الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : أمن البلاد وغوث العباد

الكاتب الصحفي عصام عمران
ادخلوا مصر ان شاءالله آمنين ، هكذا تحدث المولى عز وجل عن مصر فى كتابه الكريم ، وقال عنها أيضا: اهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم، وطلب الرسول صلى الله عليه وسلم من أصحابه اذا فتح الله عليهم مصر أن بستوصوا بأهلها خيرا ، فإن فيها خير اجناد الأرض وهم فى رباط إلى يوم الدين .
تذكرت تلك الآيات الكريمة والحديث النبوي الشريف وأنا اقرأ تقريرا مهمآ حول ما جاء في كتاب ” فضائل مصر ” الذي خطه العلامة عمر بن يوسف الكندي قبل أكثر من ألف سنة .. حيث ذكر في كتابه القيم أن الله فضل  مصر على سائر البلدان كما فضل بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض.
والفضل وفقا لما ذكره ” الكندى ” جاء على حزبين في دين أو دنيا أو فيهما جميعاً وقد فضل الله مصر وشهد لها في
كتابه وذكرها بأسمها وخصها دون غيرها وكرر ذكرها وأبان فضلها في آيات من القرآن العظيم حيث ذكرها خمس مرات
باسمها الصريح وهناك أكثر من ثلاثين آية أخرى فى القرآن الكريم تذكر مصر أو تتحدث عنها تلميحا وقال تعالى حين
وصف مصر وما كان فيه آل فرعون من النعمة والملك بما لم يصف به مشرقا ولا مغربا ولا سهلا ولا جبلا ولا برا ولا بحرا
فجاء في الذكر الحكيم : كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين
ويتساءل الكندى : فهل يعلم أن بلدا من البلدان في جميع أقطار الأرض أثنى عليه الكتاب بمثل هذا الثناء أو وصفه
بمثل هذا الوصف أو شهد له بالكرم غير مصر ؟
ويمضى الكندى فى الحديث عن مصر من هذا الجانب المرتبط بالرسل والأنبياء فيقول إن اسم « مصر » هو اسم
حفيد نوح عليه السلام ويسند هذا الى أن عبد الله بن عباس قال : دعا نوح عليه السلام ربه لولده وولد ولده : مصر
ابن حام ابن نوح فقال داعيا الله : اللهم بارك فيه وفى ذريته وأسكنه الأرض المباركة التي هي أمن البلاد وغوث العباد
ونهرها أفضل أنهار الدنيا واجعل فيها أفضل البركات وسخر له ولولده الارض وذللها لهم وقوهم عليها.
ونقل عن سعيد بن هلال أبو العلاء المصرى أن مصر مصورة في كتب الأوائل وفى هذه الصورة نرى سائر البلاد وهي
تمد يديها الى مصر  تستطعمها وتتلمس خيراتها ثم يقول : « واجمع أهل المعرفة على أن أهل الدنيا مضطرون إلى
مصر يسافرون إليها ويطلبون الرزق بها وأهلها لا يطلبون الرزق من غيرها ولا يسافرون إلى بلد سواها وحتى لو ضرب
بينها وبين بلاد الدنيا لغنى أهلها بما فيها عن سائر بلاد الدنيا .
الى هنا انتهى كلام ابن الكندي عن مصر  ، ونحن بدورنا نؤكد أن مصر كانت وستظل بإذن الله بلد الأمن والأمان
وصاحبة الغوث للعباد على مر الأزمان، ولم لا وها هى الآن تحتضن بين جنباتها قرابة عشرة ملايين من الأشقاء
والاصدقاء يعيشون في ضيافة أهلها معززين مكرمين ولم نسمع يوما أن مصريا ترك وطنه وفر مهاجرا أو لاجئا.. إن صح
التعبير.. حتى فى أحلك الظروف، بل على العكس فإن المصريين يعودون إلى بلدهم إذا شعروا بأى خطر يتهددها،
ولنا فيما حدث فى أعقاب أحداث ٢٥ يناير وما تلاها من مؤامرات كانت تستهدف إسقاط الدولة المصرية وتفتيت
مؤسساتها الوطنية لا سيما فى سنة حكم الجماعة الإرهابية ورئيسها الفاشل المثل والعبرة حينما التف المصريون
فى الخارج قبل الداخل حول وطنهم حتى زال الخطر وعادت مصر لكل المصريين .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.