عبد الناصر البنا يكتب : أمريكا تنتخب .. والعالم ينتحب !!

فى سباق محموم غير محسوم النتائج مسبقا ، إنطلق يوم الثلاثاء الماضى مارثون الإنتخابات الأمريكية بين المرشح الجمهورى ” دونالد ترامب ” والمرشح عن الحزب الديمقراطى ” كاميلا هارس ” لـ إختيار الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة الأمريكية .
إتخذ كلا من الحزبين ” الجمهورى ـ والديمقراطى ” رمز ” الفيل ـ والحمار ” فى حملاتهما الإنتخابية للتواصل مع الناخبين والتأثير على الرأي العام . كونهما يعبران عن فلسفة سياسية ومواقف أيديولوجية محددة . وهذه الرموز كما تقول المصادر ليست مجرد شعارات بل تحمل في طياتها تاريخاً عريقاً وقصصاً لها أبعاد ومعانٍ . تعود إلى نهاية القرن الـ 19 .
وعلى غير المتوقع جاء حسم المعركة الإنتخابية سريعا لصالح المرشح الجمهورى ” دونالد ترامب ” ، 292 / 224 وحسم ترامب ولايات ” نورث كارولينا ، التى تضم 16 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي ، وتكساس 40 ، وفلوريدا 30 وولاية اوهايو 17 صوتا ، وتعتبر هذه الولايات الأربعة من الولايات ذات التأثير الكبير فى نتيجة الانتخابات النهائية ، إضافة إلى عدد من الولايات المتأرجحة ، والحقيقة أن ” دونالد ترامب ” يمثل حالة إستثنائية فى تاريخ أمريكا ، خاصة بعد الإتهامات الكثيرة التى طالته ، ولكن فى النهاية كانت الكلمه للناخب الأمريكى .
في 4 يوليو من عام 1776 أعلنت وثيقة إستقلال الولايات المتحدة الامريكية عن بريطانيا العظمى ، ووفقا للمصادر يعد منصب الرئيس أعلى سلطة سياسية فى USA من حيث القوة والنفوذ ، فهو رئيس الدولة ورئيس الحكومة ورئيس السلطة التنفيذية والقائد الأعلى للجيش ، وحتى لايشطح خيالنا أمريكا دولة مؤسسات والمثل يقول ” المتغطى بأمريكا عريان ” !! .
وحتى وإن تباينت ردود الأفعال وإستطلاعات الرأى بين ترامب وهاريس حول قضايا ” الإقتصاد ـ الهجرة ـ الإجهاض ـ حماية الديمقراطية ـ السياسة الخارجية ـ التجارة ـ المناخ ـ الرعاية الصحية .. وغيرها ” المواطن الأمريكى غير معنى كثيرا بقضايا الشرق الأوسط أو القضايا الخارجية عموما ، هو فقط يبحث عن رئيس يلبى له طموحه وتطلعاته ، يحتاح إلى رئيس يحافظ له على ” المثليه ـ الإجهاض ـ الهجرة غير الشرعة ـ تقليل نسب البطاله ـ على إنتعاش إقتصادى ـ
مظلة تأمين .. إلخ ، وبصرف النظر عما يدور فى غزة ، والحرب بين روسيا وأوكرانيا وتحالف القوى العظمى .. إلخ ،
وعموما حتى بعد فوز ترامب ، فأنا لا أعول كثيرا أن تُغير الانتخابات الأمريكية العالم ، وإحنا شايفين قدامنا التحالفات
والتكتلات الإقتصادية .. إلخ
من المنتظر أن يعتلى الرئيس دونالد ترامب كرسى السلطة فى الشهر الأول من العام 2025 ، ويشترط للترشح
لمنصب الرئيس الأمريكى الذى يتم إنتخابه كل 4 سنوات من قبل المجمع الإنتخابى ” Electoral college” أن يكون
مواطناً أمريكياً ، عمرة لايقل عن الـ 35 عاماً ، وأن يكون أمريكي المولد ( ولد على أرض أمريكية) ، وأن يكون قد عاش
أكثر من 14 عاماً في أمريكا ، ويعتبر الرئيس ” جورج واشنطن ” هو أول رئيس لـ USA بعد إقرار الدستور فى 4 مارس
1789 . ومابين تحرير العبيد ، والحروب ، والقتل والدمار ، والإغتيالات والقنابل النووية ، وقضايا التنصت ، والفضائح
الأخلاقية بلغ عدد الأشخاص الذين تولوا هذا المنصب 45 شخصا خلال الـ 46 فترة رئاسية الماضية ، تم إغتيال 4
منهم فى السلطة يأتى فى مقدمتهم الرئيس الـ 16 للولايات المتحدة الأمريكية ” أبراهام لنكولن ” الذى حرر العبيد ،
وأغتيل عام 1865 ، و” جون كيندى “الرئيس الـ 35 لأمريكا الذى أغتيل عام 1963 .
قائمة الخزى والعار تطول الكثير من رؤساء أمريكا ، الرئيس ” جورج دبليو بوش ” الذى خطط لغزو العراق بحجة إمتلاكه
أسلحة نووية وأسلحة دمار شامل ، ” هاري ترومان ” الذى أطلق القنبلة النووية على مدينتى ” هيروشيما ـ
ونجازاكى ” فى اليابان ، ” ريتشارد نيكسون ” صاحب ” فضيحة ووترجيت ” التى تعد أكبر فضيحة سياسية فى تاريخ
أمريكا ، عندما تجسس على مكاتب الحزب الديمقراطى ، ” جورج بوش الإبن ” الرئيس الـ 43 لـ أمريكا الذى أطلق بعد
هجمات 11 سبتمبر ما يسمى ” الحرب على الإرهاب ” وكانت سببا فى خراب العالم ومخطط ” الربيع العربى ” و ”
الشرق الأوسط الجديد ” .. إلخ . أما ” بيل كلينتون ” الرئيس الـ 42 فهو صاحب ” فضيحة ليوينسكي ” الشهيرة ،
عندما أقام علاقة غير شرعية مع الشابة ” مونيكا لوينسكي ” ذات الـ 22 ربيعا المتدربه فى البيت الأبيض
أمريكا تنتخب .. والعالم ينتحب ، ” كاميلا هاريس ” لم تكن هى المرأة الأولى التى تخوض سباق الرئاسة فى USA
فقد سبقتها وزيرة الخارجية السابقة ” هيلارى كلينتون ” التى خاضت الإنتخابات أمام الرئيس السابق دونالد ترامب
فى إنتخابات 2016 ، وكانت الأقرب للفوز . والحقيقة أنه رغم تعاقب 46 رئيسا على حكم USA لم تتمكن امرأة واحدة
من الوصول إلى سدة الحكم .
والجدير بالذكر أنه منذ أن أًعلن عن إنسحاب الرئيس ” جو بايدن ” عن خوض الإنتخابات الرئاسية فى يوليو 2024 ،
والدفع ب ” كاميلا هاريس ” نائب الرئيس لـ خوض الإنتخابات الرئاسية ضد ” دونالد ترامب ” الرئيس الـ ” قبضايا ”
وحملات التشكيك والتلاسن والتهكم والمناظرات بين الطرفين لم تنهى ، في مايشبه حلبة المصارعة ، وقد تنوعت
الحملات الإنتخابية لكل من المرشخين بأساليب قد تتوقف عندها شعوب العالم الثالث كثيرا ، لتعطى شكلا مغايرا
للديمقراطية الذى إعتدنا عليه ،
وأتذكر أننى وأسرتى الصغيرة فى الإنتخابات الأخيرة ، ورغم أننا نعيش تحت سقف واحد ، إلا أن اللجان التى سوف
ندلى فيها بأصواتنا تنوعت بين شمال الجيزة وجنوبها وشرقها وغربها لحكمة لم نعيها بعد ، أما مسألة المجمع
الإنتخابى فهى ” بدعة ” وكما نعلم كل بدعة ضلاله والعياذ بالله ، والعرس الديمقراطى فى أمريكا يختلف عن أى
عرس فى بلد آخر ، عرس غابت عنه على سبيل المثال عبارة ” الشفافية ” الاشراف القضائى الكامل ، عرس بدون
زيطه وزمبليطه زى مايكون إتكتب كتابهم فى القسم لاسمح الله ، وواضح أن الحزبين ” الجمهورى ـ والديمقراطى ”
مش شايفين شغلهم كويس يعنى لا DG ولافراشه ولا دياولو .. صحيح ” الفرح الهين بيبان من طبيخه ” الف مبروك
ياخواجه ” ترامب ” .
وعموما كتر الكلام زى قلته !!