الدكتور محمود بدوي يكتب : الثري ومتوسط الحال والعادي والفقير في ميزان الرضا
سأخبرك بشئ قد يجعلك تعيد التفكير في النظر إلى حالك ويدفعك دفعا إلى حالة من حالات الرضا التي هي مبتغى ما أنت فيه لو تعلم …!
إن الله الرحمن عندما خلق فقدر ورسم بعظيم علمه واطلاعه بأحوال البشر لأنه العليم ، مسارات لتفاعلهم وأعطى لهم ممكنات تواجدهم ، تجلت حكمته وعظمته في تقدير الرزق وفقا لطبائع البشر واختلاف تلقيهم من حكمة الله ، فجعل هذا ثريا وهذا عاديا وثالث متوسطا وأخير يظن أنه أفقرهم ..!!!
لو أننا دققنا النظر وأعملنا العقل بشئ من الرشادة لتوصلنا إلى مراد الله الذي يعكس ما تنصلح به أحوال الخلق في تلقيهم من رزق الله ، ولأدركنا أن ما نحن عليه هو الذي يرضي مولانا لو رضينا ولانسجمت أحوالنا في المعطيات وارتاحت القلوب والأجساد ، فيخل معنا وجه التسبيح الكريم والذكر للحي القيوم حمدا وشكرا على نعمائه ، وإيمانا بقدرته واقتداره ، فهذا مراده واعتباره …
والله يمحو ويثبت وعنده أم الكتاب ، والمطلوب منك يا إنسان أن ترضى عن تقدير الله لك لأنه ما يناسبك وبه صلاح حالك وتأكيد إيمانك ، وعليك أن تبتهل إلى الله ليرضى عنك رضا تجد عقباه في جزائه شكورا ونورا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم …!!!
اللهم ارزقنا الرضا بما قسمت وبارك لنا فيه ، لندرك أن رضاك وبركتك هو الرزق الوفير العميم الذي لا تقاربه متع أو عطايا من دنيا فانية …
وصلي يارب وسلم وبارك علي حبيبك ومصطفاك النبي الأكرم محمد ابن عبد الله وآله وصحبه وتابعيه إلى يوم الدين …