كتب مصطفى ياسين :
يعقد قسم اللّغة العربية، كلّية الآداب واللّغات، جامعة امحمّد بوقرة بومرداس، بالجزائر، ملتقى دوليا بعنوان “الهرمنيوطيقا.. نظرية تأويل النصوص”، يومى 25 و26 نوفمبر المقبل، برئاسة البروفيسورة مليكة دحامنية، والرّئيس الشّرفي البروفيسور مصطفى ياحي.
تقول رئيسة الملتقى والقائمة عليه، د. مليكة: هناك حاجة موضوعية لأن نطرح الأسىئلة الكبرى، ونعيد طرحها من جديد لفهم واقع الإنسان ووضعه في هذا الوجود. لسنا بحاجة إلى أن نحدد مفاهيم ونرفع شعارات، بل المقصود هو أن نحرر الإرادة ونشجع النقد ليكون هناك حوار للعقل المنفتح الهادئ؛ حوار قوامه التفتح على الذات والعالم على حد سواء.
ماذا يقول النص؟ هل يتعلّق الأمر بمحاولة العثور على معنى معين ثابت يتمّ التّسليم به؟ وهذا ما يسمّى بأسطورة التّفسير الموضوعي ؟ أم أنّ المعنى نسبي لأنّ المؤوِّل يضفي عليه من ذاته ومن خبراته وتجاربه؟
إنّ الحقيقة ليست نهائية، بقدر ما هي بناء متواصل وسيرورة لا تكتمل ولا تنتهي،وهي ليست يقينًا جازمًا بقدر ما هي انفتاح على العالم.
لقد حدثت قطيعة كبرى بين نظامين معرفيين متمايزين، نظام معرفي لا يرى في النّص،ومن ثمّ اللّغة،إلّا مجرّد آليات وقواعد ومقولات صورية ثابتة، ونظام معرفي يبحث عن الإحالة والتّحوّل الدّائمين،نظام يجزم أنّ هناك قواعد مطلقة ذات صبغة عالمية،ونظام يرى في اللّغة مجموعة إمكانات. نقطة التّركيز إذًا هي ما يسمّى بالمعنى المختلف أو المتعدّد منظورا إليه من زاوية الذّات القارئة،ونعني بها ذات المؤوِّل.
لقد اهتمّت الهرمونيطيقا بتأويل النصّ، حيث تطوّر هذا المصطلح وأخذ منحًى أكثر عمقا وخصوبة مع التفكير ما بعد الحداثي؛ تطوّر في ميدان العلوم الإنسانية مع فلاسفة ومنظرين اعتُبروا روادا في هذا المجال وعلى رأسهم: فريدريك شلايرماخر، ولهلهم دلتاي، مارتن هايدجر، هانس جورج جادامر وپول ريكور وغيرهم.
إشكالية الملتقى :
تحوم الإشكالية التي نسعى إلى مقاربتها في هذه الملتقى حول «معضلة المعنى في النصّ» وكيف نظر إليه
المؤوّلون المعاصرون؟ كيف قارب هؤلاء مسألة المعنى؟ ما هي الخلفيات الفكرية التي وجّهت المؤوّلين المعاصرين؟
ما الذي وحّد رؤاهم وما الذي جعلها محطّ اختلاف؟ ..
فمن رحلة البحث عن استخلاص معنًى موجود مسبقا بصورة قبلية في نص لم يُقرأ بعد إلى رحلة البحث عن فهم
للنص وفق منظور تفاعلي، إلى رحلة البحث عن مقصدية النص في حد ذاته بالرجوع إلى انسجامه ووحدته، انصبت
جهود هؤلاء الفلاسفة والمنظرين.
أهداف المؤتمر
أشار المنسّق العامّ د.. محمّد عثماني رئيس قسم اللّغة العربية، إلى أن أهداف المؤتمر، السعى إلى التّعريف
بإحدى النّظريات المعاصرة التي اهتمّت بالنصّ والموسومة بـ”الهرمينوطيقا” أو نظرية تأويل النصوص كما يعرفها پول
ريكور، كما نسعى أيضا للكشف عن الرّؤى المختلفة لجملة من مؤوِّلي النّصوص المعاصرين، ومنهجهم في التّأويل،
والنّتائج التي توصّلوا إليها في مقارباتهم، ومعرفة الوشائج المعرفية بينهم والكشف عمّا يتّفقون فيه من القضايا –
قضايا التّأويل- وما يختلفون حوله.
الملتقى يدور حول جملة من المحاور يتناولها المتدخّلون بالبحث والتقصّي والتّوضيح وهي كالتالي: الأول:
مفاهيم تأسيسية: الهيرمينوطيقا –الفينومينولوجيا– التفكيك.
الثاني: تداخل الهرمنيوطيقا مع جملة من التخصّصات والمقولات الأخرى (كالتأويل والتفسير والنقد والترجمة)
الثالث: هرمنيوطيقا النص عند فريديريك شلايرماخر.
الرابع: دلتاي ومسألة التاريخية.
الخامس: العمل الفني والحقيقة عند مارتن هيدجر.
السادس: اللعبة النصية ومسألة تقاليد النص عند هانس جورج جادامر.
السابع: النظرية التأويلية عند پول ريكور.
الثامن: إشكالية القراءة الحداثية للتراث في الفكر العربي المعاصر.
التاسع: مقاربات تأويلية معاصرة (نماذج تطبيقية).
السلام عليكم..تحية طيبة لجميع الأساتذة الكرام القائمين على إنجاح هذا الملتقى العلمي الراقي..وكان لي أمل كبير أن اكون من المشاركين بمداخلة..لكن قدّر الله أن لا تصلني الدعوة على الرغم من انتظاري لها ..أ. م.رزايقية.جامعة تيسمسيلت..وفقكم الله وسدد خطاكم