الإعلامي محمود عبد السلام يكتب : الشهيد نصر .. من الله قريب .
قدر الأبطال أن يسكنوا أعلى جبال الخلد ، بما قدموه من تضحية فى خدمة أوطانهم ، يصنع هؤلاء الأبطال فى رحم المقاومة ، يتغذوا على المقاومة والصبر والجلد وعزة النفس والإيمان الشديد بقضايا أوطانهم ،
إذا كنا نحتفي بجيفارا ، ونصنع منه أيقونة للنضال ، فأولى أن نحتفى بالشيخ ياسين وهنية وحسن نصر الله ، وكل شهيد أرتقى إلى ربه مهما صغر شأنه فى الحياة الدنيا فهو عند ربه فى عليين ،
حسن نصر الله أنضم إلى موكب الشهداء ، منذ أثنين وثلاثين عام وهو يتولى قيادة حزب الله ، خلفاً لعبد الله الموسوى الذى أغتالته إسرائيل أيضاً ، غاية المقاوم الصادق الشهادة ، فهو يعلم أنه يقف على الحد الفاصل بين الموت والحياة .
أغتيال نصر الله ضربة موجعة لحزب الله والمقاومة فى جنوب لبنان ، منذ بدء الحرب على قطاع غزة وحزب الله يساند حماس فى غزة بضرب الجبهة الشمالية لإسرائيل التى شهدت نزوح أكثر من سبعين ألف صهيونى تركوا مزارعهم التى تطعم أسرائيل كلها خاوية على عروشها ،
إسرائيل تحكم العالم فعلياً .. تتحكم فى الدول الكبرى التى تملك التكنولوجيا العسكرية الحديثة ، تطلب فتجاب ، أتفقت مصالحهم مع مصالح أسرائيل التى زرعت فى المنطقة بأيديهم ، لاستنزاف مواردها وبقائها دائماً تحت التهديد ، ونحن كعرب منحناهم بضعفنا وقلة حيلتنا وتأخرنا العلمى والحضارى فرصة ليصنعوا ما بدا لهم بالمنطقة ،
وقف نتانياهو منذ أيام فى الأمم المتحدة يشرح للعالم خريطة الشرق الأوسط الجديدة التى تطلب إنهاء محاور
المقاومة فى غزة وجنوب لبنان ، التخلص من أربع آلاف كادر من حزب الله بتفجير أدوات إتصالهم واغتيال عدد كبير من
قادة الحزب مهد لأغتيال نصر الله الذى يمهد بدوره لغزو برى لجنوب لبنان وخلق منطقة عازلة عن الشمال الصهيونى
وإعادة الصهاينة إلى مزارعهم ومستوطناتهم ، وليس ببعيد أن تنشىء إسرائيل بالتعاون مع الحكومة اللبنانية واقع
عسكرى جديد
هزة قوية يتعرض لها حزب الله ممكن أن تؤثر على مستقبل المقاومة وعلى حماس فى غزة ، إيران أستمعت جيداً
لرسالة رئيس الوزراء الغسرائيلى قبل اغتيال نصر الله بأيام ، سوف تتراجع إيران تكتكياً بعد أن وعت درس القلم الذى
نزل على وجه حزب الله ،
حددت أسرائيل موقع نصر الله بدقة وألقت عليه ثمانين قنبلة فى دقائق قليلة ، دقة التنفيذ تشى بالإعداد الجيد
والخيانة ،
لا أحد بمأمن .. هكذا هى رسالة إسرائيل للجميع وواضح أن الرسالة كانت بعلم الوصول وقرأها الزعماء الأشاوس ،
طالما بقيت أسرائيل بقيت المقاومة ،
والنضال لايموت بموت قائد مهما كانت مكانته وكان تأثيرة ، إنما هى أيام يتداولها الناس ولابد سيأتى يوم مهما بعد
سينتصر الحق حتى لوا بدا هذا اليوم بعيداً .