المستشار وجدي سيفين يكتب : هجرة العقول !

المستشار وجدي سيفين

قال لي إبني الوحيد وهو دكتور بيطري أنه ينوي الهجرة الي أوروبا أو أمريكا مثل ابن عمه دكتور الأسنان الذي هاجر الي استراليا في أول عام ٢٠٢٤ ..وعندما بادرته بالسؤال عن الأسباب رغم أني وفرت له كل أسباب المعيشة الكريمة وأمامه مستقبل مشرق .. قال لي لن أعيش في بلد لا تحترم العلم ولا العلماء ..في بلد تمجد الفن الهابط

وترفع شأن الغوغاء الي عنان السماء يحلقون في عالم الشهرة والمال ..بينما يقبع الطبيب والمهندس والمعلم في

قاع المجتمع وبالكاد يبحثون عن حياة كريمة !

وتابع قائلا: يا أبي ألم تتابع ما حدث من أحد هؤلاء المطربين والمرافقين له في أحد المستشفيات الذين قاموا مع

المطرب هذا بالاعتداء علي طبيب أثناء تأدية عمله بالضرب بالشلوت والسب والقذف باقذر أنواع الشتيمة !

وهنا توقفت بحزن شديد وتنهدت بوجع في قلبي وتخيلت إبني في هذا الموقف الصعب وماذا سيكون رد فعلي في

موقف مثل هذا ؟!

في بلد اضمحلت فيه قيمة العلم والمعلم والعلماء وتعاظمت قيمة الغو غاء الي عنان السماء محلقة في عالم

الشهرة والمال ..

لقد تغيرت كل المفاهيم منذ أن رحلت المملكة المصرية بقيمها الجميلة وعصرها المتميز بفعل فاعل وانحدرنا من

سيء الي أسوأ منذ عام ١٩٥٢ وتغير النسق القيمي والطبقي في المجتمع المصري تدريجيا نحو القاع الي أن وصلنا

الي ثورة الشعب المجيدة في ٣٠-٦-٢٠١٣ لاستعادة مصرنا المسلوبة المفقودة و نحلم من جديد بوطن يحترم أبنائه

ويدعمهم ويؤصل فيهم الانتماء ويرفع قيمتهم كما كنا من قبل في الزمن الجميل ..حيث كان العلم علما بعلمائه مثل

الدكتور طه حسين وزير المعارف ،والكاتب القدير نجيب محفوظ رجل نوبل في الآداب ..

وأساطين العلم والقانون من المصرين العظماء الذين قاموا بدعم مصرنا الغالية في جميع المجالات الطب والهندسة

والصناعة والزراعة والتجارة وعالم المال والاعمال بقيمهم الجميلة واخلاقهم الرفيعة ..وفي الفن مثل يوسف بك

وهبي ونجيب الريحاني ،والموسيقي مثل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وموسيقار الشباب والشعب الفنان

هاني شنودة ..

وفي الغناء والطرب حدث ولا حرج الموسيقار محمد فوزي وصوت الشعب المطرب الرائع الراقي عبد الحليم حافظ

وسيدة الغناء العربي أم كلثوم

تلك هي مصرنا الجميلة التي طالما حلمنا بها واردنا استرجاعها مرة أخري في ٣-٧-٢٠١٣ وحلم الجمهورية الجديدة

مازال يلوح في الأفق ..

فجأه وبدون مقدمات تظهر هنا وهناك في ربوع الوطن الكثير من الأحداث الطاردة لشبابنا لتبدأ من جديد هجرة العقول

الي بلاد تحترم العلم والمعلم والعلماء وتقدرهم معنويا وماليا وتدعمهم في الوصول الي أعلي وأرقي المناصب

والمراتب ..في مقابل وطن يتم اهانتهم فيه واقع مؤلم وحلم مفقود ومستقبل غير محدد المعالم في ظل سيطرة

عقلية الحشد والغوغاء الذين وصلوا الي عنان السماء ..

رسالتي التي تحمل استغاثة بصوت كل الأباء والأمهات وأبناء وبنات الشعب المصري الأصيل ..انقذونا وانقذوا بلدنا

الحبيبة مصر

لابد من تدخل سريع لوقف مسلسل انهيار القدوة والقيم المصرية الأصيلة من الحكومة المصرية تحت قيادة الرئيس

الوطني المخلص عبد الفتاح السيسي حورس مصر ومنقذها وصاحب نهضتها الحديثة .

تحيا مصر..تحيا مصر ..تحيا مصر بأبنائها وكوادرها المخلصين

كاتب المقال  رئيس مجلس أمناء مؤسسة

كوادر للتدريب والتنمية البشرية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.