الكاتبة الصحفية حنان خيرى تكتب : وما بعد الصبر إلا الجبر 

حنان خيري

الصبر صبران.. صبر علي ما أصابنا من شروخ وهموم وآلام نغسية وصحية ، وانهيارات ذهنية وابتلاءت مختلفة مؤلمة

تهزمنا وتطفئ نور قلوبنا ليسكن الظلام الدامس أرواحنا وتذهب الأبتسامة إلي أجل غير مسمى.

فعندما يشتد الوجع ويزداد الألم ليس هناك علاج فوري فعال مثل وصغة الصبر ليهدأ القلب وتلتئم النفس ويستطيع

العقل لملمة أفكاره بحكمة ليحارب الكرب بالوقت والصبر فهما أقوى الأسلحة للإنسان..

فالابتلاءات اختبارات من الله عز وجل سبحانه.. فنحن نواجه مشاكل كثيرة في حياتنا .. مختلفة من أسرة لأسرة ومن

مجتمع لمجتمع وهكذا من بلد لآخر ..

لكن عندما نتحلي بالصبر يجعلنا أكثر قوة وصمود وحكمة وتعقل في دراسة ما نمر به من أزمات لنصل إلي الحلول

التي تصل بنا إلي الجبر.. حتي لا تنطفئ ومضات الأمل التي تجعل لدينا الثقة في الله سبحانه وتعالي وفي أنفسنا

لنصل إلي حياة أفضل علي كافة الاصعدة.. ونتغلب على الازمات والمشاكل بكل انواعها..

وبالتالي علينا أن نصبر علي ما يصيبنا فثواب الصبر عظيم لانه يهون علينا البلاء ويأخذنا إلى بر الأمان.. فالدنيا دار

العناء فلا نحزن على ما نواجهه من ظروف قاسية علي كل المستويات .. فنحن نمر بأزمات متعددة سواء على

المستوى الإنسانى والاجتماعى والاقتصادى..

البعض ينهار ويتخبط ويمرض ويرفض فكرة الأمل ويري الحياة باللون الاسود وينسي الصبر على المصائب والهموم..

فالناس تتساوي ظواهرهم عند دوام النعم ولكن عندما يأتي البلاء تظهر معادنهم الحقيقية وأعظم ما يبتلي به

الإنسان أن يفقد ضميره فسيكون سليط اللسان وكاذب ويثير الجدل ليحدث تضارب فكري ويمزق الحقائق..

فالصبر جميل تطيب به النفس ولكن لابد من البحث والسعي لإيجاد حلول لهمومنا وما يشغلنا من مشاكل وندرس

الأسباب التي أدت الي الفجوات الموجعة لقلوبنا ونفوسنا، بمصداقية وشغافية دون تزييف أو تجميل حتى لا ينفجر

الصبر علي المخادعين المنافقين المتلونين بالتجني على الصادقين الذين تحلوا بالثبات لكي يهزموا أعداء الإنسانية

الصادقة..

فالأخلاص غالي!! فلاننتظره من أصحاب النفوس الملوثة الهادمةلأستقرار من حولهم..

الخلاصة.. الصبر عبادة عظيمة..  أن تصبر على ابتلاء لا تعرف سببه ولا حله .. أن تصبر على دعوة لا تعرف مدى

ستتحقق .. أن تصبر على مرض، أن تصبر على رزق.. فكرة الصبر نفسها اختبار صعب جدا للنفس والقلب والعقل

لذلك.. قال الله تعالى «وبشر الصابرين»

فعلى كل إنسان فى ظل الظروف الحياتية الصعبة التي نمر بها أن يتحلى بالصبر ويكون شكورا ليزداد تفاؤلا بأن صبره

لا بضيع فحتما سيأتي بعد الصبر جبرمن عند الله عز وجل سبحانه..

وهكذا لابد من تحصين أنفسنا من عدم الاستماع للعقول الخاوية الكاذبة التى تسعى جاهدة لإطفاء نور الامل

والأخلاص والصدق والإرتقاء بالنفس من أجل حياة أفضل في مجتمع إنساني تتضافر فيه الأسر السوية لتدبير الامور

الصعبة فى ظل الأزمات الأجتماعية والأقتصادية.. فعلينا

الأنتباه بأن لابد من الفرج بعد الكرب والجبر بعد الصبر.. وهذا ما ندعوه ونطلبه من الله سبحانه وتعالى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.