الكاتبة الصحفيةحنان خيري تكتب : حتي لا يصاب هرم حياتكم.. أستعينوا بالدروع؟!!

حنان خيري
كتبت في مقالي السابق عن حنيني لخوض بعض الأمور التي تهم الاسرة وتؤثر علي الحياة الاجتماعية وهذه الموضوعات كانت من أهم ما بحثت وخضت في طرحه
ولذلك راودني عقلي لماذا اسمع وأشاهد الكثير من الحكايات التي تقال لي والتزم الصمت.. ولكن ضميري الصحفي دفعني للعودة الي التطرق لجزء هام مما سمعته..
فوجدت أن كل إنسان منذ طفولته يضع تصور وحلم يتمني تحقيقة في مستقبله العملي والعلمي وبالفعل أخذته الأيام والسنين لخطوات منها الصعب والقاسي ومنها المتيسر المحتمل وهكذا رحلة الإنسان إلي أن يتوقف امام درجة هامة في حياته ويبدأ العمل وصعود درجات سلم النجاح وتحقيق ما يريد..
وتأتي الخطوة الضرورية لإستكمال برواز جميل ليضع بداخله صورة مكتمله لإضاءة الحياة بمشاركة النفس الهادئة اللطيفة الحنونة الصادقة لإستكمال الصورة الحياتية التي تكون ناصعة مضيئة بالتفاهم والحوار والمصداقية والإخلاص والعطاء والتضحية المشروعة، للحفاظ علي أفخم هرم يتم بنائه بقلوبهم وعقولهم ووضع أسمي المعاني لحمايته والتصدي لكي العوامل الخارجية التي قد توجه اليه لشرخه وجرحه وإصابته بفيروسات مريضة تحاول اقتحام جدرانه فهل يوجد درع يوضع امام هرم حياتكم للتصدي للطعنات القادمة اليه ؟!
من المؤكد أن الحياة ليست سهلة والكفاح أحد جوانبها المثيرة والممتعة والذي يحمل في طياته مزيجا من التعب والألم والراحة والسكينة ولذة الاحساس بنتيجة مبهجة مشحونة بالإنجازات وتخطي الصعوبات بسلام وأمان دون آثار وعلامات علي الجسد النفسي لدي الطرفين..
فالأيام والسنين لابد أن تتخللها أزمات وهموم ومشاكل ولكن أجمل ما بعدها الانفراجات بالصبر والتحدي لعبور هذه العقبات والعودة الي بنك الذكريات للإستعانة بذكري جميلة قد تداوي جرح وتصلح نفس تسلل اليها الهم..
وبالتالي لابد منذ بداية بناء أول طوبة في هرم حياتكم وضع ومضات هامة لحماية قواعد اساساته ، وكل ومضة لها
ضوء خاص وهام .. فهناك ومضة الصدق والتفاهم والحوار الشفاف المرن وليونة الحديث وسعة الصدر والعطاء والوضوح
ليقرأ كل طرف ما يسجنه الآخر بداخله والعمل علي إطلاق سراح آلامه بعيدا عنه..
فلابد أن يستوعب الرجل أنه تقدم لهذه الإنسانة ليأخذها من هرم الحب الذي أحتواها ووقفت بجانبه لتأخذ الأمن
والأمان والفخر والصدق من كل طوبة تم بنائها داخل أسرتها و هذه المعاني حفرت علي مدي أيام وسنين طويلة بفكر
وحكمة وتروي وعمق من أب وأم بذلوا جهدا شاقا ليحتضنوا أبنتهم وينيروا حياتها بصفاء مشاعرهم..
وهكذا الزوج الذي أخذ الكثير من شريان الحياة الممتد من أمه وأبوه ليضخ معاني الأعتزاز والأحترام والترابط والأخلاص
بدماء الحب التي تسير لتروي هرم حياتهم ويقوي بصلابته وعزيمته وإستيعابه لأجمل قصة تبعث الأمل والراحة
والهدوء وتعزف سيمفونية تلمس القلب وتقتحم الفكر وتغذي العروق والشرايين بالإنسانية ومعانيها المطمئنة
المخلصة التي تحتضن الطرف الآخر ليسبح في بحر الحياة ويتصدي للأمواج الغادرة والتقلبات المؤذية وحماية هرمه
من الغرق او الشرخ الذي من الجائز أن يصيب سفينة حياته وتتسرب داخلها ما لا ينقذهم من الشقاء وتكون نهايتهم
الانفصال ليحمي كل طرف نفسه من الغرق في قاع بحر الظلمات شديد العتمه بالظلام ! فلماذا تترك الأمواج تتخبط
وتتسرب لدى سفينة هرمك!!
الخلاصة.. لقد تأثرت بحكايات أجهدتني فكريا وعاطفيا من الكثيرين في ظل زيادة نسب الطلاق سواء النفسي او
الفعلي.. وتألمت لأن لابد أن يستوعب الزوجين أن بناء اي شئ سليم يأخذ وقتا وجهدا وتضحية وتحمل
فلابد من الصبر واليقين بأن التسلط والأنانية والعنف بكل أشكاله والبخل في المشاعر والتجاهل وعدم الأحتواء
وهكذا عدم الأعتراف بالخطأ والغلط والاستهانة والاستخفاف بالمشاعر والاحاسيس والعقل يؤدوا إلي فجوات وجروح
دامية غائرة تشوه ما بداخل الطرف الأخر..
فعلي كل طرف أن يتوقف لمراجعة أموره بصدق ووضوح ومصالحة مع نفسه ..هل سيكون أمين علي الأمانة التي
تكون بجانبه باقي عمره..؟  وكلامي للزوج والزوجة حيث أنهما طرفان يشاركان في بناء هرم حياتهما بالحب والتفاهم
والاخلاص والصدق وعدم الانانية وغير ذلك من الأصول الإنسانية الباعثة للأمل والهدوء والراحة للتجديف والوصول إلي
بر الأمان دون الإصابة بذكريات قد تترك تشوهات صعب مداوتها..
طببوا هرم حياتكم وحافظوا عليه من رصاصات الغدر وميكروبات تقتحمه وتسعي للتسلل اليه لشرخه.. استعينوا بدرع
القوة والثبات لامتصاص ما يوجه اليه.. فالمودة والرحمة وغلق الأبواب التي تتسبب لقطع التواصل بينكما والأخذ في
الإعتبار أن كل منكما له مرآة يري فيها صورته بوضوح وعليه ألا ينظر فيها وهي مكسورة لأنه لا يشاهد نفسه علي
حقيقتها بل يتجاهل عيوبه ولا يرغب رؤيتها
وبالتالي وهكذا يغفل ويتغافل بأنها مشروخه ولا يعترف بخطئه فيكون دائما هو الصح حيث أن المرآة مزيفة وهو يعلم
ولكنه يتجاهل ويتحايل علي مواقفه.. والطرف الآخر دائما مخطىء.. فأجمل ما في الإنسان أنه يصاحب نفسه ويقرأ
ويتعرف علي ما بداخله ليعالجه ولا يجهد من يشاركه ويتجني عليه بالظلم فهذه الأمور لابد من مواجهتها بصراحة مع
النفس من أجل العبور بسفينة الحياة دون خسائر.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.