مطلع عام ٢٠٠٣ قمت بأول زيارة للولايات المتحدة الأمريكية ضمن وفد ثقافي واعلامى رفيع المستوى برئاسة عالم الآثار المصرية الأشهر دكتور زاهي حواس للمشاركة في افتتاح معرض الآثار المصرية بولاية بوسطن فى بداية جوله تشمل ١٢ ولاية ومدينة أمريكية، وجاءت الزيارة بعد شهور معدودة من هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١ التى تسببت في انهيار برجى مركز التجارة العالمي وإصابة مبنى وزارة الدفاع الأمريكية ، الأمر الذي أصاب الأمريكيين شعبا وقادة بصدمة لا يزال تأثيرها باقيا حتى يومنا هذا.
وخلال الزيارة التقينا إحدى المصريات المهاجرات في أمريكا التى أصرت على الاحتفاء بالوفد المصرى واقامت مأدبة عشاء خصيصا بهذه المناسبة وكان برفقتها زوجها المحامى الامريكى وللأسف كان عنصريا لأبعد الحدود وأخذ يكيل الاتهامات للمسلمين والعرب بأنهم وراء حادث تفجيرات ١١ سبتمبر ، وبعد مناقشات طويلة سألته: هل أمريكا بكل ما تملكه من أحدث وسائل الإتصال والتكنولوجيا لم تستطع رصد تحرك الطائرات التى ضربت الابراج ومقر البنتاجون وتحديد هوية قائديها ؟! ، فبهت الذي اتهم !!! .
اقول ذلك بمناسبة التقرير المهم الذى قرأته مؤخرا الذي تزامن نشره مع ذكرى مرور ٢٣ عاما على أحداث سبتمبر أو ان شئت قل” كذبة سبتمبر ” التى غيرت الكثير والكثير من الأمور حول العالم خاصة فى منطقة الشرق الأوسط وتحديدا فى وطننا العربى والإسلامي على اعتبار إنه المتهم الأول في ارتكاب هذه الجريمة !! .
وبعيدا عن اتهامات أمريكا والغرب للعرب والمسلمين بتنفيذ الهجمات، فإن التقرير يشير إلى وجود العديد من النظريات والأحداث التى تعتبر الواقعة أو الحادثة مجرد كذبة كبرى وفيلم ” هوليودى ” تم إخراجه بنجاح بمشاركة أمريكية صهيونية لتوريط المسلمين عامة والعرب على وجه الخصوص فى تلك الجريمة الإرهابية فى هذا القرن !! .
التقرير اشار الى العديد من النظريات التي تنسب تخطيط وتنفيذ هجمات 11 سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة إلى أطراف أخرى غير تنظيم القاعدة أو بالتعاون معها، بما في ذلك الادعاء بوجود معرفة مسبقة بالهجمات بين المسؤولين الحكوميين على المستوى العالمي .. حيث يؤكد أنصار هذه النظريات وجود تناقضات في النسخة المقبولة بشكل عام، أو وجود أدلة جرى تجاهلها أو التغاضي عنها ويمثل انهيار المبنيين بالإضافة إلى المبنى رقم 7 أحد أهم أدلة النظرية القائلة إن انهيار البرجين التوأمين ومركز التجارة العالمي كان نتيجة عمليات الهدم المُراقب وليس نتيجة الفشل الهيكلي الناتج عن تأثير الارتطام والحرائق ، علاوة على وجود بعض العناصر من داخل الحكومة الأمريكية قد أطلقت صاروخ أصاب البنتاجون، أو أنه سُمح لإحدى الطائرات التجارية بالقيام بذلك من خلال الانسحاب الفعال للجيش الأمريكي.
وتشتمل الدوافع المحتملة التي يدعيها أصحاب تلك النظريات لمثل هذه الأعمال على تبرير غزو أفغانستان والعراق بهدف تعزيز مصالحهم الجيوستراتيجية كوضع خطط لبناء خط أنابيب للغاز الطبيعي عبر أفغانستان .
التقرير أوضح أن نظريات المؤامرة الأخرى تتمحور حول معرفة السلطات المسبقة بهذه الهجمات وتجاهلها، أو مساعدتها للمهاجمين عن عمد .
التقرير لخص أهم ما تضمنته تلك النظريات فى عدة نقاط أهمها قيام منظومة ” نوراد “الدفاعية قبل سنتين من تاريخ حدوث العملية الفعلية بتدريبات وهمية لضرب برجي التجارة ومبنى البنتاجون ، وكانت هناك مناورات لاختبار عمل هذه المنظومة الدفاعية في نفس يوم وقوع الهجمات.
ذكر التقرير أنه في سبتمبر 2000 وقبل استلام إدارة جورج دبليو بوش الحكم ظهر تقرير أعدته مجموعة فكرية تعمل في مشروع القرن الأمريكي الجديد، كان أبرز المساهمين بها هم ديك تشيني، دونالد رامسفيلد، جيب بوش، باول ولفووتز، سمي هذا التقرير إعادة بناء دفاعات أمريكا، ذكر به أن عملية التغيير المطلوبة ستكون بطيئة جدا بغياب أحداث كارثية جوهرية بحجم كارثة بيرل هاربر . وفي 24أكتوبر 2000 بدأ البنتاجون تدريبات ضخمة أطلق عليها اسم ماسكال. تضمنت تدريبات ومحاكاة لأصطدام طائرة بوينغ 757 بمبنى البنتاجون وفي 1 يونيو 2001 ظهرت فجأة تعليمات جديدة من رئاسة الأركان العسكرية تمنع أي إدارة أو قوة جوية بالتدخل في حالات خطف الطائرات بدون تقديم طلب إلى وزير الدفاع والذي يبت بالقرار النهائي بخصوص الإجراء الذي يمكن أن يتم إتخاذه .
وأوضح التقرير أنه في 24 يوليو 2001 قام رجل أعمال يهودي يُدعى ” لاري سيلفرشتاين” باستئجار برجي التجارة من مدينة نيويورك لمدة 99 سنة ضمن عقد قيمته 3.2 مليار دولار متضمنا بوليصة تأمين بقيمة 3.5 مليار دولار تدفع له في حالة حصول أي هجمة إرهابية على البرجين ، وبالفعل تقدم بطلب المبلغ مضاعفا باعتبار أن هجوم كل طائرة هو هجمة إرهابية منفصلة. وأستمر سيلفرشتاين بدفع مبلغ الإيجار بعد الهجمات وضمن بذلك حق تطوير الموقع وعمليات الإنشاءات التي ستتم مكان البرجين القديمين !! .
وأشار التقرير إلى أنه في 6 سبتمبر 2001، تم سحب جميع كلاب اقتفاء أثر المتفجرات من البرجين ووقف جميع
عمليات الحراسة المشددة على الرغم من التحذيرات الأمنية المتكررة من مخاطر أمنيّة ، وفي 7 سبتمبر قفز حجم
بيع أسهم شركات الطيران الأمريكية والتخلص منها لشركة بوينغ الأمريكية إلى حجم بلغ خمسة أضعاف حجم البيع
والتخلص الطبيعي لهذه الأسهم، وفي 8 سبتمبر قفز حجم بيع الأسهم والتخلص منها لشركة أميريكان أيرلاينز إلى
حجم بلغ 11 ضعف حجم البيع والتخلص الطبيعي لهذه الأسهم، ولقد وفرت حركة البيع والشراء اللاحقة بعد الأحداث
أرباحا وصلت إلى 1.7 مليار دولار .
يوم 10 سبتمبر 2001، ألغى العديد من المسؤولين في مبنى البانتاجون رحلات طيرانهم ليوم 11 سبتمبر بصورة
مفاجئة وتزامن ذلك مع تلقّى ” ويلي براون” محافظ سان فرانسيسكو اتصالا هاتفيا ينصحه بعدم الطيران
إلى نيويورك لحضور اجتماع كان من المقرر عقده في يوم 11 سبتمبر، ولم يغادر ويلي بناء على تلك النصيحة. وإتضح
فيما بعد أن المكالمة صدرت من مكتب كونداليزا رايس !!
كذلك ظهرت تقارير حول رؤية أسامة بن لادن ليلة 11 سبتمبر في باكستان داخل مستشفى عسكري بعد إخلاء
جميع العاملين من المستشفى في قسم المجاري البولية واستبدالهم بعاملين آخرين من الجيش ، وفي 10
سبتمبر تم تحريك معظم المقاتلات الأمريكية إلى كندا وألاسكا في مناورة تدريبية سميت الشر الشمالي لمحاربة
هجوم أسطول طيران روسي وهمي، وفي 11 سبتمبر تم بث صور طائرات مقاتلة وهمية على شاشات الرادارات
العسكرية مما أربك الدفاعات الجوية في منظومة نوراد ذلك اليوم. ولم يبق في الولايات المتحدة الأمريكية بكاملها
سوى 14 مقاتلة للحماية، وفي يوم 11 سبتمبر أرسلت 3 طائرات إف 16 التى بقيت بجانب البنتاغون إلى مهمة
تدريبية في شمال كارولاينا.
وبعد اتهام أمريكا بن لادن بالضلوع فى تنفيذ الهجمات خرج بن لادن فى ذلك الوقت معلقا على الحادثة قائلا : انه
يثني على فاعلي العملية – ولم يذكر أنه مسؤول عنها – بل قال أنه في ولاية إسلامية ولا يمكنه تنفيذ أي عمل إلا
بإذن إمام الولاية.
ختاما أكد التقرير أن أجواء الولايات المتحدة بل وأجواء أي دوله في العالم مغطاة بشبكه ترصد تحرك الطائرات ولم
تتحرك أي طائرة من طائرات سلاح الجو الأمريكي في 28 قاعدة على مستوى أمريكا، وتساءل التقرير لماذا لم يبلغ
أي كمبيوتر عن فقدان طائرة وتحولها من مسارها وأن أصلا هذه المنطقة لا تدخلها الطائرات.
ولماذا لم تستطع منظمة civilian Air Traffic Control المسئولة عن توجيه ورصد الطائرات المدنية أكتشاف الطائرات
المفقودة ؟! وهذا تقريبا هو نفس السؤال الذي طرحته على المحامى الامريكى كما ذكرت في بداية المقال ولم
يستطع الإجابة عليه تماما كما لم يستطع أى مسؤول أمريكى الإجابة على هذا السؤال حتى اليوم !! .