الكاتب الصحفي يسري السيد يكتب: مناهج التعليم في خطر ( ١ – ٢ )
بعيدا عن مواد التاريخ والدين والتربية القوميه التى من خصوصيه كل دوله .. نحن لا نخترع العجلة ..
وبعيدا عن العبء الثقيل على أولياء الأمور الذى تحجج به وزير التربيه والتعليم وهو أمر مرفوض من الاساس لانه بببساطه امر بعيد عن مفهوم التطوير الحقيقى للعمليه التعليميه ، فمن يذهب للطبيب للعلاج من المرضى ، لايستشيره الطبيب فى نوعيه العلاج ومقداره ، فهو الوحيد الذى لديه المقدره العلميه على التشخيص والعلاج
المهم ان نظرة سريعه على المناهج التعليميه العلميه فى الدول المتقدمه فى مجال التربية والتعليم مثل اليابان والمانيا وحتى سنغافوره وماليزيا أو التى حققت طفره فى التعليم علينا ان ناخذ المناهج العلميه كاملة منهم ودون حذف او اضافه .. لماذا ؟ لان هذه المناهج قد حققت النهضه عندهم والجميع يشهد بذلك مع ملاحظة ضروره البعد عن مناهج التعليم فى امريكا التى نرى ضعف مناهجها فى الثانويه العامه اذا ما قورنت بمثيلتها البريطانيه … وببساطه ايضا ان تقدم الامريكان يعتمد على العقول المهاجره من كل انحاء العالم بشكل كبير ، المهم لا خلاف فى مناهج الكيمياء والاحياء والفيزياء والرياضيات على سبيل المثال اذا ما تم نقلها لجميع المراحل التعليميه مرة واحده حتى تكون وحدة واحدة متكاملة ..
اما مايحدث عندنا فى مثل هذه المناهج فى جميع المراحل فيفوق لضخامته القدرة الاستيعابيه للطالب فى كل مرحلة .. وهذا سر تفشى ظاهرة الدروس الخصوصيه فى ظل تكدس الطلاب فى الفصول وصغر وقت الحصه وضعف مستوى بعض المدرسيين
و لكل هذا نرى النتائج المفزعه ، ليست فى نتيجة الامتحانات ومعيارها فحسب ولكن فى القيمة العلميه فيما استوعبه الخريج واستقر فى عقله بعد ان كنا ننافس بمناهجنا ومستوى تحصيلها اذا ما قورنت بكل مناهج العالم
ومن حيث الحجم و على سبيل المثال أنظروا الى كتب أى طفل فى المرحلة الابتدائيه والمناهج المقرره فيها ستصابون بالانزعاج ، بعضها كنا ندرسه فى المرحلة الجامعيه فى كليات العلوم ، وكتبت ذات مره اننى اطالب وزير التربيه والتعليم ان يجرب حمل حقيبة طفل فى الابتدائى على ظهره من ثقلها ، لذلك تنحنى ظهور أطفالنا ليس من المناهج فحسب ولكن من ثقل الكتب ذاتها
تعالوا نضع ايدينا على اساس المشكله .. كثافه عاليه فى الفصول ومناهج ضخمة تفوق الاستيعاب ومدرس توقف علمه عند المرحله الجامعيه التى تخرج منها وقد تصل الى عشرات السنين لذلك نجد الخريجين الجدد من كليات العلوم والهندسة يحتلون السناتر فى الدروس الخصوصيه وللثانويه العامه ..
المطلوب ببساطه التركيز على الكيف لا الكم ، فلا يعقل ان تبدأ الدروس الخصوصيه من الاجازه الصيفيه لطلاب الثانويه العامه فى الرياضيات بفروعها المختلفه مثلا ولا يستطيع ان ينهيها المدرس الا قبل الامتحان بقليل ، وتكون المفاجأة ان كليات الهندسه فى السنه الاعدادى بها تظل تراجع بعضا من هذا المنهج الذى تحتاجه الدراسه ، يعنى ما يتم دراسته فى ثانوى يعاد مره اخرى
اما المواد الادبيه لابد من فك الاشتباك الذى اراه هشا وعميقا فى نفس الوقت ، والمشكلة فى كيفيه ادارة الحوار والقدره على التواصل و التوصيل ، بصراحه قنوات الاتصال مسدوده بالشكوك وعدم الثقه
مثلا لا يعقل ان يخرج الوزير معلنا الغاء الفلسفة وعلم النفس فى القسم الادبى والجيولوجيا فى القسم العلمى علوم وتحويل اللغه الثانيه الى خارج المجموع بكل سهوله ودون مبررات منطقيه بعد الغاء المنطق مبكرا قبل النقاش !!
والمناقشه تكون بهدوء بطرح بعض الأسئله السريعه التى تحتاج لنقاش معمق مع الاف الأسئلة الاخرى
البدايه اذا تم الغاء الفلسفه وعلم النفس من الصف الثالث الثانوي في الثانوية العامة الشعبة الادبية من العام الدراسي القادم ..فبماذا يتميز هذا الطالب عن القسم العلمى اذا كان سيشاركه كل المواد ماعدا التاريج والجغرافيا ، أما الاحصاء فتندرج الى الرياضيات التى يدرسها القسم العلمى .. هل بهذا الاسلوب يكون الحاصل على الثانويه العامه من القسم الادبى قد حصل على الحد الادنى من العلوم الانسانيه التى يرتكز عليها فى المرحلة الجامعيه او الحياتيه ؟
وهل يعنى الالغاء عدم الأهميه أم تقليل عدد المواد ؟ والحل اذا كان بسبب تقليل عدد المواد، فالحل بسيط ، مثلما تم دمج الكيمياء والفيزياء فى ماده العلوم المتكامله (وهو خطأ لو تعلمون عظيم لانها تخصصات دقيقه تحتاج لمدرس متخصص) ، فمن الممكن ان تكون هناك ماده للعلوم الانسانيه تضم الفلسفه وعلمى النفس والاجتماع باعتبارهم ركيزه اساسيه لاى طالب فى القسم الادبى بعيدا عن الالغاء ، لانه لا يمكن الغاء علم أو طمسه من الوجود
لمجرد حذفه من المناهج… وللحديث بقيه
yousrielsaid@yahoo.com