الإعلامي محمود عبد السلام يكتب : قول فى التصوف

الإعلامي محمود عبد السلام
لست من أهل التصوف ، ولا أنتمى لأى من الطرق الصوفية ، ولم أَخذ العهد يوماً عند شيخ ، لكن إن سألتنى عن رأى المتواضع فى التصوف ، سأقول أنه درجة من درجات الإيمان يستحق أن يمضى أليها المسلم باجتهاد ، وإذا بحثت فى فلسفة التصوف والقواعد المنظمة لهذا الفكر ، تعرف أن كلمة صوفى مصدرها من من كلمة صفاء أى الصفاء مع الله ،
والوصول إلى مرحلة الصفاء يحتاج إلى إجتهاد ومجاهدة للنفس ، يتأتى ذلك بالدوام على الذكر وقراءة القرأن والصلاة
على سيدنا محمد ( ص ) وأنبياء الله أجمعين ، والإكثار من النوافل الزائدة عن العبادات المفروضة ، كالإكثار من السنن
الواجبة والغير واجبة مثل صلاة التسابيح ، تحقيقاً للقرب من الله سبحانه وتعالى ، ويتحقق للصوفى المريد لحب الله
أن يكون فى المعية الالهيه
وبذلك يقترب من نص حديث رسولنا صل الله عليه وسلم عن رب العزه القائل ( عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي
مما افترضت عليه ،
وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده
التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ) رواه البخارى.
هكذا يجب أن يفهم المسلم وغير المسلم المريد التقرب إلى الله بالعبادات الشرعية التى لا يخالطها أهواء ، كان
الرسول ( ص ) يقيم الليل حتى تتفطر قدماه ، …!! أصاب طريق التصوف بعض التعرجات وبعض المطبات أدت إلى
تشوة صورة التصوف مثل الأحتفال بالموالد ورفع الرايات والطبول والأختلاط كما ذكر العلامة الدكتور ( محمد زكى الدين
) فى كتابه عن الأخطاء التى ترتكبها الطرق الصوفية ، وبيان الصحيح منها ،
وتاريخ التصوف فى الأسلام يكثر به كفاح الطرق الصوفية ودورها الوطنى فى المحن والشدائد ، وحكى لى العديد من
أصدقاء مولانا الشيخ الشعراوى رحمة الله عليه ، حبه لآل البيت ومجاورته لسيدنا الحسين وسكنه بشقة صغيرة أمام
الباب الأخضر للمسجد الحسينى بالحى الشهير
وكان لى شرف زيارتها هى والمضيفة التى أقامها أمام مسجد السيدة نفيسة رضى الله عنها وأرضاها ، كما أن مولانا
الدكتور عبد الحليم محمود شيخ جامع الأزهر أحد أقطاب التصوف الذى جمع بين العلوم الشرعية وعلم وفلسفة
التصوف ،
ومن الاخطاء الشائعة فى الطرق الصوفية المتعددة التحدث عن معجزات الشيخ أو الولى لأقناع عامة الناس بالدخول
إلى الطريقة ، والدكتور محمد مهنا الأستاذ بجامعة الأزهر والقائم على البيت المحمدى بالمقطم … له مقوله هامة
فى هذا الموضوع إذ قال لى فى أحد الحورات التى تشرفت بها معه ( لاتبحث فى شيخك عن معجزة بل أنظر فى
تأثيره عليك )
المعجزات العلمية الأن أكبر من أن تعد … لم نعد نحتاج إلى الشيخ صاحب الكرامات ، بل نحتاج وبشدة إلى الشيخ
المعلم القادر أن ينهض بعلمه المريد والمجتمع كله ، هذا لا ينفى حدوث المعجزات … أطلاقاً وذلك أستناداً لحديث
رسولنا الكريم الذى ذكرته فى السابق ،
لقد أساء الدجالين والمنافقين والمدعين للتصوف ، تماماً كما أساء الدواعش والتكفير والهجرة وجماعات الجهاد
للسلف الصالح والدعوة للاسلام ، الدين الأسلامى دين أعتدال وأجتهاد ومجاهدة وعلم وبحث وأستنتاج تحت مظلة
العلوم الشرعية ،
فى كتاب صفوة التفاسير للدكتور العلامه ( محمد على الصابونى ) فى تفسير القرأن الكريم ، وهو من أجمل ما قرأت
فى هذا المجال أستشهد وأستعان بأراء القطب الصوفى سيدى ابن عطاء الله السكندرى صاحب الحكم العطائية فى
أكثر من موضوع فى كتابه ، رغم أن الصابونى أحد كبار السلافية .
الخلاصة أن علم التصوف فى ظل العلوم الشرعية منهج حياة متكامل يبدأ من الدنيا ومتصل أتصالاً وثيقاً بالآخرة
لضمان السعادة فى الدارين ينصح به للاستزادة من الخير وهو الأقرب إلى مزاج المصريين ، وأقرب إلى قلب فضيلة
الأمام الأكبر شيخ الأزهر .. هذا والله ورسوله اعلم .
الخلاصة ..( نحتاج الى تصديق الكرامات دون الخوض فيها فلا تُصبح شاغلنا وهمّنا فنتوه تيها عظيما كما تاه من خاضوا
فيها )
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.