المستشار علاء سليم يكتب : انتصار أكتوبر وبسالة القوات المسلحة المصرية
يعد انتصار أكتوبر 1973 من أهم وأبرز الانتصارات العسكرية في تاريخ مصر الحديث ،كانت الحرب نقطة تحول في الصراع العربي الإسرائيلي، حيث أعادت للقوات المسلحة المصرية هيبتها بعد هزيمة 1967، ورفعت الروح المعنوية للعالم العربي بأكمله.
بدأت الحرب في السادس من أكتوبر عام 1973، الموافق ليوم العاشر من رمضان، حينما شن الجيش المصري هجوماً مفاجئاً على القوات الإسرائيلية المحتلة لسيناء ،وبفضل التخطيط
العسكري الدقيق والتنسيق المتكامل بين القوات الجوية والبحرية والبرية المصرية، تم تنفيذ عملية
“العبور” بنجاح، حيث تم اختراق خط بارليف المنيع، والذي اعتبر في حينه رمزًا للقوة الإسرائيلية
وصعوبة اختراقه.
وقد تميزت القوات المسلحة المصرية بشجاعة فائقة وإصرار على تحقيق النصر. الجنود المصريون كانوا مستعدين
للتضحية بأنفسهم من أجل تحرير الأرض واستعادة الكرامة. تبرز في هذا الإطار العديد من العمليات البطولية التي
نفذها أفراد الجيش المصري، سواء في عبور قناة السويس أو في التصدي للرد الإسرائيلي.
القوات الجوية المصرية لعبت دورًا محوريًا في بداية الحرب، حيث نفذت واحدة من أكبر الضربات الجوية في تاريخ
الحروب، تسببت في شل قدرات الجيش الإسرائيلي وفتح المجال لتقدم القوات البرية.
أما القوات البرية، فقد قامت بعبور قناة السويس باستخدام الجسور العائمة، وتمكنت من تدمير دفاعات خط بارليف
بفضل تكتيكات مبتكرة، مثل استخدام خراطيم المياه لتفجير السواتر الترابية.
القوات البحرية بدورها قامت بتأمين سواحل البحر المتوسط والبحر الأحمر، مما أعاق قدرة إسرائيل على شن
هجمات من البحر وأدى إلى تعزيز التفوق المصري في ميادين القتال.
إن انتصار أكتوبر كان نتاجاً لعوامل متعددة أبرزها التخطيط الجيد والتنسيق بين الأسلحة المختلفة والإيمان القوي
بعدالة القضية كما أظهرت الحرب أن الإرادة القوية والمثابرة يمكن أن تتغلب على أي قوة مهما كانت، وأن العزيمة
الوطنية تفوق الأسلحة والتكنولوجيا المتقدمة.
لقد ساهمت الحرب في تغيير موازين القوى في المنطقة، وأدت إلى بدء عملية السلام بين مصر وإسرائيل، التي
أثمرت فيما بعد عن اتفاقية كامب ديفيد عام 1979. وبفضل هذه الحرب، استعادت مصر سيادتها على سيناء،
وتحققت الكرامة العربية بعد سنوات من الإحباط.
في النهاية، سيظل انتصار أكتوبر مثالاً على البسالة والروح الوطنية لقواتنا المسلحة المصرية، ورمزًا للشجاعة
والإصرار على تحقيق النصر في مواجهة أصعب التحديات.