الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : رحل ” حسن ” .. وسيأتى ” نصر الله “

“المقاومة فكرة والفكرة لا تموت ” هذه العبارة باتت حقيقية نلمسها كل يوم منذ اندلاع الصراع العربى الإسرائيلي على مدى أكثر من ٧٥ عاما، فرغم سقوط آلاف الشهداء والمصابين سواء من القادة والمسئولين أو حتى المواطنين الا أن المواجهة والمقاومة مستمرة، بل وتزداد وتيرتها يوما بعد يوم ولعل ما حدث مؤخرا في أعقاب اغتيال الشهيدين إسماعيل هنية وحسن نصر الله خير دليل على ذلك حيث رحل الشهداء وبقيت المقاومة والتضحية من أجل الأوطان وستظل كذلك حتى يتحقق نصر الله.
فبعد ساعات قليلة من اغتيال حسن نصرالله وعدد من قادة حزب الله على يد الكيان الصهيوني وظن البعض أن الحزب والمقاومة قد انتهت فوجىء الجميع بتنفيذ رجال المقاومة في لبنان والضفة عمليات فدائية خلفت ١٥ قتيلًا معلنا في صفوف الجيش الإسرائيلي والمستوطنين
خلال ٤٨ ساعة شملت مقتل 7 إسرائيليين في عملية إطلاق نار في يافا فى الأول من اكتوبر الحالي الذي شهد فى المساء الضربات الصاروخية الايرانية .
وفى صباح الثاني من أكتوبر تم قتل ضابط إسرائيلي برتبة نقيب في وحدة مهمة خلال الاشتباكات في جنوب لبنان.
ومع منتصف اليوم تم قتل ٨ ضباط وجنود إسرائيليين في معارك جنوب لبنان أيضا ، علاوة على تدمير ٨ دبابات ميركافا
واصابة ٣٩ اسرائيليا منهم ٤ في حالات خطرة وحتى كتابة هذه السطور لا تزال المواجهات مستمرة على كافة
الاتجاهات والجبهات التى أدت إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى فى صفوف المحتل الإسرائيلي إضافة إلى
ضحايا الضربات الايرانية الممنوع النشر عنهم في الاعلام الإسرائيلي وان كان يكفي مشهد الرعب وهرولة ٨ ملايين
خنزير يتقدمهم النتن إلى الملاجىء والمخابىء !! .
لعل ذلك كما ذكرت في البداية خير رد على غطرسة الكيان الصهيوني ورئيس وزرائه ” النتن ياهو ” خاصة مع إشتعال
الحرب في لبنان، واغتيال زعيم حزب الله حسن نصرالله، حيث تعالت النبرة الإسرائيلية وخرج نتنياهو مهددا بأن الحرب
ستشهد المزيد، معتبرا أن مقتل نصر الله يمثل تغييرا في موازين القوى في المنطقة.
وعلى إثر هذه التصريحات، تعالت التساؤلات حول مدى التغيرات التي قد يشهدها لبنان خلال الحرب، وما قد يشهده
الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة.
ووفقا للخبراء والمحللين الاستراتيجيين فإن تصريحات نتنياهو كانت مبالغة للغاية خاصة فيما يتعلق بقدرات إسرائيل،
كما بالغ في وصف قدرات خصومه، سواء في حزب الله أو كتائب عز الدين القسام الجنح العسكري لحركة حماس.
ووفقا للخبراء أيضا فإن قيام إسرائيل باختراقات أمنية مثلما حدث في تفجيرات أجهزة “البيجر” واللاسلكي في لبنان،
وحتى اغتيال قيادات من الصف الأول والثاني لدى حزب الله هي أمور واردة وتقوى عليها إسرائيل، حيث قدراتها
الاستخباراتية والتكنولوجية الكبيرة، مقارنة بميليشيات لا تقارن بالجيوش النظامية للدول.
ورغم ان لبنان شهد العديد من الحروب في الثمانينيات والألفينيات، ومع ذلك لم تتغير الخريطة الجيوسياسية على
الإطلاق، وهو ما يؤكد عدم دقة التصريحات الإسرائيلية.
يأتى ذلك في الوقت الذي سخر فيه الخبراء من ادعاء نتنياهو وزعمه بأن “هناك تحالفات جديدة تجري مع عدد من
الدول العربية”، متسائلين “مع من وضد من؟”، معتبرين أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي جاءت للاستهلاك
المحلي ، و بعيدة كل البعد عن أرض الواقع.
أن ما شهدته المنطقة والإقليم على مدار العام وحتى ما يحدث حاليا لا يؤثر في معايير القوى الإقليمية بالشكل الذي
يتحدث عنه نتنياهو وما يهم دول المنطقة في الوقت الحالي هو الدولة اللبنانية، والتي قد تشهد تطورات كبيرة في
المشهد في حالة البدء في غزو بري إسرائيلي لها خلال الفترة المقبلة.
Omran666@hotmail.com