أكذوبة كبيرة إسمها ” خدمات مابعد البيع ” وإن شئت قل وسيلة جديدة للنصب والإحتيال وإبتزاز الأموال ، وهناك عشرات بل مئات المواقف التى تدلل على صدق ما أقول ، وخلونا نبدأ من السيارة ، ففى الوقت الذى أصبح فيه إمتلاك سيارة من ضرورات الحياة ، ولم تعد حلما بعيد المنال كما كان يحدث فى الماضى ، وقد أصبح إمتلاك السيارة واقعا ملموسا لأغلب الناس .. وهذه ليست هى المشكلة .
المشكلة فى مابعد إقتناءك السيارة حتى لو كانت على حالة الزيرو ، ولكن عزيزى القارى لك أن تعلم فى البداية أن السيارت تتكون من 30 ألف قطعة تقريبا ، وأعلم أنه خلال إستخدامك للسيارة هناك 90% أو أكثر من هذه القطع تحتاج إلى صيانة أو تغيير نتيجة لتهالكها أو لحوادث عارضة لها ، السيارة الزيرو يمكن أن تجنيك المشاكل لـ خمس أو ست سنوات على أقصى تقدير ، مع العلم أن سنوات الضمان الأولى مع التوكيل قد تكون هى من أكثر الفترات إبتزازا !!
وفقا للعقد المبرم بينك وبين الوكيل لابد من عمل الصيانة فى التوكيل ، وإلا فإنك سوف تحرم من الضمان ، وهذه أولى خطوات النصب ، والبداية مع فحص الـ 1000 كم الأولى وتغيير الزيت .. إلخ وتفاجأ بفاتورة تصدمك ، لكن فرحة الزيرو والظهور بمظهر المالك الشيك أمام رواد التوكيل تجعلك تبتلع همومك وتدفع صاغرا ، ثم تصطدم بصيانه الـ 3000 كم ، وبعدها الـ 5000 كم لتجد نفسك وقد أفرغت جيوبك فى بنود ما أنزل الله بها من سلطان لدرجة أنك تجد نفسك تدفع فى ” ورده ” تشبه الربع جنيه المخروم مبلغ 250 جنيه ، وهذا من واقع تجربة شخصية ، وعندما يعلو صوتك يأتى لك المدير بالبالطو الأبيض الذى يشعرك أنك تقف أمام السير مجدى يعقوب ليقنعك أنها ليست كأى وردة ، إنما هى لها ” reference ” لها ” history ” يعنى قطعة متأصلة وبنت ناس ومصروف عليها مش أى قطعة تقدر تجيبها من برة ، وهكذا الزيت وتربيط العفشة والزوايا والتيل والأزيز إللى فى الفردة الورانية ، وإدفع يامعلم بألف هنا .
الموضوع بقى مزعج جدا ، والمصيبة السودا إن الناس دى مفيش معقب عليها ، ولا أحد يقدر يقول لها تلت التلاتة كام ، وتلاقى نفسك بتدفع فلوس فى حاجات مالهاش سعر أصلا برة التوكيل ، ويمكن دا إللى خلى الناس إللى بره التوكيل تبقى فريسة سهلة لهم ، لأنه عارف أن التوكيل بيدفعك دم قلبك فيضطر يلعب على الناحية السيكولوجية للعميل ، وهو متأكد انه حتى لو طلب منك نصف فلوس التوكيل أنت الكسبان .
من حسن الطالع أن عدادات السرعة فى السيارات الحديثة تعمل بنظام الديجيتال أى بالأرقام وفى بعض السيارات الفارهة عبارة عن عامود زئبق يرتفع مع سرعة السيارة ، لكن حظى العثر أنى تعرضت لـ أطرف عملية نصب فى التوكيل منذ سنوات ، عندما فوجئت بأن أمبير السرعة لايعمل ، وبعد فتح ونصب فى التوكيل قالوا حساس السرعه S.S.V ” عاوز يتغير وتاخد دورك ، تركت السيارة عندهم ليومين ، وعند الاستلام كانت الفاتورة صادمة وأبرز مافيها سعر الحساس التالف ومصاريف تركيبه .. إلخ . المحزن بعد كل هذه العطلة أننى بعد مانشيت بالسيارة وعلى بعد خطوات من التوكيل فوجئت بأن أمبير السرعة الذى تم تغييره عاد إلى ماكان عليه ، طبعا مدير الصيانة لما علم هاج وماج ” فى الفنيين توبيخ وشتيمه وسب .. إلخ ، والحقيقة من كثرة ماكان ” أوفر ” حسيت أنه ” فيلم هندى” لكى يرضينى ، خاصة وأنى رايح له بتوصية من رئيس مجلس إدارة الشركة .
ولما سأل المهتدس المسئول عن الصيانة عن السبب ، قال له : أحنا ماغيرناش الحساس التالف ، وكمان العربية
لسه فى الضمان ياريس ، أنا عملت له صيانة فقط ، ويبدو أنه جاء ليأخذ حق الفنيين الذين أهدرت كرامتهم ، وهنا
سألت المدير : إذا كانت العربية فى الضمان ليه بتدفعنى ثمن القطعة وعليها مصاريف التركيب ، المهم أنه بصنعة
لطافة أخذ منى الفاتورة ، وأجرى كام مكالمة ، وطلب منى الذهاب إلى الخزينة لتوريد تكاليف تركيب حساس جديد ،
يانهار أسود امال إللى أن دفعته كان إيه ؟ لا حضرتك دى كانت مصاريف صيانة الحساس ، والله حاولت أفهمه أقتعه
لكن هتقول لمين راسه وألف سيف ، إحنا هنغير لك القطعة وعليك مصاريف تركيبها ، يافندم إنت كده المفروض ترجع