الكاتبة الصحفية حنان خيرى تكتب : التراكمات.. صرخة للانهيار!!
من الطبيعي أن نتأثر بما يدور حولنا من مواقف وأحداث علي كافة المستويات.. وأهم ما تكرر أمامي من مواقف كانت تحمل معاني صعبة وقاسية وشديدة العمق النفسي والإنساني..
حيث أنها تدل علي تراكمات مكبوتة أزدحمت داخل البعض حيث يعانون من أزمات ومواقف أسرية سواء مادية أو خلافات فكرية في علاج بعض الأمور الحياتية..
والبعض الآخر يعانون من الاصابة بمرض جسدي نتيجة للانهيار النفسي من كثرة التراكمات.. ولذلك اصابني الهلع والقلق للحكايات المشحونة بجروح السنين والأيام التي استمعت اليها
وكل هذه المشاكل لابد من طرح اسبابها وكيفية علاجها حتي نحافظ علي الصحة النفسية لكل إنسان يتمني ان يعيش في أمان وتفاهم ووضوح لما يريد فهمه ليتعايش مع الأمر الواقع دون ضغوط أو تزييف للحقائق
فالمصداقية في المعاملات اقرب الطرق للاستقرار النفسي والأجتماعي.. فهناك فرق كبير بين أن يخفي الشخص بعض الاسرار عن الآخرين وبين أن يشعرون بغموض الحقيقة!
فيثير فضول الناس من حولهم .. الأمر الذي يجعل علامات استفهام ليس لها إجابة أمامهم.. ولا يمكن معرفة ما يدور في أذهان أصحابها..
وتزداد الأزمة عند عدم مراعاة الأجابة على الأسئلة التي توجه اليهم ، وعند الرد يكون بشكل وأسلوب ضعيف مبهم.. وبالتالي تتراكم الضغوط ويتم حبسها بداخلهم لعدم الاهتمام والاستماع والرد علي ما يشغلهم ويقلقهم نفسيا ومعنويا وماديا..
وهنا لابد ان كل مسؤل يهتم وينتبه لهؤلاء البشر.. وأعني بكلمة مسئول بداية من الأب والأم والزوج والزوجة.. وهكذا
في العمل وعلي كافة الأصعدة.
فالكلمات قد تكذب ولكن التصرفات والمواقف من المؤكد تقول الحقيقة فالواقع الواضح مهما كان سواء صعب او قاسي
إلا أنه يجعل الإنسان راضي ومؤهل لعلاج الأزمة ودراستها بحواره مع من لديه الأمر..
فالوضوح والصراحة تجعل العلاقات الاجتماعية تستمر رغم الخلافات ولذلك أحترم كل إنسان يسأل أثناء النقاش مع
من يتحدث معه ماذا تقصد؟!
فهذا يدل علي أنه لايريد تفسير الكلام كما يشاء بل يريد أن يفهم من يتحدث معه ويستوعب وجهة نظره.
أخيرا.. اتمني أن كل إنسان يكون صادق وواضح وشفاف في حواره فهو مسؤل عن أفعاله ومواقفه حتي لايظلم من
حوله.. الشخصيات المبهمة الأنانية المسيطرة علي من حولها في معاملاتها ومواقفها تتسبب في تراكمات مزدحمة
لديهم ولابد من لحظة لميلاد الانهيار للتعبير عن المخزون المكبوت بداخلهم.. إن الحكمة والاخلاص والصدق
والشفافية كلها عوامل اساسية للشعور بالامان الباعث للروابط القوية الصادقة. وهذه المشاعر تصئ الحياة وتنير
المعاملات والعلاقات سواء في الأسرة الواحدة أو فى المجتمع بأكمله.