الدكتور محمود فوزي بدوي يكتب : أكتوبر العظيم وانتصار مصر
هل فكرنا ونحن نطلق كلمة الانتصار ، أنها ما صدرت الا لأن طرفا قد ظهر على آخر ، أو ضعف طرف لقوة آخر ، اذن القضية أن هناك صراعا ، وهذا الصراع لابد أن تحسم نتائجه ، لماذا ؟ ، حتى تستقر الأحوال ، وتستقيم الجهود ، ولماذا أيضا ؟ ، لان الحياة لم توجد ونؤمر فيها بالعمارة ، لنعيش في صراع مستمر ، وفي ضياع عظيم …
حينما يمن الله علينا بالانتصار ، فلابد أن يتم توظيف حالته الى الاستقرار ، ثم نجتهد لنصل الى السعادة والاستقامة في الحياة والانجاز ، وعندما أكرمنا الله بالنصر في أكتوبر ، شعرنا بقوة في استهداف الحياة الكريمة بعد خزي وذلة ، أدركنا أن الله مع وحدتنا وجمعنا واصرارنا على العزة والكرامة واستعمار الحياة بكل أشكال العظمة والاقتدار والعدل …
هكذا يكون الانتصار ، فنحن أقوى وأعظم من أي طرف آخر لم يرد يوما الا الضعف والتخلف لمصر وأهلها ، وما علينا بحق الا أن نتوجه الى أنفسنا بهذا الانتصار ، لنعيد صياغة الواقع مرة أخرى ، فما أبعدنا – الآن – عن جوهر هذا الانتصار ، ولنستعيد بعزمنا وارادتنا ووحدتنا والعمل المخلص لله ، ووضع الخطط المحكمة للتخلص من العلل والآفات والمعتقدات السالبة تجاه الحياة نفسها التي هي لكل مصري “مصر”
، فإن الله رحيم كريم ، وتوفيقه دائما لمن أدرك معنى وجلال الانتصار ، باليقين والعزم على الحفاظ عليه ، كما هو وكما ينبغي أن يكون …
اللهم ارزقنا نصرا وتوفيقا من عندك وأمنا ، وبارك في سواعد وعقول وطاقات أبنائنا لتكون ذخرا لوطننا الغالي مصر …
اللهم احفظ مصر واجعلها في رباط إلى يوم الدين
كاتب المقال أستاذ أصول التربية ووكيل كلية التربية …جامعة المنوفية …