أن يقتحم باسم الدين، الحقوق المدنية والأمور الدنيوية»، «فن الحكم ينبغى ألا يحمل فى طياته أية معرفة عن الدين الحق»، «خلاص النفوس من شأن الله وحده»، «الله لم يفوض أحداً فى أن يفرض على أى إنسان ديناً معيناً». ما مغزى هذه العبارات؟ إن مغزى هذه العبارات عند لوك،

أن التسامح يستلزم ألا يكون للدولة دين حتى لو كان هذا الدين، من بين الأديان الأخرى، هو دين الأغلبية لأنه لو حدث عكس ذلك، أى لو كان للدولة دين الأغلبية فتكون هذه الأغلبية طاغية بحكم طبيعة الدين، وعندئذ يمتنع التسامح بحكم أنه نسبى لأنه من إفراز العقد الاجتماعى المؤسس على العَلمانية.

ومنذ عام 1996 والأمم المتحدة، استناداً إلى إعلان اليونسكو 1995، تحتفل باليوم العالمي للتسامح، الذي يعني فيما يعنيه أن المجتمع البشري بحاجة إلى نشر وتأصيل قيم التسامح كمنظور إنساني وأخلاقي، لا يمكن تقدّم المجتمع الدولي والإنساني من دونه، إذ لا يمكنه الخروج من غلواء التطرف والتعصب واللاتسامح، إلاّ بتعميم فكرة قبول الآخر.
فريضة سياسية وقانونية
ويؤكد، إن التسامح لم يعد واجباً أخلاقياً فحسب، بل هو فريضة سياسية وقانونية في الوقت نفسه، ولن ينعم عالمنا بالسلام الحقيقي دون ترسيخ لمفهوم التسامح الذي أصبح وجوده حاجة ماسّة وليس ترفاً فكرياً، إن التسامح يعني اتخاذ موقف إيجابي فيه إقرار بحق الآخر في التمتع بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية,

وبهذا المعنى فهو مسؤولية قيمية وواقعية للإقرار بالحقوق والتعددية والديمقراطية وحكم القانون، وهو أمر ينطوي على نبذ الاستبدادية، خصوصاً بالإقرار بحق الإنسان في التمسك بمعتقداته،

وهو إقرار ناجم عن أن البشر المختلفين في طباعهم ومظاهرهم وأوضاعهم وسلوكهم وقيمهم وقومياتهم ودياناتهم ولغاتهم وأصولهم، لهم الحق والمساواة في العيش بسلام، وإذا ما استعرضنا بعض العوامل المانعة لنشر قيم التسامح،

فعلى الصعيد الفكري قد يوجد حجب وتحريم حق التفكير والاعتقاد والتعبير لدى الآخر، بفرض قيود وضوابط تمنع أو تحول دون ممارسة هذه الحقوق، وأحياناً تنزل أحكاماً وعقوبات بالذين يتجرأون على التفكير خارج ما هو سائد أو مألوف سواءً عبر قوانين مقيّدة أو ممارسات قمعية تحت مبررات شتى.

وعلى الصعيد الديني فإن عدم التسامح يعني التمييز بحجة الأفضلية ومنع الاجتهاد وتحريم وتكفير أي رأي حر، خصوصاً ضد ما هو سائد، وأحياناً تزداد اللوحة قتامة في ظل الدين الواحد عبر التعصب الطائفي أو المذهبي في محاولة لإلغاء الفرق والمذاهب والاجتهادات الأخرى، بل فرض الهيمنة عليها بالقوة.

واجتماعياً فإن عدم التسامح يعني فرض نمط حياة معينة بغض النظر عن التطورات العاصفة التي شهدها العالم، لأنماط متنوعة، مختلفة، متداخلة، متفاعلة، وأحياناً يتم التشبث بسلوك وممارسات عفا عليها الزمن وأصبحت من تراث الماضي.

يستطرد القس بولا: يمكن القول إن كل المجتمعات البشرية تحمل قدراً من اللاتسامح سلبياً أو إيجابياً، لكن الفرق بين مجتمع وآخر هو في مدى اعتبار التسامح قيمة أخلاقية وقانونية ينبغي إقرارها والالتزام بها حتى وإن كان البعض لا يحبّها، أما الفرق الثاني بين المجتمعات المفتوحة التي توافق على التسامح وبين المجتمعات المغلقة التي ما تزال تتمسك باللاتسامح وبتهميش  أو إلغاء الآخر،

فإن بعض المجتمعات تستطيع إدارة التنوّع والتعددية الثقافية والدينية واللغوية والاجتماعية وغيرها، في حين تخفق أو تعجز فيها مجتمعات أخرى، ويوجد في العالم اليوم تعدديات وتنوعات دينية وثقافية واجتماعية…..الخ، الأمر الذي يستوجب أن تكون الدولة هي الحاضن الأكبر للتسامح،

وهو يتطلب إعادة صياغة العلاقة بين الأنا والآخر على أساس المواطنة والمساواة الكاملة، ومن خلال التربية والاستفادة من المخزون القيمي للأديان وللفطرة الإنسانية، وهو ما ينبغي أن ينعكس على الصعيد الدولي أيضاً.

إن ما يحتاج العالم العربي أن يدركه بقوة في هذه الأيام, إن الآخر هو جزء من حياتي, جزء من عالمي الخاص, وهو في رقبتي على طول المدى, فلا يمكن أن أعيش بدون الآخر, ولا أستطيع حتى أن أمارس العبادة بدون الآخر, بل لا أستطيع الوصول إلى الله بدون الآخر أياً كان لونه أو دينه أو جنسه أو جنسيته أو عرقه أو معتقده.

إن  الحضارة الإنسانية ازدهرت وازدهت بالتنوع, والأحادية لم تصنع إلا أفولاً وذبولاً, لذا فكم نحتاج لأن نختلف ونأتلف, ولنتيقن أن اللحن الواحد لايمكن أن يعطي نغماً جميلاً, والعصفور الواحد لا يمكن أن يصنع ربيعاً, والزهرة الواحدة لا يمكن أن تصنع بستاناً!! .
قال محيى الدين بن عربي أحد أشهر المتصوفين (25 يوليو 1165م – 8 نوفمبر 1240م):
قد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي.. إذا لم يكن ديني إلى دينه داني
لقد صارَ قلـبي قابلاً كلَ صُـورةٍ.. فـمرعىً لغـــــزلانٍ ودَيرٌ لرُهبـَــــانِ
أديـنُ بدينِ الحــــبِ أنّى توجّـهـتْ ركـائـبهُ.. فالحبُّ ديـني وإيـمَاني
عجز أممى
وانتقد د. خيرى فرجانى، استاذ اقتصاد سياسى، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، بالأكاديمية العربية للعلوم الإدارية، عجز الأمم المتحدة عن كبح جماح العالم نحو الانفلات الأخلاقي والسلوكى، والانحراف نحو العنف والجريمة، مؤكداً أن التسامح لم يعد ترفا بل هو ضرورة.
التكافل الاجتماعي
وأشار الكاتب الصحفي مصطفى ياسين، مدير تحرير عقيدتى، إلى أن رأس المال الاجتماعي، أو ما يعرف بالتكافل الاجتماعي، مازال موجودا كما في الأفراح والأحزان، مستشهداً بصور صوانى العزاءات والمساعدات فى الأفراح، والتى تجمع كل أهالى القرية أو الحى، دون تفرقة دينية أو عرقية. محذرا من السيولة المعلوماتية غير الموثقة والتى ظهرت مع مع العولمة والحداثة ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، مثل مظاهر عدم اللاتسامح والتعصب والعنف.
وقدم الشاعر مصباح قصيدة عن الوحدة الوطنية المصرية.
وطالب عمانوئيل، مسئول رعاية الأطفال، بضرورة غرس قيم ومفاهيم التسامح فى النشء منذ الصغر حتى يؤتى ثماره.
الصالون الثقافى تنسيق أمل جابر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.