كنت ولا ازال أرى أن افتتاح المتحف المصري الكبير يجب أن يكون على قدر الحدث، كما وكيفا كما ذكرت في المقال السابق بهذا المكان ، ومن هذا المنطلق أرى عدم جدوى الافتتاح الجزئى للمشروع الثقافي الأهم والأعظم فى العالم والذي أعلنته وزارة السياحة والآثار الأسبوع الماضي ، وكذلك الحال بالنسبة لعملية إقامة احتفالات أو مؤتمرات داخل قاعات المتحف قبل افتتاحه الرسمي سواء من قبيل الدعاية والترويج أو حتى لو كان بهدف جمع الأموال، لاسيما العملات الأجنبية !! .
الغريب انه رغم مرور عشرة أيام على عملية الإفتتاح الجزئى للمتحف أمام الزوار من المصريين والأجانب والتى شملت وفقا لوزارة السياحة والآثار إتاحة ١٢ قاعة أمام الزائرين، إلا أنه لم يخرج علينا من يوضح الفائدة المادية أو حتى التسويقية جراء هذا القرار، والأغرب إننا لم نقرأ أو نشاهد حتى تحقيقا أو تقريرا صحفيا أو إعلاميا يشير إلى نسب وأعداد الزوار خلال تلك الفترة.
اعلم ان الدولة المصرية قيادة وحكومة تخطط منذ فترة ليست بالقصيرة لإقامة إفتتاح عالمي اسطوري لأكبر وأهم
متحف للآثار فى العالم ولكن نظرًا للظروف التي يمر بها مؤخرا وتحديدا منذ جائحة كورونا ومن بعدها اندلاع الحرب
الروسية الأوكرانية ثم احتدام الصراع العربى الإسرائيلي في أعقاب انطلاق عملية طوفان الأقصى قبل عام تقربيا، كل
ذلك ألقى بظلاله على هذا الحدث وتسبب فى تأخير الإفتتاح الرسمي للمتحف بالشكل اللائق به كما وكيفا ،
فالمتحف يقع على مساحة ١١٧ فدانا ويحوى اكثر من مائة ألف قطعة أثرية تحكي تاريخ الحضارة الفرعونية تضم اهم
وأجمل مجموعة أثرية عرفتها البشرية وهي مجموعة آثار الفرعون الذهبي توت عنخ آمون والتي تشمل أكثر من
خمسة آلاف قطعة أثرية نادرة.
والمؤكد أن الدولة المصرية لن تتوانى فى إخراج الافتتاح بالشكل اللائق بقيمة وأهمية هذا الصرح الثقافي والحضاري
العظيم، خاصة وأن الرئيس السيسي مهتم بصفة شخصية بهذا المشروع العملاق باعتباره مقصدا مهما لدعم
السياحة الوافدة الى مصر، حيث تستهدف الدولة زيادة الزائرين إلى ٣٠ مليون سائح سنويا خلال الفترة المقبلة
وسيكون لهذا المتحف دور مهم فى تحقيق هذا الرقم.
أخيرا وليس آخرا فإن هذا الإنجاز الضخم لم يأت من فراغ، بل كان وراءه مجموعة من الرجال العظام وفي القلب منهم
الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق وصاحب فكرة إنشاء المتحف التى بدأت نهاية تسعينيات القرن الماضي
ومعه العديد والعديد من الخبراء و المتخصصين كل فى مجاله أمثال الراحلين العظيمين دكتور جاب الله على جاب الله
ومحمد غنيم والعالمى دكتور زاهي حواس ودكتور محمد ابراهيم ودكتور ممدوح الدماطى ودكتور محمد عبد المقصود
ودكتور صبري عبد العزيز وفاروق عبد السلام واللواء عماد مقلد ودكتور محمد عبد الفتاح ودكتور احمد نوار ودكتور
محمد صالح ودكتور مصطفى امين وأيمن عبد المنعم والمهندس محمد ابو سعده والمهندس حسين أحمد ومعهم
الكثير والكثير من الرجال ” الافذاذ ” الذين صنعوا هذا الإنجاز الضخم وصولا إلى دكتور خالد العنانى ودكتور احمد سعيد
ودكتور مصطفى وزيرى واخيرا وليس آخرا اللواء عاطف مفتاح “دينامو” إنجاز المشروع فى مراحله الأخيرة، وجميعهم