“السيدة زينب وعبيد الله بن زياد ” ..دراما شعرية من فصل واحد
تأليف الدكتور صلاح عدس
[في قصر عبيد الله بن زياد .. يدخل آل البيت وهم النساء والصغار ويدخل الجنود برأس الحسين فيضعونها أمام عبيد الله بن زياد فينكث بقضيب بين شفتي الحسين]
[أهل البيت يمتعضون ويتأففون في حزن]
ـ زيد بن أرقم : [يبكي معترضا]
هاتين الشفتين
رأيت رسول الله يقبلهما
أعل بهذا القضيب عنهما .
ـ عبيد الله بن زياد :
لولا أنك شيخ يهرف
وبما لا يعرف
يهذي ويخرِّف
لقتلتك ..
اغرب عن وجهي .
ـ زيد بن أرقم : [يخرج]
لا حول ولا قوة إلا بالله .
ـ ابن زياد : [شامتا]
الحمد لله الذي فضحكم
قتلكم
أكذب أحد وثتكم .
ـ السيدة زينب : [في تحد]
مات حسين وماتوا شهداء الكلمةْ
شهداء الحق
أما أنت فأحمق
وبما لا تسمع تنعق .
ـ ابن زياد : كيف رأيت صنيع الله بأهلك .
ـ السيدة زينب :
ستعودون إلى الله
فتحاجّون إليه .
ـ ابن زياد : نفسي شفاها اللهْ
من هؤلاء العصاةْ .
ـ السيدة زينب :
لقد قطعت فرعي
قد اجتثثت أصلي
فهل ترى شفيت ؟
هل اكتفيت ؟
ـ ابن زياد :
وماذا بوسعك أن تفعلي
إذا كانت ما زلت لم أكتفي .
ـ السيدة زينب :
«أقول وذاك من جزع ووجد | ||
أزال الله ملك بني زياد | ||
وأبعدهم بما غدروا وخانوا | ||
كما بعدت ثمود وقوم عاد | ||
ولا رجعت ركائبهم إليهم | ||
إلى يوم القيامة والتناد» | ||
ـ ابن زياد : صه .. صه
[ثم يسير إلى زين العابدين]
ومن يكون هذا ؟
ـ جنود : عليّ بن الحسين .
ـ ابن زياد : ألم تقتلوه ؟
ـ زين العابدين : كان لي أخ يدعى «علي الأكبر» هو الذي قتلتموه .
ـ ابن زياد :
بل قتله الله
والآن فاقتلوه .
[السيدة زينب تندفع في جزع وتنكفئ على زين العابدين وتحتضنه]
ـ السيدة زينب :
«يا ابن زياد حسبك منَّا
أما رويت من دمائنا
هل أبقيت أحدا
أسألك بربي
إن تقتله .. اقتلني
معه اقتلني» .
[ابن زياد ينظر إليها طويلا وقد هزّه موقفها]
ـ ابن زياد :
اتركوه
انطلق مع نسائك ..
والآن
حمدا للهْ
نصر «يزيد» وحزبه ..
قتل الكذّاب وصحبه .
ـ عبد الله بن عفيف :
[ينهض غاضبا صارخا في وجهه]
إن الكذاب ابن الكذاب .. هو أنت
وأبوك .. ومن ولاّك .. وأبوه .
ـ ابن زياد :
اقتلوه ..
اصلبوه ..
[الجنود يجرونه نحو خارج المسرح]
ـ ابن زياد : أوقفوه ..
ماذا تقول عن الحسين وأهل بيته ؟
ـ عبد الله بن عفيف : [الجنود يجرونه ثم يوقفونه]
[أترون ذنبا أن نحبهم | ||
بل حبهم كفارة الذنب] | ||
ـ ابن زياد : ماذا تقول ؟
ـ عبد الله بن عفيف :
«هم معشر حبهم دين وبغضهم | ||
كفر وقربهمو منجى ومعتصم | ||
إن عُدّ أهل التقى كانوا أئمتهم | ||
أو قيل من خير أهل الأرض قيل همو | ||
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم | ||
في كل بدء ومختوم من الكلم» | ||
ـ ابن زياد : سُبَّ عليَّا وأباه .
ـ عبد الله بن عفيف :
«أشتم رسول الله يرضى من تولاكا
ألا صجَّك الله بخزي ثم مسَّاكا
ويوم الحشر لا شك بأن النار مثواكا» .
ـ ابن زياد :
اقتلوه ..
اصلبوه ..
ـ عبد الله بن عفيف : [يزيد في إغاظته والجنود يجرونه]
«أئمتي وهداتي والذخيرة لي .. | ||
إذا ارتهنت بما قدمت من عملي | ||
والله ما حلت عن حبي لهم أبدا | ||
ما أخرَّ الله لي في مدة الأجل» | ||
ـ ابن زياد : صهٍ .. صهٍ .
ـ عبد الله بن عفيف :
«آل النبي ذريعتي وهموا إليه وسيلتي | ||
أرجو بهم أُعطى غدا بيد اليمين صحيفتي» | ||
ـ ابن زياد :
اسحلوه ..اقتلوه .. اصلبوه .
ـ عبد الله بن عفيف :
«ومهما فعلت بنا يا عُبيد | فإني أحب بني فاطمةْ | |
بني بنت من جاء بالمحكمات | والدين والسنن القائمة» |
[يخرج الجنود وهم يجرون عبد الله بن عفيف] .
ـ ابن زياد :
والآن
دوروا برأس الحسين وأهل بيت النبي
على أسنة الرماح المخيفة
في شوارع الكوفة
ثم اذهبوا بهم إلى (يزيد) الخليفة
مكبلين بالأغلال في الأعناق .
ـ الجنود : إلى دمشق .. إلى دمشق .
[الجميع يخرجون]
[ستار]