ما نراه اليوم من اعتداء بغيض على غزة ولبنان من دولة مارقة، يقف من خلفها دول غربية كارهة لكل ما هو عربي، بل وشرق أوسطي باعتباره أيديولوجية تمثل تهديداً وجودياً لهذه الدول، هو بمثابة ذروة تشكيل الوعي الجمعي الغربي، سلسلة متصلة من بناء صورة ذهنية سلبية عن الشرق تشكلت فأضحت يقيناً أنه الأكثر رفضاً للغرب، الأكثر كرهاً وبُغضاً، الأكثر عدواناً وإرهاباً، الأكثر انغلاقاً وتوحداً، حتى صاح رئيساً أمريكياً ذات مرة: “لماذا يكرهوننا؟”، فأخرجوا الأفعي من جحرها لتعيث خراباً في جيرانها المستضعفين.
وتلك الصورة الكلية البائسة شكلتها ببطء وتأن الإمبريالية الغربية منذ قرنين؛ تنميط للشرق أوسطي على أنه عربي
مسلم سواء كان من شمال إفريقيا أم من شبه الجزيرة العربية، من الخليج أم من جنوب شرق آسيا، مغربي أم
مصري أم تركي أم إيراني أم هندي. لقد خَلق التنميط لديهم خلطاً بين الثقافة العربية والأسيوية، بين الإسلام
والمسيحية واليهودية، بين الشرق الأدنى والأوسط والأقصى. فالمنطقة بأكملها – باستثناء معشوقتهم المدللة