الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : الصعايدة فى السماء  !!

الكاتب الصحفي عصام عمران

” الصعايدة وصلوا ” عبارة كنا نسمعها قديما عندما يحقق احد أبناء محافظات الجنوب انجازا فريدا أو مميزا فى أى من مجالات الحياة  ، ولن ابالغ إذا قلت إننا كنا نسمعها فى احيان كثيرة من باب التندر أو السخرية، رغم أن الجنوب أو الصعيد قدم لمصر، بل و للبشرية جمعاء العديد والعديد من العلماء و العباقرة فى شتى الميادين ، وفى القلب منهم  رفاعة الطهطاوي وطه حسين والعقاد  وغيرهم الكثير والكثير من الرموز التى اثرت الدنيا كلها قديما وحديثا.

اقول ذلك بمناسبة ما أثارته الرحلة المجنونة والإنجاز غير المسبوق الذى حققته مؤخرا ” ميرولا ماجد ” ابنة أسيوط التي تتحدث مصر الآن عليها بكل فخر  بعد أن استطاعت الطيران منفردة لمدة ٣٦ ساعة و حصلت علي رخصة (كابتن طيار ) و هي لم تتجاوز الواحد و عشرين ربيعاً !، الأمر الذي جعل الكثيرين يقولون أنها لم تحلق  بطائرتها فقط و لكنها حلقت ببلدها مصر  و جلبت لها الأمل و الفخر !

استطاعت ابنة صعيد مصر الحصول على رخصة الطيران المعتمدة، واجتيازها 36 ساعة طيران بمفردها ، حيث كانت قد قررت الدراسة  بكلية الطيران بجانب دراستها أيضا بكلية الإعلام، وتمكنت من تحقيق حلم طفولتها بأن تكون كابتن طيار من صعيد مصر.

ووفقا لما ذكرته وسائل الإعلام المحلية والدولية قالت الكابتن ميرولا  كان حلمي من صغري أن أكون في السماء

والطيران، بالرغم من أن والدي الطبيب كان يتمنى أن أكون طبيبة مثله، ولكنني قررت أن أحقق حلمي بالالتحاق

بكلية الطيران بجانب دراستي بكلية الإعلام، في البداية كان الأمر صعبا للغاية كوني فتاة وسكني بمحافظة أسيوط

أيضا، ولكنني تغلبت على ذلك وقررت أن أسعى وراء حلمي

اضافت: “منذ صغري كانت علاقتي بالطيران أثناء السفر مع أسرتي وكنت دائما أتخيل كيف تطير الطائرة في السماء

وأسأل والدي عن المزيد من التفاصيل، وأصبح هدفي من صغري أن أكون في مجال الطيران، وبعد حصولي على

الثانوية العامة قررت أن التحق بكلية الطيران، حتى أصبح الكابتن الذي يتحكم في الطائرة بأكملها”.

وبالفعل “قررت أسافر من الصعيد إلى القاهرة من أجل الالتحاق بكلية الطيران وتمكنت من ذلك بمساعدة والدي،

بالإضافة إلى الالتحاق بكلية الإعلام أيضا، وشرعت في العمل وبذل الجهد من أجل تحقيق حلمي، وبعد الالتحاق

بكلية الطيران أصبحت أعيش في القاهرة بمفردي وكان ذلك صعبا للغاية، ولكن في النهاية تمكنت من تحقيق حلمي

وحصولي على رخصة الطيران المعتمدة، واستطعت أن أكمل 36 ساعة طيران كاملة بمفردي، وحققت حلم طفولتي

وأصبحت كابتن طيران، ومثلي الأعلى في الطيران  الكابتن حسناء تيمور”.

ورغم تباين الآراء حول ماحققتة ميرولا، فهناك من يرى أنه إنجاز بكل المقاييس يستحق الإشادة والفخر، فيما يرى

البعض الآخر أنها مجرد بداية وخطوة من طريق طويل تحتاج فيه تحقيق ٨٠٠٠ ساعة طيران حتى تصبح بحق كابتن

طيار وتقود أكبر واضحم أنواع الطائرات، ومع كامل احترامنا لهؤلاء واولئك فإن إبنة أسيوط باتت نموذجا للتحدى

والمثابرة ومثالا يحتذى لابناء جيلها،  بل وللأجيال القادمة ، المهم أن تكمل المشوار بنفس القوة والحماس .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.