لم تتح لى الفرصة من قبل لقاء أو معرفة الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة ، ومع ذلك تعجبني جولاته ولقاءاته التى أجراها خلال الشهور القليلة الماضية منذ توليه مسئولية الوزارة مع العديد من المسئولين والمبدعين، ولعل لقائه مؤخرا مع البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية خير دليل على ذلك والذي نتج عنه إطلاق مبادرة اراها مهمة لنشر الوعي لدى أبنائنا الصغار والتي حملت شعار ” دعوا الأطفال يأتون ” شملت تنفيذ برنامج حافل للطفل فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية برعاية خاصة من قداسة البابا تواضروس ، باعتبار الكنيسة والازهر يمثلان ركيزة أساسية لنشر الوعي والفكر المستنير جنبا إلى جنب مع الأسرة والمدرسة و باقي مؤسسات الدولة .
الجميل فى تلك المبادرة أن كافة الفعاليات المختارة جاءت جاذبة للطفل ومحفذة علي القراءة ومطلقة لطاقات الفن والابداع ، و الأهم انها تضمنت بعدا توعويا للفعاليات جنبا إلى جنب مع الشق الترفيهي ، بحيث يكون هذا النشاط فرصة تثقيفية يطرح من خلالها عدد من القضايا المرتبطة بالطفل والمجتمع والمحبة وتعزيز قيم المواطنة والانتماء .
المبادرة شهدت مشاركة عدد كبير من قطاعات وزارة الثقافة ، تمهيدًا لتوسيع مجالات التعاون مستقبلاً؛ حيث تم التنسيق مع المكتب
البابوي للمشروعات التابع للكاتدرائية وقدم قطاع الفنون التشكيلية مجموعة من الورش الفنية للطفل ، من أبرزها ورش لتعلم صناعة
الميداليات الجلد والديكوباج والحلي، فن الخيامية، والتطريز اليدوي، والنسيج و اهداء المشاركين مجموعة من منتجات هذه الورش،
بالأضافة إلى تصميم جدارية تحمل مقولات عن المحبة والسلام ، بينما قدم المجلس الأعلي للثقافة ممثلاً في المركز القومي لثقافة
الطفل عروضًا فنية لفرقه كروكى للعرائس والتى تهتم بإعاده إحياء تراث الطفل مع مراعاة مواكبة التطور من حيث اهتمامات الاطفال
المختلفه، إلى جانب مجموعة كبيره من ورش الرسم والتلوين وغيرها .
فى حين قدمت هيئة قصور الثقافة عروضًا فنية لفرقـة الاراجوز المصري والعـرائس بشبرا الخيمة، و مطوية بعنوان
(لأجل أطفالنا بداية جديدة)، وورش عمل فنية فى مجالات الاستنسيل و الرسم بألوان الفلوماستر والاويل باستيل
على ورق كانسون ، و إعادة التدوير لعمل وحدات اضاءة ، و ورش الرسم على الوجه.
ومن جانبها وفرت مكتبات مصر العامة مكتبة متنقلة لتقديم خدمات الأطلاع بالأضافة إلى عدد من ورش العمل الفني
والحكي والرسم والتلوين الموجهة للأطفال ، وسوف يكون النشاط فرصه جيده للتعرف على الخدمات التى تقدمها
مكتبات مصر العامة فى مجال الطفل والتواصل معها .
فى نفس السياق تستعد وزارة الثقافة لإطلاق الدورة الأولي من ملتقي القاهرة للحرف التراثية والتقليدية تحت
عنوان “أيادي بلادي” بالتعاون مع محافظة القاهرة ، وذلك بحديقة الأندلس التاريخية خلال الفترة من 4 حتى 6 نوفمبر
بهدف تسليط الضوء على الأهمية الثقافية والاقتصادية للحرف التراثية والتقليدية فى المقام الأول، إلى جانب رفع
مستوى الوعي بأهمية هذه الحرف وتعزيز التقدير العام لها بما يرسخ الشعور بالانتماء ويشجع الاجيال الصغيرة على
الانخراط في هذه الأشكال الفنية والحفاظ عليها.
يشارك فى الملتقي معظم قطاعات الوزارة المعنية بالتراث وعلى رأسها الفنون التشكيلية وصندوق التنمية الثقافية
وقصور الثقافة ، إلى جانب مشاركة عدد من مؤسسات المجتمع المدني العاملة فى مجال الحرف التراثية والتى من
بينها جمعية الصعيد للتربية والتنمية ، وقرية تونس بالفيوم و متحف الزجاج والنحت والعجائن المصرية زكريا الخناني
وعايدة عبد الكريم وغيرها من المؤسسات بالإضافة إلى منصة ايادي مصر . يواكب الحدث تقديم عدد من الفقرات
الفنية الصغيرة لرواد الحديقة لطلبة أكاديمية الفنون وفرق قصور الثقافة .
والأمر الرائع فى هذا الملتقى أنه يعيد البريق لحديقة الأندلس، حيث تستعيد دورها الثقافي بعد توقف دام لسنوات
طويلة نتيجة لدخولها فى خطة الترميم ، فالأندلس هي أول حديقة تسجل كأثر في مصر، ومثلت جزءًا رئيسًا من
ذاكرة أجيال عديدة كانت تستمتع بالتنزه فيها وكانت موقعًا مختارًا لتصوير كثير من الأفلام المصرية، وأحتضنت حفلات
غنائية لكبار المطربين، في مقدمتهم عبد الحليم حافظ، فريد الأطرش و محمد فوزي خصوصاً خلال احتفالات الربيع و
الأعياد الوطنية ، وكانت المطربة والفنانة اللبنانية العظيمة فيروز آخر من غنى فى الحديقة التاريخية .
