– كورس: [أتباع مسيلمة]
يا للعجبْ .. يا للعجبْ.. يا أحكم العَربْ
وماذا فعلت مع النبيّ الذي في المدينة
– مسيلمة : محمدْ ؟
– كورس: [أتباع مسيلمة]
أجلْ
– مسيلمة : بعثت إليه رسالة
بأني شريك له في النبوَّة .. ولي نصف مُلكهْ
وننتظر الآن ردّ محمدْ .. سيأتي إلينا رسوله
– حارس : [عند الباب]
رسول محمد
[يدخل حبيب بن زيد ومعه بعض المسلمين]
– مسيلمة : ما اسمك ؟
– حبيب : حبيب بن زيد بن عاصم
– كورس : [المسلمين]
حبيب بن زيد .. وابن «أم عمارة» .. أبطالُ «أحد»
– مسيلمة : وماذا يقول محمد؟
وكيف أجاب الرسالة ؟
– حبيب : يقول النبيُّ عليه السلام .. عليه الصلاة
إن الأرض لربّ السماءْ
ويورثها من يشاء
وعاقبة الأمر للأتقياءْ
– مسيلمة : وماذا فعلْ
بمن جاءكم من رُسلْ
– حبيب : قد اغتاظ منكمْ
محمدْ.. عليه الصلاة عليه السلامْ
وقال لهمْ : بأن الرُسلْ
ليس تُقتلْ .. لذلك لن أستبيح دمائكم .
وها أنا جئت إليكم بهمْ
– مسيلمة : وماذا يقول عنيَّ
– حبيب : يقول النبي عليه السلام عليه الصلاة
[لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالًا كلهم يدعيّ النبوة]
– مسيلمة : [مغتاظًا]
تراه من يقصد ؟
– حبيب : أنت يا صاحب اليمامة
و«الأسودْ»
– مسيلمة : صاحب اليمن ؟
– حبيب : أجل .. وطليحة .. في بني أسدْ
وسجاح .. في بني «تغلبْ» .. الأربعة الكذبة
– مسيلمة : وماذا قال أيضًا .. نبيكم محمدْ؟
– حبيب : قال رسول الله الأمجد
– كورس : [المسلمين]
صلى الله عليه وسلم
– حبيب : قال : رأيت في المنام
سوارين في ذراعيّ من ذهب . فكرهتهما فنفختهما فطارا
هما الكذابين .. مسيلمة وصاحب اليمن
– مسيلمة : وماذا أنت تقول؟
– حبيب : ما قاله الرسول
– مسيلمة : أو تشهد أن محمدًا رسول الله .
– حبيب : نعم .. نعم
– مسيلمة : أو تشهد أن مسيلمة رسول الله ؟
– حبيب : إني لا أسمع لا أتكلم .. فأنا أبكم وأصمْ
– مسيلمة : وأنا الآن أكرِّر .. أو تشهد أن مسيلمة رسول الله ؟
– حبيب : وأنا ما زلت أكرِّر
إني لا أسمع لا أتكلم .. فأنا أبكم وأصم
– مسيلمة : فبماذا تشهد ؟
– حبيب : أشهد أن نبيّ الله محمد
أشهد أنك مثل سجاح وطليحة والأسود
أنتم حزب الشيطان الكذبة
[أتباع مسيلمة يزمجرون ويحاولون إخراج السيوف لقتل حبيب فيصدهم مسيلمة]
مسيلمة : دعوه .. دعوه .. اشهد أني مثل نبيك
اشهد أن مسيلمة رسول .. إني آمرك فقلْ
– حبيب : كيف أساوي بين الحق وبين الباطلْ
كيف أساوي بين الجبل وبين الرملْ
كيف أساوي بين الأمطار وبين الطلْ
كيف أساوي بين النار وبين الظلْ
كيف أساوي بين الصبح وبين الليل
كيف أساوي بين العفن ورائحة الفلْ
قل لي يا من لا تخجلْ .. قُلْ .. أمْ عقلكُ مختلْ
– مسيلمة : سأريك عذابًا بعد عذاب
حتى تشهد أن مسيلمة رسول الربُّ
– حبيب : بل أنت مسيلمة الكذَّابْ
[أتباع مسيلمة يزمجرون ويحاولون رفع السيوف والتقدم لقتل حبيب فيصدهم مسيلمة رافعًا يده]
– مسيلمة : دعوه .. دعوه .. هذه آخر مرة
اشهد أن مسيلمة رسول الله .. اشهدْ
– حبيب : كلا .. لن أشهدْ
فنبيّ الله الأوحدْ .. محمدْ .. محمد .. محمدْ
– مسيلمة : علقوه .. اصلبوه .. اجلدوه
[الحراس يجرون حبيب ويربطونه في عامود ويجلدونه]
– مسيلمة : أو تشهد أن مسيلمة رسول الله .. كلا .. لن أشهد لسواه
لمحمد .. لحبيبي.. لحبيب الله .. لن أشهد لك
– مسيلمة : في بطء سوف أميتك .. إربًا إربًا سأمزق جسدك
كي تبصر عينُك .. مشهدَ قتلك ..
– حبيب : سيظل فؤادي يتصدى لك
وستبقى روحي تلعنك وتتحداك .. افعل ما شئت فلن أخشاك
فأنا لا أخشى غير الله
– مسيلمة : لو أني اقدر كنت جعلتك
تمشي بجنازتك وتحمل نعشك .. وتواري جثتك بقبرك
– حبيب : لكن لن أشهد لك .. بنبوتك المزعومة .. يا أكذب خلق الله ..
– مسيلمة : اقطعوا يده
[الحراس يقطعون يده وينزف دمه]
– حبيب وكورس المسلمين : آه .. آه .. يا الله
– مسيلمة : أو تشهد أن مسيلمة رسول الله
– حبيب : كلا لن أشهد
لن تبصر في شفتي غير الإنكار
لن تبصر في عيني غير الإصرار .. جذوة نار
لا يطفؤها حتى الإعصار
– مسيلمة : دمك يسيل إلى أن تهلك ..
– حبيب : لكنَّ قلبي الأبيُّ .. ليس يعترفْ
بأنك النبيُ .. ليس يعترف
لو ظل ينزفْ .. ليس يعترفْ .. حتى وإن توقفْ
فلستُ أعترفْ .. وكل ما ادَّعيت زّيفْ
– مسيلمة : اشهد أن مسيلمة نبيُّك .
سأمزق جسدك
وأريق دمك
– حبيب : دمي الذي يسيل فوق سيفك
تلطخت به يدك .. يظل يلعنك
إلى قيامتك .. وعندها ترى العذابْ
يا أيها الكذَّابْ
– مسيلمة : اشهد أن مسيلمة نبيُّكْ
– حبيب : كلا .. كلا .. لستُ بعبدكْ
لن أخنع للذل .. لن أخضع للباطل
– مسيلمة : سأمزق جسدكْ
ستموت
– حبيب : افعل ما شئت
فلست أموت .. بل أحيا في أعلى الملكوت
يا ليت لي ألف جسدْ .. لتمزّقه كي أستشهدْ
آلاف المرّاتْ .. كي أضمن خُلد الجنَّاتْ
لكن لن اشهدْ .. لن أشهد لكْ
– مسيلمة : اقطعوا أقدامه
[الحراس يقطعون قدمه]
حبيب وكورس المسلمين : آه .. آه .. يا الله .. يا محمداه
– مسيلمة : اشهد أن مسيلمة رسول الله
– حبيب : كلا .. كلا
[يعاني حبيب من سكرات الموت ودمه ينزف وتنتابه غيبوبة ثم]
– حبيب : إني أبصر خلف ضباب الأفقْ
نور الحقْ .. أبصر جند الله
تغزو أرضك .. أرض الردَّة
وأرى أُماه .. أم عمارة
جاءتك تشارك في قتلك .. وأرى وحشيّ.. يُرديك برمحهْ
بحديقة قصرك .. «حديقة الموت» تتلطخ بدمك
لن أشهد لك .. لن أشهد لك
[يلفظ أنفاسه الأخيرة ويموت وهو ينزف ولكنه يردد]
أشهد ألا إله إلا الله
أشهد أن محمدًا رسول الله
– كورس : [المسلمون بصوت عالي يرُجُ القاعة]
لا إله إلا الله .. محمد رسول الله
[موسيقى عنيفة]
[ستار]