الكاتبة الصحفية حنان خيري تكتب : عيد الحب.. الجنازة التي تحولت إلي عيد؟!!
الحبّ هو الأكثر عذوبة والأكثر مرارة. تحتاج القرابة إلى مودة، ولا تحتاج المودة إلى قرابة. فالقلوب المحبة تعيش بين الناس باحاسيس صافية تحمل الشفافية والمصدقية والتواصل الخالي من كل سوء.. فهذه المشاعر من أهم أسس المودة والمحبة.. فالحب مواقف لا تنسي لانها مشحونة بالعطاء والتآلف والأخلاص وكل ما يكنه القلب يخرج منه ليصل إلي القلب الآخر كما هو .. فلابد ان يستوعب كل الناس ان ما يحملونه بداخلهم مقروء ومحسوس لمن حولهم.. فالحب له اروع المعاني فعلينا فهمه والتمسك به لنسعد كل من نتعامل معهم وهكذا سنجدهم في حياتنا وفي خاتمتنا.
ومصر تحتفل اليوم بعيد الحب، 4 نوفمبر لماذا؟؟!!
( ٤ )نوفمبر .. عيد الحب في مصر .. لكن العالم كله يحتفل بيوم الحب ١٤ فبراير .. ومع ذلك مصرتختلف.. ويتسائل البعض لماذا؟؟
نحكي عن السبب حيث
ان الأستاذ مصطفى أمين الكاتب الصحفي ومؤسس اخبار اليوم .. خرج من السجن فى سنة ١٩٧٤ … وتصادف أن يوم خروجه من السجن شاهد جنازة تسير في حي السيدة زينب .. ورائها ثلاث أشخاص يحملون المتوفي في الصندوق علي اكتافهم لمثواه الاخير .. وتعجب لان المشهد غير مسبوق فمن المتعارف عليه أننا كمصريين نودع المتوفي ونسير ورائه لنزفه الي مثواه الاخير بالدعاءوالمحبة والطلب من الله سبحانه وتعالي السماح والمغفرةوالرحمة وتثبيه عند السؤال ولذلك يكون تجمع كبير من الناس وراءالجنازة .. وللاسف استاذنا مصطفي أمين
حزن وتعجب .. فسأل الرجال عن السبب .. قالوا انها جنازة رجل في السبعين .. عاش ومات ولم يحبه أحد ..فتوقف
بفكره ليتعجب هل كل العمر الطويل لهذا الإنسان ولم يقدم لاحد موقف يترك بداخله بصمة حب في وداعه سبحان
الله على النفس البشريه.. إنسان يمشي وراءه ثلاثة فقط، ومن هنا تمت كتابة مقاله فكرة” لتدشين يوم للحب فى
مصر…
فالحب ليس بين رجل وأمرأة ولكن الحب بمعناه الحقيقي الإنساني معاني راقية ومشاعرجميلة.. بين الناس. ..
فالحب بين أفراد الاسرة الواحدة والعائلة والزملاء والاصدقاء والجيران والاهل والمعارف والاقارب تعني العطاء من القلب
..ولذلك يوم4 نوفمبر نجدد فيه ونتذكر الحب الحقيقي الصادق الشفاف في العلاقات الانسانية الاجتماعية بينا ونحن
مازلنا نحتفل بالانتصار والعبور واسترداد الارض والعرض بدماء الحب التي قدمها رجال مصريين من اجل الحب .. فهذه
الحكاية لها مؤشرات ودلائل هامة لابد نذكرها ونحكيها لتكون امام كل إنسان بداية من الطفل والشاب والمسن
ليتحلى بالحب لمن حوله بمفهومه المجرد من المصالح والحقد والحسد والضغائن والاكاذيب .. فهو ليس بين اثنين
ولكن بيننا جميعا.. ففكرته مختلفة وليست عاطفية.بالمعني الخاص لكن الهدف منه كان يريد أن يكون الحب موجود
بين كل الناس٠
كل عيد حب وانتوا في صحة وسعادة ووفاء وأخلاص وأنتماء وصدق وشفافية وتواصل وترابط مشحون بالمودة والرحمة.