2024 عام أذربيجاني للتضامن من أجل عالم أخضر.. فى مؤتمر “باكو”
كتب ـ مصطفى ياسين :
تحتضن عاصمة جمهورية أذربيجان، “باكو”، فعاليات الدورة التاسعة عشر للقاء الأطراف لاتفاقية الامم المتحدة الإطارية لتغيير المناخ cop29
والدورة التاسعة عشر للقاء الأطراف في بروتوكول كيوتو والدورة السادسة لاتفاقية باريس، القمة العالمية لقادة ورموز الأديان
من أجل المناخ، بمشاركة 55 دولة و30 منظمة دولية ممثلين عن المؤسسات الحكومية والعلوم والأديان، بالإضافة إلى وسائل الإعلام.
وتهدف القمة الثالثة التي عقدت في إطار مؤتمر المناخ في أذربيجان، والتي استضافت القمتين العالميتين الأولى والثانية للزعماء الدينيين
في العالم، إلى تقديم مساهمات حقيقية في التقييم الأخلاقي لمشكلة محددة ذات أهمية إنسانية وحيوية لمستقبل كوكبنا:
مشكلة تغير المناخ.
جاءت القمة مع إعلان رئيس أذربيجان إلهام علييف عام 2024 “عاما للتضامن من أجل عالم أخضر” دعما لمبادرة عالمية قيمة
تخدم التضامن الإنساني من أجل مستقبل الكوكب، حشد المقترحات الحكيمة والفعالة والجهود العملية من جانب الدول الأعضاء.
الديانات والكوكب الأخضر
كانت مدينة باكو قد شهدت عقد لقاء “الديانات العالمية من أجل كوكب أخضر”، قمة لقادة وزعماء العالم الدينيين قبيل مؤتمر المناخ cop29
المقرر عقده الثلاثاء المقبل، برعاية رئيس أذربيجان إلهام علييف، وتنظمها وزارة البيئة والموارد الطبيعية الأذربيجانية،
بمشاركة المؤسسات الدينية من قبل لجنة العمل الحكومية، والمجلس الدولي لحكماء المسلمين، إدارة مسلمي القوقاز
وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وتأتي القمة ضمن استعدادات لدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية
بشأن حماية البيئة تغير المناخ (كوب29).
أكد د. محمد عبدالرحمن الضويني، وكيل الأزهر الشريف وعضو هيئة كبار العلماء، إن تنظيم كوب29 في أذربيجان مهم جدا
وقمة باكو العالمية للزعماء الدينيين العالميين هذه تنعقد على هامش كوب29 أيضا ويمكن استخدام القيم الدينية
لمصالح البيئة وقد اتخذت الدول والمنظمات الدولية عددا من الخطوات في هذا المجال.
مشيراً إلى أن الدين يوحد الناس فضلاً عن ضرورة التعامل معا لمعالجة مشكلات تغير المناخ وذلك واجب لاستمرار وجود الناس.
وشدد على أن الإسلام ينظر إلى البيئة كخلق حيوي ويهتم بها ووجود الأجيال القادمة معتمد على الأعمال المنفذة في هذا المجال،
وغرضنا يجب أن يكون مكافحة تغير المناخ، معبرا عن ثقته في أهمية التثقيف والتعريف في هذا المجال مع ضرورة
تعزيز الاتصالات والعلاقات بين الديانات.
العلاقات الأخوية
من جانبه استقبل السيد رامين مامادوف، رئيس اللجنة الحكومية للعمل مع المنظمات الدينية في أذربيجان،
وزير الأوقاف د. أسامة الأزهري والوفد المرافق له، وعبر رامين مامادوف عن امتنانه على الضيافة الكريمة التي حظي بها
خلال زيارته الأخيرة لمصر، وأعرب عن أمله بتكرار هذا اللقاء في أذربيجان، مؤكدًا على عمق العلاقات الأخوية
القائمة على الإخلاص والكرم بين البلدين.
كما عبر د. الأزهري عن سعادته بلقاء السيد مامادوف، مشيدًا بالأواصر المتينة التي تربط بين مصر وأذربيجان والتي تمتد لقرون.
موضحاً أن هذه الدعوة تسهم في تعزيز العلاقات بين البلدين، مشيدًا بالدور الكبير الذي لعبه المؤتمر في إبراز أذربيجان
كدولة تقدّر الأديان وقادتها.
كما عبر عن شكره لشيخ الإسلام الله شكر باشازاده، ورئيس الوزراء الأذربيجاني السيد علي أسدوف، والسيد الرئيس الأذربيجاني
إلهام علييف على حسن الضيافة والترحيب، مشيرًا إلى شعوره العميق بالترحاب والإكرام.
وهنأ د. الأزهري السيد مامادوف على نجاح المؤتمر، وأشاد بالتنظيم الرفيع الذي عكس احترام أذربيجان لقادة الأديان
معربًا عن تقديره للجهود التي بذلتها أذربيجان لإنجاح المؤتمر.
وأشار وزير الأوقاف إلى خصوصية العلاقة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس إلهام علييف، موضحًا أن هذه العلاقة
أمتن من الصداقة لتصل إلى الأخوة.
وذكر لقاءً جمع الرئيسين في الصين، حيث أكد الرئيس السيسي على عمق العلاقة، قائلًا للرئيس علييف: “نحن أشقاء وليس مجرد أصدقاء”.
كما أبدى وزير الأوقاف كل تمنياته لأذربيجان في إقامة مؤتمر كوب ٢٩ بصورة مبهرة ومشرفة بإذن الله.
وأكد د. الأزهري أن مسؤلي الحكومات في جميع أنحاء العالم يجب أن يكونوا قدوة في حماية البيئة وضرورة الكفاح المشترك
من أجل ضمان مستقبل باهر للبشرية وحماية الأجيال القادمة، مشيراً إلى أن قمة باكو العالمية لزعماء الأديان دعوة للعالم اجمع
حيث أن الأهداف الكبرى تحرز عن طريق تثقيف الناس وفي نفس الوقت ينبغي لجميع الأطراف أن تسعى معا إلي الحيلولة
دون الحروب التي تلحق أكبر الضرر بالبيئة.
تضافر الجهود
ووصف د. نظير محمد عياد، مفتي الديار المصرية، أذربيجان بأنها بلد يسود فيه التعايش والتنوع الثقافي.
واكد على ضرورة تضافر الجهود في القضايا الخاصة بتغير المناخ وتدعو الديانات الناس على أساس محتواها المقدس وتاريخها للسلام والأمن وليس الحرب والإرهاب لأنها تقوم ضد صراع الحضارات، والنظريات الخاطئة تؤدي إلى الحروب والتمييز والكراهية، وندعو بدورنا لتعزيز العدالة والمهمة الرئيسية على عاتقنا هي أن نرفع الظلم من على الشعوب المستضعفة بالدعوة للعدالة. مؤكداً أن وحدة منتسبي جميع الديانات وتعزيز التعاون بينهم يساعد لنيل الأهداف خلال مدة قصيرة.
يوم النصر وعلم الدولة
من ناحية أخرى أقامت سفارة أذربيجان في مصر حفلا بمناسبة يوم النصر ويوم علم الدولة، بحضور ممثلي السلك الدبلوماسي
للبلدان المختلفة، المعتمدة في مصر وممثلي الجالية الأذربيجانية وأعضاء الوفد الأذربيجاني الذي يزور القاهرة للمشاركة
في الدورة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي.
أفاد “مراسل اذرتاج” ان الحفل بدأ بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء الوطن. ثم عزف النشيد الوطني لكل من مصر وأذربيجان.
في كلمته، تحدث السفير الأذربيجاني إلخان بولوخوف عن المراحل التاريخية التي اجتازها علم الدولة الأذربيجانية،
وأشار الى أهمية يوم النصر الذي كتب في التاريخ ملحمة البطولة والشجاعة في الحرب الوطنية التي استمرت لمدة 44 يوما.
وشدد “الخان” على ان أذربيجان، التي تعزز الاستقرار فيها ودخلت مرحلة التنمية السريعة بفضل خدمات الزعيم القومي الراحل
حيدر علييف، حررت، تحت قيادة رئيسها إلهام علييف، أراضيها من وطأة الاحتلال واستعادت سيادتها بالكامل على أراضيها.