فلم يعد يجدي الإنتظار بأي حال من الأحوال في المقار أو التوَار في الخفاء في الحصون إلا متحرف لقتال ، فعدوكم الوحشي المتطرف وعدو الكل الخريق لا يخشى في الباطل لومة لائم ، إن تضيق عليه الخناق يُولوُنَكم الدُبر في هلع وذُعر للتو ، عدو بلا هوية إنسانية حقيقية لا يجيد التلاحم وجه لوجه رغم كثرة السلاح والآليات ، فقط يعرف القصف من الجو والمعارج بوابل القنابل المُحرَمة ومن البحر بالبوارج المُجرِمة والعصف الممنهج بكل مقومات الحياة والبنية التحتية ومخيمات الإيواء التي تنوء بالعزل من النساء والأطفال ودور الشفاء وسيارات الإسعاف على ذات المنهج هنا وهناك ،
فعلام تخاف وممن تخاف ؟
فهو لم يجيئ لهذه الأرض غاصبا إلا لقتالك ، فإن أحجمت عن قتاله قتلك وحقق مناله ، فإن واجهته بكل الدهاء والفنون وفق المتاح وألجمت يداه وقتلته حققت منالك رسالتك المُرادة في الزود عن النفس والأرض والعرض والسيادة المبتغاة ، فما هم كلهم إلا بُغاة شتات مواخر ضالين من غير أصل ولا أرض جاءوا لأرض واهمين بأنها من غير شعب بأم الأفكار الصهيونية في العنف والدم وقتل الآخر .. ثم يلجأ للملجأ ثمُل يرتجف في جبنٍ كحملٍ مُستكِن من سِفاح …
وأنا لا أُعرِض بممانعٍ ولا أُحرِض مقاوم بأكثر من اللازم أو من خارج مجريات الواقع .. فما دور المقاوم دون غيره إذاً .. متى إختار طائعا منذ البدء غير مأجور أن يلتحق بهذا القِسم بأن يكون مقاوم ممانعا بالفعل لا بمجرد الإسم حانث للقَسَم .. إن شاغلته دولته وداهنته ودلته أو دلت عليه أو ساعدته أو أمهلته أو مَكنته أو غضت الطرف عنه أو إستعملته وتركته يلقى مصيره .. فمصيره بين إثنتين ليس لهما ثالث .. إما النصر على الإثم والعدوان وإما الشهادة
والواقع لا محالة ماض ماض حده ونصله بِفِجَاجِه ، تقوده قوى الشر في العالم في الظلام بنعَاجِه وأُسُوده إن وُجدوا ،
فلا مفَر من الكر والفر دافعا ، وإلا الإستسلام لمن أقَر به وآثر الكلام الماضي في الماضي واقعا بسهام المدح والقدح
في ذات السبيل بالحجة والدليل الشافع لعصره أو المانع من أصله أو تسول الألف من المستحيل غير الأَلِف ، في
ماذا لو كان من الأول لا .. على إفتراض أنه كانت في الأول الحياة أفضل ، والهوة الذهنية وعثرة الأفهام والإدراك
والصدود والفجوة الزمنية تلازمنا فالذي رفضناه من زمن سادات النصر والسلام جامع تمنيناه الآن ، والذي رضينا به
زمنا وتشرذمنا تبرئنا منه الآن وعلى ذاك ندمنا وشتمنا من ضل ومن أضل ، وأبرمنا العقود مؤبدة دون فكاك صرعىَ
تبعية بالمَن لمن يسرقنا ويقتلنا لمن لن يرعىَ في الأمة دون شك إلاً ولا ذمة ونمنا في ترفٍ مزعوم أو في ضنكٍ
محروم وما تقدمنا وعلى هذا ندمنا كذلك من بعد فوات الأوان ..
لتتبدىَ كل قوة لمن تبقىَ من الجيوش النظامية للدول في المنطقة وإن قلت ، في ظل الظروف المحدقة وأحزمة النار
المحتدم تحتاطها من كل إتجاه ….
في الحفاظ على تماسكها من الداخل وأمنها دون خوف والوعي الموجود وإن يتألم من شدةٍ الهون والعمل على صون
الحدود ورد أي إعتداء جائر جاحد ، على أمل وحدة الصف والتكاتف ونحن الأهل الأولىَ بذلك إن نفعلها ، كما فعلها في
معظم العلوم من لا أصل لهم ولا ضمير ولا صديق ولا تاريخ عريق ولا قواسم مشتركة ، إلا أنهم عملوا في صفٍ
متصاف في صمت صاقع فَز ودأب وغموض خبيث ، وصدروا لنا الخلاف نعانيه بين النخب حتى في الفروض والأحاديث
والأوهام وكثرة الكلام بمعانيه المصطدم ..
إلا من دعوة راكع في الأقصى مكلوم في أعز ما لديه أو ساجد مظلوم في الحرم قد ظُلِم بأقسىَ مما يتصور العقل أو
جائع يتضور من شدة الجوع والتعب .. إن أحبَك الشعب وحكَم وهمَ وفهِم وبالعدل قسَم ..