عبد الناصر البنا يكتب : خدمات مابعد البيع !!

عبد الناصر البنا
أكذوبة كبيرة إسمها ” خدمات مابعد البيع ” وإن شئت قل وسيلة جديدة للنصب والإحتيال وإبتزاز الأموال ، وهناك عشرات بل مئات المواقف التى تدلل على صدق ما أقول ، وخلونا نبدأ من السيارة ، ففى الوقت الذى أصبح فيه إمتلاك سيارة من ضرورات الحياة ، ولم تعد حلما بعيد المنال كما كان يحدث فى الماضى ، وقد أصبح إمتلاك السيارة واقعا ملموسا لأغلب الناس .. وهذه ليست هى المشكلة .
المشكلة فى مابعد إقتناءك السيارة حتى لو كانت على حالة الزيرو ، ولكن عزيزى القارى لك أن تعلم فى البداية أن السيارت تتكون من 30 ألف قطعة تقريبا ، وأعلم أنه خلال إستخدامك للسيارة هناك 90% أو أكثر من هذه القطع تحتاج إلى صيانة أو تغيير نتيجة لتهالكها أو لحوادث عارضة لها ، السيارة الزيرو يمكن أن تجنيك المشاكل لـ خمس أو ست سنوات على أقصى تقدير ، مع العلم أن سنوات الضمان الأولى مع التوكيل قد تكون هى من أكثر الفترات إبتزازا !!
وفقا للعقد المبرم بينك وبين الوكيل لابد من عمل الصيانة فى التوكيل ، وإلا فإنك سوف تحرم من الضمان ، وهذه أولى خطوات النصب ، والبداية مع فحص الـ 1000 كم الأولى وتغيير الزيت .. إلخ وتفاجأ بفاتورة تصدمك ، لكن فرحة الزيرو والظهور بمظهر المالك الشيك أمام رواد التوكيل تجعلك تبتلع همومك وتدفع صاغرا ، ثم تصطدم بصيانه الـ 3000 كم ، وبعدها الـ 5000 كم لتجد نفسك وقد أفرغت جيوبك فى بنود ما أنزل الله بها من سلطان لدرجة أنك تجد نفسك تدفع فى ” ورده ” تشبه الربع جنيه المخروم مبلغ 250 جنيه ، وهذا من واقع تجربة شخصية ، وعندما يعلو صوتك يأتى لك المدير بالبالطو الأبيض الذى يشعرك أنك تقف أمام السير مجدى يعقوب ليقنعك أنها ليست كأى وردة ، إنما هى لها ” reference ” لها ” history ” يعنى قطعة متأصلة وبنت ناس ومصروف عليها مش أى قطعة تقدر تجيبها من برة ، وهكذا الزيت وتربيط العفشة والزوايا والتيل والأزيز إللى فى الفردة الورانية ، وإدفع يامعلم بألف هنا .
الموضوع بقى مزعج جدا ، والمصيبة السودا إن الناس دى مفيش معقب عليها ، ولا أحد يقدر يقول لها تلت التلاتة كام ، وتلاقى نفسك بتدفع فلوس فى حاجات مالهاش سعر أصلا برة التوكيل ، ويمكن دا إللى خلى الناس إللى بره التوكيل تبقى فريسة سهلة لهم ، لأنه عارف أن التوكيل بيدفعك دم قلبك فيضطر يلعب على الناحية السيكولوجية للعميل ، وهو متأكد انه حتى لو طلب منك نصف فلوس التوكيل أنت الكسبان .
من حسن الطالع أن عدادات السرعة فى السيارات الحديثة تعمل بنظام الديجيتال أى بالأرقام وفى بعض السيارات الفارهة عبارة عن عامود زئبق يرتفع مع سرعة السيارة ، لكن حظى العثر أنى تعرضت لـ أطرف عملية نصب فى التوكيل منذ سنوات ، عندما فوجئت بأن أمبير السرعة لايعمل ، وبعد فتح ونصب فى التوكيل قالوا حساس السرعه S.S.V ” عاوز يتغير وتاخد دورك ، تركت السيارة عندهم ليومين ، وعند الاستلام كانت الفاتورة صادمة وأبرز مافيها سعر الحساس التالف ومصاريف تركيبه .. إلخ . المحزن بعد كل هذه العطلة أننى بعد مانشيت بالسيارة وعلى بعد خطوات من التوكيل فوجئت بأن أمبير السرعة الذى تم تغييره عاد إلى ماكان عليه ، طبعا مدير الصيانة لما علم هاج وماج ” فى الفنيين توبيخ وشتيمه وسب .. إلخ ، والحقيقة من كثرة ماكان ” أوفر ” حسيت أنه ” فيلم هندى” لكى يرضينى ، خاصة وأنى رايح له بتوصية من رئيس مجلس إدارة الشركة .
ولما سأل المهتدس المسئول عن الصيانة عن السبب ، قال له : أحنا ماغيرناش الحساس التالف ، وكمان العربية
لسه فى الضمان ياريس ، أنا عملت له صيانة فقط ، ويبدو أنه جاء ليأخذ حق الفنيين الذين أهدرت كرامتهم ، وهنا
سألت المدير : إذا كانت العربية فى الضمان ليه بتدفعنى ثمن القطعة وعليها مصاريف التركيب ، المهم أنه بصنعة
لطافة أخذ منى الفاتورة ، وأجرى كام مكالمة ، وطلب منى الذهاب إلى الخزينة لتوريد تكاليف تركيب حساس جديد ،
يانهار أسود امال إللى أن دفعته كان إيه ؟ لا حضرتك دى كانت مصاريف صيانة الحساس ، والله حاولت أفهمه أقتعه
لكن هتقول لمين راسه وألف سيف ، إحنا هنغير لك القطعة وعليك مصاريف تركيبها ، يافندم إنت كده المفروض ترجع
لى أنا ثمن القطعه لأنى دفعته ودفعت لكم مصاريف تركيبها !!
والله أبدا مافيش فايدة ، رميت المفاتيح وتركت العربية ومشيت على رئيس مجلس إدارة الشركة راسا ، وحكيت له
كل اللى حصل ، طلب مدير الصيانة بالتليفون وانا عنده وطلب منه يبعت له الفاتورة ، وبالفعل بعتهاله على الفاكس
الفاتورة وكانت الفاتورة اللاحقة ، وقتها قلت له دى الفاتورة التانية ، وكانت الطامة الكبرى ، وهى أن مدير مركز
الصيانة يدير المركز لحسابه الخاص من خلال دائرة مغلقة مع أمناء المخازن وبعض المهندسين المرتشين ،
الطريف فى الامر أن التوكيل كافأنى على إصرارى على أخذ حقى أن أجرى كل أعمال الصيانه الدورية لعربيتى فى
اى مركز صيانة تابع لهم ” مجانا ” وبدون اى مقابل طوال فترة الضمان ؛ وللأسف كانت قاربت على الإنتهاء ، هذا قطر
من فيض
أما الأجهزة المنزلية فالاشتغاله فيها على العالى ، وخد عندك التوكيلات الآتيه ” كريازى ـ زانوسى ـ LG ـ أيديال
ستاندرد ــ روكا ـ ديوريفيت ـ شارب ـ فريش ـ هيتاشى ـ أجهزة التكييف .. إلخ ” وحدث ولاحرج ، وأدعوا الله أن
لايحوجكم لطلب مركز صيانه منهم ، فى واقعه لاتخلو من الطرافة ، إستدعيت صيانه LG للكشف على شاشة
البلازما وبعد دفع رسم المعاينة أفاد بأن الليدات تحتاج إلى تغيير ، يافندم الشاشة حديثه وتقريبا ما إشتغلتش قال :
الليدات لها عمر إفتراضى وطالما الجهاز متصل بالتيار يبقى العداد بيعد ، كلام مقنع ، مش عاوز أصدمكم بالمبلغ
المطلوب لتغيير الليدات ، ورفضت تغييرها من خلال الوكيل وفوجئت أن سعرها فى محلات باب اللوق يعادل ربع المبلغ
المطلوب ، أما إذا طلبت خدمة عملاء توكيل روكا فأنت تتعامل مع وكالة ناسا .
ماكينه الكومبنيشن إللى كانت على أيامنا ب 17 جنيه ، إنهاردة التوكيل بيبعها لك بمبلغ 750 جنيه ورسوم التركيب
150 جنية والمفترض أن عليها ضمان خمس سنوات كما هو مبين فى فاتورة الشراء ، ودا السبب فى إرتفاع سعرها ،
إبقى قابلنى لو كملت 3 شهور وأبقى قابلنى لو حد عبرك ، وأعتقد أن كل من يقرأ هذا الكلام قد مر بما هو أصعب
من ذلك .
ويبقى السؤال : هؤلاء الإنتهازيون وأمثالهم ، وتقريبا كل أصحاب المهن الحرة فى بر المحروسة لما بقى كيف عندهم
ذبح من يقع تحت أيديهم ، وللأسف أغلبهم لايدفع ضرائب ولا تأمينات على العمال ولايطبق قواعد الأمن والسلامة
المهنية ويسرق فى الكعرباء .. إلخ ، إلخ . لماذا لايجرؤ أحدا على محاسبتهم ، ولماذا يتركونا فريسة لهم ؟ أمر محير
جدا ، وأعتقد أنه غير موجود سوى فى بلدنا الغالى .
وهنا يأتى إليك صوت أم كلثوم أروح لمين .. وأقول يامين ، خاصة وأن الجهات الرسمية هى أيضا تستنزفك أكثر من
هؤلاء المرتزقة ، إنهارده الرسوم مقابل الخدمات تضاعفت أضعاف أضعاف بدون مبرر ، أى مصلحة حكومية تدخلها
لإنهاء خدمة لازم تخرج منها وإنت على الأقل بتبرطم أو تسب وتلعن ، ودا بقى شىء طبيعى جدا ، زمان كنا نقول :
الراجل إتجنن وبيكلم نفسه ، إنهاردة الناس كلها بقت تكلم نفسها ، وربنا يرحمنا !!
وأرجع للسؤال الأبدى : من يحمى المواطن من خدمات مابعد البيع ؟
الله وحده اعلم ؛ متم فى أمان الله .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.