الفنان ناصر النوبي يكتب : بطاطو.. تملية الزمن الحاضر
عندما تتجاذب اطراف الحديث مع كائن خانع ومنبطح لأقصى درجة يجب ان تتحلى بالصبر وتسمعه الى الآخر حتى يكتشف انه يتحدث فقط مع نفسه فانت لا تستمع اليه ، وتستغرب كيف امتلكت الدنيا قلوب بعض الناس ، فأصبحوا مثل الزبد ، لا يرقوا الى سلم الرأسقدميات ، ويشبهون الزواحف ماظهر منها وما بطن ،
هو طول الوقت يحاول أن يصيب الآخرين بالضعف والوهن .. بطاطو يفضل الانبطاح ويكفر بجميع الثوابت ، ويؤمن
بأن الطحالب أقوى الكائنات ، ويفضل أن يعوم فى البرك والمستنقعات ، فكل ما تؤمن به من قيم واخلاق ومبادئ يكفر
بها ، ولا يتوقف عند هذا الحد ، بل يتعدى إلى أنه يكره ان تذكره بأيام المجد !
وهو يصر على أننا أضعف مخلوقات الأرض ..
انه لا يتوقف عن جلد الآخرين من توفر لديهم ذرات من الإيمان تواجه هذا العالم المضطرب الذى يؤمن بقانون الغابة
وان القوى يأكل الضعيف
هذا الكائن الهلامى كائن ميكافيلى يؤمن بأن الغاية تبرر الوسيلة ؛ ويكرر مرارا أن مصلحته هى الأساس
بطاطو .. يعيش بعضهم بيننا ، يعيثون فى الأرض فسادا .. يقفلون أبواب الغد
هؤلاء ضد المقاومة من أى نوع ..بل يسفهون الأبطال والشهداء ..يكرهون انفسهم لآن لديهم احساس بالدونية
وانهم دائما أقل
هؤلاء ينتقمون من كل الأحرار فى العالم ويعملون على قهرهم ومع ذلك هم خانعون بلا نخوة .. تملية الزمن الحاضر ،
يفضلون العبودية على الحرية ..ولذلك فهم “بطاطو ” ومرتزقة يستفيدون من كل شيئ لعنة أصيب بها كوكب الأرض
(التملية هم الخدم الذين كانوا يقومون بكل الأعمال فى التاريخ الحديث )