المستشار علاء سليم يكتب : هل تعمل مصر على الإستفادة من خبرات المصريين بالخارج ؟!
لا شك أن الدولة المصرية تولي إهتماماً بالمصريين في الخارج بشكل عام من أصحاب الهجرة المؤقتة أو الهجرة الدائمة في أوروبا وامريكا وأستراليا وكندا ، وتبذل جهداً ملحوظاً فيما يتعلق بجهودها نحو التصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية ، وأن تلك الجهود قد ساهمت في تقليل هذه الأعداد من المهاجرين غير الشرعيين .
و الدول الأوربية ادركت أن هناك خطراً قادماً عليها من جراء فتح ابواب الهجرة إلى بلادها فلم يكن لأبناء الشمال الإفريقي سجلاً ابيض لديهم وهم دائماً يميلون لفرض سياسة الأمر الواقع ،فضلاً عن رغبتهم في السفر بدون أوراق رسمية أو جوازات سفر أو أي مستند دال على الإسم أو الجنسية .
أفواج المصريين التي سافرت إلى أوروبا منذ سنوات سواء بطرق شرعية أم غير شرعية منذ مدة لا تقل عن ثلاثين عاماً وحصلوا على الجنسية هناك ، هم الآن من يطلق عليهم الجيل الأول من أبناء الوطن في الخارج وهم اللبنة المسئولة عن أبنائهم الذين يحملون جنسياتهم الجديدة بالتبعية وهم من يطلق عليهم الجيل الثاني والجيل الثالث من بعدهم ،وهم من تعمل الدولة المصرية الآن في استقطابهم نحو الوطن من خلال برامج عشوائية ليست منظمة ومحاولات فرديه تقودها بعض الجهات العاملة في هذا المجال .
يعيش غالبية المصريين في بلاد المهجر على حرف جديدة اكتسبوها هناك غالبيتها في مجال المطاعم والفندقة وقليلين منهم من يعمل في مجالات مهنية مختلفة كالطب والهندسة والإقتصاد وفئة قليلة جداً كونت ثروات متفاوته ويعملون بها في دنيا المال والأعمال ،
وقد برز منهم أسماء لامعه في تلك المجالات تفخر مصر بهم ، لكن الغالبية منهم لا نفخر بهم بنفس القدر فهناك
مجموعات ليست قليلة تم تحويل مسار فكرها السياسي تأثراً بالجنسية الأوربية والثقافه الغربية التي حصلوا عليها
تارة وبالهجمات الأوربية الشرسة على مصر من خلال وسائل الإعلام تارة أخرى فضلاً عن جماعات وتكوينات إرهابية
تدفع المال الوفير لتحويل مسار هؤلاء وتأهيلهم للعمل ضد الدولة المصرية وقيادتها وهم ما يطلق عليهم قوى الشر .
المهاجرون المصريون في أوروبا وأمريكا وكندا وأستراليا يعيش الغالبية العظمى منهم على الإعانات الحكومية التي
تقدمها الحكومات الأوروبية والأمريكية لهم ، وهؤلاء لا يستفيد الإقتصاد المصري منهم كثيراً بشكل مباشر فهم لا
يقومون بالتحويلات البنكية إلى مصر ولا يدفعون تصاريح العمل لكنهم ايضا لا يستهلكون في البنية التحتية في مصر
وليسوا عبئاً على الاقتصاد القومي ولا يستخدمون حقهم في التموين أو الدعم او استهلاك الوقود واستهلاك الطرق
ومقاعد المدارس والجامعات لذلك هم داعمون بشكل غير مباشر في التخفيف من على كاهل الدولة .
ومن المفروض أن تعمل مصر على الإستفادة من خبرات المصريين بالخارج ، مشيرة إلى أن المصريين بالخارج لديهم
القدرة على التأثير على المجتمع الخارجي من خلال أفكارهم لتغيير الصورة الذهنية السيئة عن مصر
وذلك من خلال لوبي مصري قادر على هدم كافة الأفكار المغلوطة عن مصر ولكن ما زال أبناء الوطن في الخارج
يتناحرون فيما بينهم ويختلفون مما جعل القيادات الحقيقبة للمصريين في الخارج تختفي ويظهر منهم أصحاب المصالح
وراغبي التواجد الإعلامي وهواة الظهور الإعلامي والتصوير .
لقد اختفى عن مشهد أبناء الخارج شرفاء كثر يعرفون كيف تكون خدمة الأوطان لصالح فئة لديها وقت فراغ طويل
ويستخدمون المال للظهور الإعلامي المكثف وهم لا يحملون قضية بعينها ولا يعرفون قضايا الوطن العامه فكيف لهم
يحملون راية تحسين صورة مصر في الخارج وسط تيارات مناهضه لثورة مصرية عارمه في مجال البنية التحتية
والنهوض بالدولة ،
وعلى مدى سنوات طويلة لم يبرز من قيادات أبناء مصر في الخارج من يحمل الحلول للمشكلات القائمة ، ولا نهوض
بالتحديات ، ولا مشاركة إيجابية في تقديم ما هو مفيد للوطن .
تبعية الهجرة وشئون المصريين في الخارج إلى وزارة الخارجية هو الحل الوحيد ، ولا توجد معاناه للمصريين في الخارج
أهم من هذه المعاناه والخارجية المصرية لديها القدرة الكاملة للحل بكفاءة كوادرها في الداخل والخارج ،
فقط على وزارة الخارجية أن تنتقي من أبنائها في الخارج من يساعدها في هذا الملف من ذوي العلم والمعرفة من
المخلصين منهم لعل الأمور تنصلح لما فيه خير مصر والمصريين .