إن يعود الذي غادر منذ مدة .. لدارك ، وحبل الهجر ممدود ، وأسوار العِدة والقضبان ، وعسف السجان الخرِف .. فكيف وماذا ولماذا ؟
وطيف الخوف يساوره يُحيِره يُخبِره حين زارك الطيف من بعد البين يُخيِره.. بين سدة بابك وحِدة جوابك ..
وبين حظوة أصحابك من بنات أفكارك وعزوة أسرارك ، وخزائن الذكريات المُنصِفة والمُجحِفة دون أرشفة .. ، والتأمل ومدائن الصفح المضيئة ليل نهار بغير تَجمُل ، غير خاضع لزحام الكلام الفاضي عن قسوة الماضي والجروح والنيل من الأعادي .. لا تعاني ، بعز التغاضي ونبذ القبح قرارك .. وعن حكمة القاضي العظيم في الصلح بإمعان وإنكار الصفة وكبح الشهوة والتواضع في غير ذل وطموح بغير حدود للقيم وللمعاني وعشق للوطن ولكل الأهل لا ينضب في الفرح ، وفي الشدة
ربما زيادة .. وبُغض العميل الخائن الذليل ..وأعم أهل الوطن سادة في كل آن وقرآن كريم وآذان وطاعة .. ونسيان
للألم بقناعة ولجم للهم وللحب كذلك إن هان .. وقلم وكتب وأوراق وأشواق ووفاء .. فكلهم جيش أمان صنوان ..
وبضع أرغفة خبز وملح وفلفل وكمون ، وعدة القهوة والحَب هان والشاي والقرنفل .. وبعض الوقت من لياليه يسمع
رنين عود وحنين كمان وأنين ناي وشجون صغار بميعاد .. كأبسط ما يقنع بالعيش إنسان في ثراء الأعيان ممن يُشار
إليهم بالبنان ..
وعليه إن عاد من بعد الغياب أن يقرر في الحال بأن يختار حقيقة الجواب ولو بغير سؤال ولا عتاب ولا مدح ولا ذم ولا
طرح لعِلة وقلة الخبرات ولا شرح للطريقة يتأسف ويبرر كيف إستفاد وتدرَب على عدم تكرار ما فات .. وبأنه وإن لم
يكن معك كان يراك ويسمعك في كل شيئ مطروح ويئن ويتقرَب بإقتران الروح بالروح ..
وفي كل شيئ خير .. وإن لم يعود وفق بعض الظن وإستعذب الفراق دواء وأمعن في بينِه والتحف القرار وتوارىَ عن
كل الأنظار وتنفس الصعداء بغير داء ساقم وتعسف في عدوله خير ..
فلا الضير فج إن إستقر على حاله الشريفة ولا الخير ضج ولا القلب عليل سيحتَج على حاكم الإمارة ولا على الطيف
الذي زَجَ بخياله وفضوله في سجل آماله وصحيفة أعماله ..
فما أحوج العود الأصيل للنار كي يجود بالعطر الجميل بشارة بقرب نفح الخير البديل والصبر الجميل والصفح الجميل