المستشار عبدالعزيز مكي يكتب: قسوة التدمير الفائقة .. ونشوة الحمير النافقة
يخطئ من يظن على خلاف العادة ولا يعي ، بأن قدرة الكيان الصهيوني الجرار على القتل بكل القسوة بلا ضمير ودون أي إعتبار لحُرمة صغير أو كبير أو نسوة أو دار عبادة أو مدرسة أو مشفىَ ويتشفىَ ويدعي عبر هيئة البث والأسلاك بأن ذلك كذلك هو الإنتصار الصعب ليبث الرعب والخوف في قلوب الناس في الخارج ويزف السعادة للشعب في الداخل هناك وينتشي ، لا وألف لا .. بل هي كلها محصلة لكل قدرات الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي الناتو وكل عمل أجهزة الإستخبارات لهذه الدول مجتمعة في خدمة هذا الكيان الصهيوني ، فضلا عن أنها تواجه مجرد حركات مجتهدة ليست بقوة الجيوش النظامية بساسة من أهل الثقة عمالقة وقادة أكاديميين مخضرمين ودراسات وإستراتيجيات وتكتيكات عملياتية وعدة وعتاد ومخزون كريم وإحتياطيات كُثر كالنصر العربي المجيد في أكتوبر العظيم ،
ولا أقل دليل على ذلك ما حدث في السابع من أكتوبر العام المنقضي وخذلانه للكيان التالف في مرة غير متكررة وغفلة عندما واجه موقف ما مباغت وحده من غير الدعم اللامحدود للقبيل السالف بيانه .. وربما يتكرر ما حدث من ذي قبل عندما تُستهدف آلية عسكرية أو تسقط طائرة قتالية فتجد من يقودها الهالك أمريكيا أو بريطانيا أو ألمانيا أو فرنسيا ناهيكم يا سادة عن كثرتهم في غرف القيادة
وكذلك الدليل بالتمام عند الإقدام على أي عملية نوعية خارج نمطية القتال المعتادة فلابد من أن ترى قائد القوات المركزية الأمريكية الفريق أول ،، مايكل كوريلا ،، حاضرا في عاصمة الكيان خصوصا عند الإنتظار لضربة إيرانية مُزمعة أو عند الإعداد لرد ناري يشي بضربة موجهة لإيران كجيش نظامي وحرس ثوري ومنشآت …..
يخطئ من يظن بأن التصريحات العنترية لبعض القادة في الغرب الصاقع تعكس حقيقة الأمر الواقع من ضرورة وقف القتال وما إلى ذلك من عبارات فضفاضة ليس له أي أثر حاسم أو ثمر حيال الوضع القائم أو حتى في القادم والدليل لمجرد تصريح للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمجرد التلويح بحظر إرسال السلاح للكيان الصهيوني الإرهابي .. أوجعه نيتنياهو بأشد العبارات وقال عليكم العار .. فسارع الإليزيه القصر الرئاسي الفرنسي بسداد الدية بعبارات إعتذار مؤداها أن صداقتنا لإسرائيل أبدية أعقبها مهاتفة ماكرون للنيتن ، وكذلك تصريحات السيد جوزيب بوريل مسئول السياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي العاطفية الشعبوية والتي لا تعدو كونها مجرد فضفضة بريئة أو مُغرضة تتبخر في البراح كغيرها من كل البُوق لم تسفر حتى عن مجرد إقتراح بالشروع في توقيع أي عقوبات على حكومة الكيان السفاح الغاصب كتلك التي تُوقَع على الفور عند الجور على حقوق القطط والكلاب !!
أَكل هذا من أجل مغازلة الناخب والصندوق أم أنها سياسة مدروسة منذ القِدَم والخطب جلل والتضحيات وما عاد يُجدي الندم على كل ما فات ……
وظني أن مدنية الغرب المجردة من أبسط القيم الإنسانية على المحك ومآلها ستفتك يوما ما بأهلها وقد بانت بعض إرهاصتها في فضح أكاذيبهم في العدل والمساواة وحقوق الإنسان على الملأ والشطط في أفعالهم ثم تدني إقتصادياتهم ، الإقتصاديات التي نشأت منذ البدء وإنبنَت على الإستعمار والسلب والنهب والحروب لتسويق السلاح ونشر االفساد والخراب ..
ثم تذمر الشعوب عندهم وتنامي وصعود اليمين وإضطراب الداخل والتآكل بفعل الأزمات الإقتصادية والهجرة والإختلاط الفارق والمدد لأوكرانيا وإسرائيل والتبعية المطلقة للولايات المتحدة الأمريكية حتى الفقدان التام للسيادة والقيادة والقرار والغدر والفقر مع التنامي الملحوظ للأقطاب الأخرى مما ينذر ببداية النهاية للقطب الواحد وذيوله وكل من معه ، والحذر كل الحذر من البحث عن متبوع غير ذاك المتبوع لنتبعه ونغرق في ذات الدائرة الجهنمية ………..
والإنتخابات الأمريكية لا شك ستكون مرحلة فاصلة ، مما قد ينتج عنه والأزمنة دُوَل ، بداية نهضة لدول وشعوب أخرى ، كما كرسها الغرب وعمل لها وأصاب منذ مطلع القرن التاسع عشر بأن في تأخر منطقة الشرق الأوسط تقدم لنا ونهضة وإزدهار والعكس صحيح ، ليس بمجرد فنون الكلام والخيال والحرث في الماء والهواء ، ولكن بحسن الإستيعاب الكامل للدرس والجهد العامل بشدة وعناء والتحرر والوحدة والفداء وخطة الإستغناء وعزة الإكتفاء وعدم التهاون بأي شكل من الأشكال مع العملاء
والأجيال الحالية والقادمة متعلمة ناهضة رافضة متألمة لكل ما حدث من تجريف وتدمير وجاهزة بكل الوعي للإنطلاق للتغيير