للوهلة الأولى قد يتساءل البعض وماجدوى الحديث عن الصعود إلى القمر وإرتياد الفضاء والبلد فى حالة أزمة إقتصادية طاحنة إكتوى بنارها الغنى قبل الفقير ، وحدودنا ملتهبة من جوانبها ألأربعة ، والمفاوضات تعثرت مع الكيان الصهيونى ، وإيران مش عارفه ترد على إغتيال إسماعيل هنية ، والسودان غرقانه فيضانات وحرب أهلية لما قربوا يخلصوا على بعض ، وأوكرانيا طحنت روسيا ، والحكومة فى العلمين ، وأخويا هايص وأنا لايص !!
أقوله ياعم إستهدى بالله شوية ، أصل 20 يوليو من الشهر إللى فات مرت علينا مرور الكرام كده الذكرى الـ 55 لصعود رائد الفضاء الأمريكى الخواجه ” نيل أرمسترونج ” إلى سطح القمر بالمركبه أبوللو ( Apollo 11 ) ، وقال مقولته الشهيرة : إن دى خطوة صغيرة للإنسان .. ولكنها قفزة عظيمة للبشرية ، وسواء كانت الرواية الأمريكية نفسها صحيحة ، أو مشكوك فى صدقها ، مرت الذكرى الـ 55 لصعود الإنسان على سطح القمر .
وبصرف النظر عن صدق الرواية الأمريكية التى تزامنت مع الحرب الباردة مع روسيا فى الستينات وكل طرف حاول يثبت للطرف التانى أنه يمتلك زمام العلم .، إلخ . فالمسألة هنا تكمن فى من يملك زمام العلم أو” قوة العلم ” ودا الأمل إللى عاوزين نتمسك بيه بصرف النظر عن أى من القوتين العظمتين عاوز يفرد عضلاته على التانى ، وماتنسوش إننا لينا رجاله فى الولايات المتحدة الامريكية يشار لهم بالبنان سواء فى وكالة الفضاء الأمريكية ناسا ( NASA ) أو فى مراكز بحثية حيوية ، وفى أماكن هامة فى أمريكا زى العالم الدكتور فاروق الباز ، والدكتور محمد العريان ، وشباب كتير فى شركة ميكروسوفت وغيرها .
إحنا والله جامدين أوى جتى مع إيمانا التام بأمثالنا الشعبية ومنها ” الشيخ البعيد سره باتع ” ، وأصل الحكاية أن مصر كان لها برنامج طموح لإرتياد الفضاء ، وأهمية هذا البرنامج ظهرت فى السنوات الأخيرة إللى قلت فيها الموارد الطبيعية ، بسبب تعرض العالم لموجات من الجفاف والفيضانات ، لما كشرت الطبيعة عن أنيابها ، وأعلنت عن غضبها نتيجة الأنشطة البشرية الضارة إللى سببت الإحتباس الحرارى ، وكانت السبب فى كل البلاوى إللى عايشينها
ولكن ماعلاقة دا بالفضاء ؟
علاقته تكمن فى أن الدول العظمى بدأت تدور على حلول غير تقليدية أو جديدة للبحث عن مواردها الطبيعية مستخدمة ” الأقمار الصناعية ” سواء للأغراض العلمية أو لإستكشاف مواردها الطبيعية وثرواتها التعدينية والحيوانية والسمكية ، بخلاف إستخداماتها السلمية فى مجال الإتصالات والملاحة الجوية والبحرية ، والإستشعار عن بعد ، وأحوال الطقس والمناخ والأرصاد الجوية ، وإدارة الكوارث والأزمات ، والتخطيط العمرانى ، وكلها مجالات دخلت فيها مصر بالفعل كمنافس قوى للدول العظمى . وأصبحت قبلة يؤمها الباحثين من العالم العربى وأفريقيا .
وإياك حد يقلل من قيمة وعظمة وتاريخ مصر ، وأنا هنا لا أتحدث عن التاريخ القديم و 7 آلاف سنة حضارة ؛ وإن كان لنا أن نفخر بهذا التاريخ لأن الفراعنة نبغوا فى علوم الفلك ، وأعتقد أن العلم لايزال يقف عاجزا أمام هذا التطور المذهل الذى وصل إليه الفراعنة فى علوم الفلك ، وأكيد كلنا عارفين قصة الفرنسى إللى سرق دائرة الأبراج السماوية من سقف معبد دندرة فى قنا عام 1821 والموجوده حاليا فى متحف اللوفر بباريس ، والله قصته تنفع تتعمل فيلم سينمائى ، دا بالنسبه لتاريخنا القديم .
ولكن أنا هنا بصدد الحديث عن التاريخ الحديث إللى سعت فيه بالفعل مصر إلى توطين وتطوير الاستخدام السلمي
لعلوم وتكنولوجيا الفضاء ، والآن بعد مرور الـ 60 عاما على حلم ” برنامج الفضاء المصري ” كانت مصر أول دولة فى
أفريقيا والشرق الأوسط فى متابعة الأقمار الصناعية والإستشعار عن بعد ، من خلال مرصد حلوان وفى عام 1998 كنا
أصحاب الريادة فى العالم العربى لما أطلقنا القمر الصناعى المصرى Nile Sat 101 وبالتعاون مع روسيا وأوكرانيا
وكازاخستان قدرنا ندخل فى عالم تكنولوجيا وتصنيع الأقمار الصناعية ، وفى سنة 2000 اطلقنا Nile Sat 102 ، وفى
2004 أطلقنا Nile Sat 103 المعروف بإسم اطلانتيك بيرد 4 .
وأطلقت مصر فى 2007 وبالتعاون مع أوكرانيا أول قمر مصرى للإستشعار عن بعد وهو القمر ” إيجبت ـ سات 1 “وفى
2014 القمر ” إيجبت ـ سات 2 ” وفقدناه بعد أقل من عام من إطلاقه ، حاصل القول أن مصر داخله وبقوة فى هذا
المجال ، وإن شاء الله برنامج الفضاء المصرى سوف يحدد طريق مصر فى مجال الفضاء فى السنوات القليلة القادمة .
وللأمانة هناك دول عربية بدأت تحذو حذو مصر مثل دولة الإمارات العربية المتحدة ولها برنامج طموح ، بدأ منذ 10
سنوات تقريبا ، وحققت وكالة الإمارات للفضاء إنجازات كبيرة خلال تلك الفترة الوجيزة ، وحقق رواد الفضاء الإماراتيون
أيضا إنجازات مميزة ، وكان هزاع المنصورى أول رائد فضاء إماراتى وعربى بصل إلى محطة الفضاء الدولية فى مهمة
تابعها العالم لمده 8 أيام . وكان قد سبقه إلى الفضاء السعودي الأمير سلطان بن سلمان ، والسوري محمد فارس ،
وفى يوليو 2020 أطلقت الإمارات ” مسبار الأمل ” إلى المريخ ، لتكون الإمارات أول دولة عربية تصل إلى لمريخ !! ،
بقى أن أشير إلى أن عنوان هذا المقال مأخوذ عن كتاب لـ ” بيل كايسينغ ” Bill Kaysing بعنوان ” لم نذهب أبدا إلى
القمر” ( We Never Went to the Moon ) ، الذى نُشر عام 1974 ، وكان حجر الزاوية لكل النظريات الرافضة لفكرة
هبوط الإنسان على سطح القمر عام 1969 .
وعلى الهامش يملانى الحزن لفقد باحثة مصرية شابه هى الدكتورة ” ريم حامد ” الباحثة فى مجال البيولوجيا
التكاملية فى ظروف غامضه فى العاصمة الفرنسية باريس ، وقد سبقها حوادث قتل متعمد لـ أول عالمة ذرة مصرية
هى الدكتورة سميرة موسى ، و “اينشتاين المصرى” الدكتور على مصطفى مشرفه ، وعالم الذرة المصرى سمير
نجيب ، والدكتور سعيد بدير ، وهو احد العلماء البارزين في مجال الاتصال والأقمار الصناعية والمركبات الفضائية خارج
الغلاف الجوي ، وعالم الذرة المصرى الدكتور يحيى المشد وغيرهم الكثير ممن فقدوا فى ظروف غامضة ، وتشير
أصابع الإتهام إلى الموساد الإسرائيلى .. اللهم أحفظ مصر وأهلها