” مأساة القدس ” .. مسرحية شعرية ..تأليف دكتور صـلاح عـدس

الشخصيات
ـ همام : شاب مثقف بطل المسرحية .
ـ جاسر : شقيق همام .
ـ عبد الصبور : شقيق ثاني لهمام.
ـ الحاخام اليهودي .
ـ بنيامين : ضابط رئيس المحكمة العسكرية .
ـ مستوطنون يهود .
ـ والد همام .
ـ أم همام .
ـ خديجة وعائشة : أختا همام .
ـ سارة : طفلة بنت همام .
ـ مساجين ومصليين فلسطينيين .
ـ جنود وضباط إسرائيليون .
ـ أعرابي :
ـ الزمان : في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين .
ـ المكان : القدس ـ فلسطين .
الفصل الأول

[في المسجد الأقصى]

قبل رفع الستار يسمع أصوات طائرات عنيفة وفرقعات قنابل ثم يسمع صوت انهيارات منازل وصراخ نساء وأطفال، ثم يسمع أغنية عبد الوهاب عن فلسطين ومطلعها :
أخي جاوز الظالمون المدى
فحق الجهاد وحق الفدا

وليسو بغير صليل السيوف
يجيبون صوتا لنا أو صدى

والمشهد ساحة المسجد الأقصى يمتلأ بالمسلمين الفلسطينيين يرابطون في ليلة القدر في شهر رمضان وهم صيام ويحملون أعلام فلسطين .. وحولهم الطيور البريئة تلتقط الحبّ والقطط الوديعة ترقد كأنما ترابط معهم وتتضامن معهم بعد أن تخلى عنهم العالم بعد محاولة تهويد القدس بالكامل بطرد العرب من بيوتهم وإبادتهم] .

[يدخل همام ومعه أخوه جاسر وأخوه عبد الصبور الذي يظنون أنه أصيب بالجنون]

ـ همام : ها هم المسلمون في مسجدهم يرابطون ليلة القدر ، ليلة بركات العمر.
ـ جاسر : والقطط المسكينة والطيور الوادعة ترابط معهم .
ـ همام : جلسوا في المسجدْ.. يصلون
يتلون القرآن .. يدعون إله الكون
ليخلصهم من تلك الذلة والقهر .
ـ جاسر : هيَّا لنرابط معهم .
[همام وجاسر يتقدمون ثم يجلسون معهم ، 
يدخل المستوطنون اليهود بطواقيهم الصغيرة على رؤوسهم وبأشكالهم المستفزة]
ثم يهجم المستوطنون فجأة على المسلمين وخلفهم الجنود والضباط الإسرائيليون فيقف المسلمون متحفزين ويردون الضربات ويدفعونهم ويشتبكون معهم واليهود يمزقون أعلام فلسطين ويرمونها على الأرض] .
ـ أحد المستوطنين اليهود : لتخرجوا جميعكم..
فذلك المكان لنا ليس لكم..
وعليه سنقيم وبعد الآن..
هيكلنا الثالث لسليمان .
ـ همام : بل هذا مسجدنا ثالث الحرمين أولى القبلتين مسرى نبينا .
ـ الضباط : فلتخرجوا ما أنتمْ إلّا إرهابيون .
[الضباط والجنود يهجمون على المسلمين ويهجم معهم المستوطنون اليهود ويوسعونهم بالضرب ويشتبك المسلمون معهم وسط صراخ الأطفال والنساء] .
ـ المسلمون : (يصرخون) الله أكبر .. الله أكبر .
[يتراجع الجنود الإسرائيليون مع المستوطنين قليلا إلى الخلف ثم يعودون بينما يقذفهم المسلمون بالحجارة دفاعا عن أنفسهم] .
ـ ضابط إسرائيلي : أنتم إرهابيون .
ـ همام : ما عاد في القدس الشريف سوى شريعة ظالمينا
ويقال إرهاب إذ ما قد علت أصواتنا ..
[الضباط والجنود يتقدمون نحو همام لإلقاء القبض عليه وهو يقاومهم بشدة وإباء ويتخلص منهم] .
ـ همام : أنا لن أعيش مشردا .. أنا لن أظل مقيدا
سأعيده وطنا عزيزا سيدا .. سأظل دوما ثائرا متمردا .
ـ المسلمون : (يهتفون)
بالروح بالدم .. نفديك يا أقصى .
ـ همام : أنا صانع الحق الذي نحميه في يوم الفدا
أنا ثورة كبرى تدمدم بالعواصف والردى
صرخات شعبي لن تضيع ولن تموت مع الصدى .
ـ الضابط : ألست تخاف من بطشي وضرب يدي .
ـ همام : يا إسرائيلي
إني تحملت الكثير من الآلام والعللِ
أنا الغريق فهل خوفي من البللِ
أنا الممزّق أشلائي فهل أخشى من الشلل .
[الضابط يضرب همام باللكمات فيبادله همام باللكمات]
ـ الضابط : أنتم حرّاس بساتين الأوهامْ
[يعاود الضابط والجنود الإسرائيليون الهجوم بشدة أكثر ويحاولون القبض على همام وجاسر لكن المسلمين يتدافعون نحوهم ويضربونهم باللكمات .. ويخلصون همام وجاسر من أيديهم .. ويقع بعض الضباط والجنود الإسرائيليون على الأرض مما يستفزهم في غضب شديد فيضربون المسلمين بالرصاص ويقع على الأرض كثيرون من المسلمين بين قتلى وجرحى .. ويسمع صوت فرقعات قنابل الغاز ودوى الرصاص] .
[المسلمون يهرعون مسرعين للخروج وفي أيديهم أحجار يلقونها على الجنود ويرفعون أعلام فلسطين]
ـ جاسر : ويقولها شعب جريح
المسجد الأقصى أبيح
والشعب في بلدي ذبيح .
ـ همام : ها تسمعون المسجد الأقصى أُهين .. يا مسلمين
داسوا كرامته .. داسوا طهارته
في ليلة القدر وفي شهر الصيام
ـ المسلمون : (يهتفون)
بالروح بالدم .. نفديك يا أقصى .
ـ همام : (بمكبرات الصوت)
الأقصى يستغيث .. يا أهل غزة
يا مغيث
ـ المسلمون : بالروح بالدم .. نفديك يا أقصى .
ـ (في الميكروفون) همام :
أخي جاوز الظالمون المدى
فحق الجهاد وحق الفدا .
ـ المسلمون : وليسو بغير صليل السيوف
يجيبون صوتا لنا أو صدى
[ستار] .

الفصل الثاني

[المشهد في القدس حيث الجيش الإسرائيلي وهو يطرد المسلمين من بيوتهم بالقوة كي يهدمها فوق رؤوسهم ويبنوا فوقها مستوطناتهم بالتهجير القسري وبقتل المسلمين وإبادتهم ..
الأب والأم والأختان خديجة وعائشة وزوجة همام وطفلته سارة وأمام منزلهم سيارة شرطة إسرائيلية وبلدوزر لهدم المنازل وبجانبهم المستوطنون اليهود يحرسهم الجنود والضباط الإسرائيليون .. ثم يدخل همام وجاسر وأخوهما عبد الصبور ..] .
ـ الضابط الإسرائيلي :
هيا اخرجوا من هذا البيت
وبلا شغب أو أدنى صوت
وليتسلمه سيدكم هذا المستوطن
فهو يهودي .. وهو أحق به منكم .
ـ الأب : كيف ؟.. من حكم بهذا الحكم ؟
ـ الضابط الإسرائيلي : المحكمة .
ـ الأب : محكمة الاحتلال .
ـ الضابط : محكمة العدل .
ـ الأب : عدل شريعتكم أم عدل الله .
ـ الضابط : اخرس .
ـ الأب : لن نخرج .. سنظل هنا .
ـ جاسر : تلك بيوتنا .. لن نتركها .. لن نرحل عنها
لن تدخلوها .. إلا على أجسادنا
لستم غير لصوص كذبة .
[الضابط يضرب همام لكمة قوية في غيظ]
ـ همام :
بعد السبي الأول .. في بابل .. وإبادتكمْ .. ونبوخذ نصر
بعد السبي الثاني الروماني .. و(تيتوس)
سوف يكون على أيدينا
السبي الثالث .. ونهايتكمْ
قد غضب الله عليكمْ
ـ الضابط : كل هذا لا يهمّْ
والآن حان طردكمْ
أنتم صرختمْ في المسجد الأقصى
فضُرِبتُمْ وقُتلتم وجُرحتمْ
في كل يوم نطردكمْ
وبيوتكم ستُهدُّ فوق رؤوسكمْ
ولسوف نبني فوقها مستوطناتْ
ولشعبنا المختار ليس لشعبكم
في أرضنا.. أرض الميعاد
[همام وجاسر وأخوهم مروان والأب والأم والأختان وزوجة همام يغتاظون في ثورة مكتومة وغضب] .
ـ الجميع : لا .. لن نخرج
ـ الضابط : [يخاطب الجنود مغتاظا]
اهجموا عليهم اطردوهم
اقتلوهم .. مزقوهم .
[الجنود يتقدمون وينهالون عليهم ضربا]
[همام وأسرته يضربون الجنود بالحجارة ثم يشتبكون معهم حين يرون الأب يجتمع عليه الضباط والجنود ويضربونه حتى يقع على الأرض ..
وعندئذ تهجم عليهم الأم مع ابنتيها خديجة وعائشة في جرأة وجسارة .. والجنود يضربوهن بقسوة شديدة .. والطفلة سارة بنت همام تصرخ : أمي .. أمي .. أبي .. أبي .. وتنساب دموعها .. بينما همام وجاسر يشتبكون مع الضابط وأخيرا تقع الأم والأختان وزوجة همام على الأرض ثم ينهضن وقد سقطت الطرحة من على رؤوسهن ويعاودن الاشتباك مع الجنود في بسالة أشد .. وهنا يشتدّ غيظ همام وأخويه وغيرتهم على حريمهم، وحرمتهم التي تُنتهك وتهان ، فيوسعون الضابط ضربا حتى يقع على الأرض متوجعا ثم ينهض مغتاظا ويأمر بضرب النار فيقتلون الأب والأم وابنتيهما خديجة وعائشة ومروان ويسقطون على الأرض قتلى غارقين في دمائهم .. وينهض الضابط الإسرائيلي ويصرخ في جنوده في غلِّ ونشوة]
ـ الضابط : اقبضوا على الإرهابيين همام وجاسر.

[يقوم الجنود بالقبض عليهم وربط أيديهم بالسلاسل]

[تتعالى أصوات القنابل الغازية ويسمع دوى الرصاص وأصوات هتافات الفلسطينيين تقترب منهم] .
ـ المتظاهرون : رغم القتل والجراح
المسجد الأقصى لن يستباح

الفصل الثالث

[المحـــــــــــــــــــــــــكمة]

[قاعة المحكمة العسكرية يتصدرها قضاة ضباط ببدلهم العسكرية وبجوارهم الحاخام اليهودي بزيه وطاقيته الصغيرة

على رأسه وتمتلأ القاعة بالضباط والجنود الإسرائيليين والمستوطنين اليهود .. والأسرى المسلمون الفلسطينيون

وراء القضبان الحديدية ]..

ـ بنيامين الضابط : [رئيس المحكمة العسكرية]
تقدم يا همام .. وتكلم .. أنت وجاسر وعبد الصبور

ـ همام : ها قد طرد الغرباء أهل الدار.. قتلوهم
صلبوهم في الطرقات والعالم في فمه الضحكات

الكل صامتون .. صمت الجبناء ..
وكأن الساحة ليست ساحتنا .. وكأن القتل ليسوا نحن

ـ جاسر : الخصم هو الجلاد .. وهو القاضي .. والمقتول يُدان

ـ جاسر : كم طفلا صار يتيما .. كم أما صارت ثكلى
كم زوجةْ .. تنتظر الزوج الغائبْ .. وبلا جدوى
تنتظر الزوج الغائب في رحلات اللاعودةْ .

ـ همام : مات أبي
قتلوه برصاصات الغدرِ .

ـ عبد الصبور : أقبل بجيشك يا صلاح الدين .

ـ بنيامين الضابط : من هذا المجنون من ذكر صلاح الدين

ما خطبْه؟ .. ما ذابهْ ؟

ـ همام : ذاك أخي .. ضربتموه في مظاهرةْ
سقط على أرضهْ .. فقد الذاكرةْ
رحل عن اللحظة الحاضرةْ . وامتلك التاريخ .. تاريخ الأمة
لكن فقد الجغرافيةْ .. رفض الواقع والذلَّةْ
يركب عربات الزمن الخالدةْ
يحيا معنا وبجسدهْ .. ويعيش بروحهْ .. وحدهْ
مع أمجاد صلاح الدين .. وبيبرس .. وحطّين
ولذاك يقولون بأن به جِنَّةْ .. وهو الأكثر منا حكمةْ .

ـ بنيامين الضابط : أجل ..

ـ همام : الوحش سيفترس القدس وغزة .
فلنسحقه بصواريخ الأحرار

ـ جاسر :
لكن الدجالين يدقون له الطبل والمزمار
في الأمم المتحدة .. كي يقتلها الوحش .. كي يطفئ نور الشمس .
فليطلق كل منا مدفعه الجبار
كي نقتل هذا الوحش
الراقد في أرض فلسطين الشمَّاء
وله ألف يدوله ألف رداء .

[يدخل رئيس المحكمة الضابط بنيامين والضباط والجنود والحاخام والمستوطنون اليهود]

ـ بنيامين الضابط : القدس وغزة وكل فلسطين لنا
هي أرض الميعادْ
حدثنا يا حاخام .. عن العهد القديم

ـ الحاخام : إنّا شعب الله المختار
معنا يقف الربّْ .. ضد الأغيار .

ـ بنيامين الضابط : اقرأ ما ورد بنصِّهْ في سفر التثنية .

ـ الحاخام : اختارك الرب لكي تكون له شعبا خاصا

فوق جميع الشعوب الذين على وجه الأرض) .

ـ بنيامين الضابط : إذا كيف نعامل الأغيارْ أعداء اليهودْ .

ـ الحاخام : لا تقطع لهم العهودْ

اسرق واقتل غير اليهود
بع ملك الآخر
ولا ترد له شيئا مفقودْ
(لأن الله لا يغفر ليهودي ذنبا
إن كان يرد إلى الأممي ماله المفقود)
ـ عبد الصبور : أنتم يأجوج ومأجوج
لكن صلاح الدين سيأتي
ـ همام : هل يهدم بيتي كل الغرباء
ونبقى مكتوفي الأيدي يا بلدي .
وصلاح الدين.. كيف سيأتي
ولقد صلبوه على تمثال الحريةْ
دفنوه في واشنطون
ماذا تنتظرون .. ماذا تنتظرون .
ـ الضابط : نأمركم بالكف عن الإرهاب عن العصيان
ليكون على الأرض سلام وأمان
فلنتفاوض .. والآن .
ـ همام : أسلام بين الذئب وبين الأغنام
أسلام بين الجزَّار وبين الأنعام
ـ جاسر : جحر الثعبان
لن يصيح أبراج حمام
لن يصبح بيت أبي لهب دار أبي طالب .
ـ همام : في هذا الزمن المأفون
زمن الفرعون وقارون
زمن ثمود وعاد .. وأصحاب الأخدود
الدرهم معبود .. والمسلم مطرود .
ـ عبد الصبور : السيف أصدق أنباء من الكتب
فارفع سيفك
واتحدوا يا كل ملوك طوائفنا
واجمعهم يا يوسف بن تاشفين
في «الزلاقةْ» .. بسيوفكم البراقةْ
ولنضرب «ألفونسو» الملعون
ساعتها سوف يعود الفردوس المفقود
ساعتها القدس وأرض فلسطينْ… ستعود .
ـ الضابط بنيامين : الحق إذا كانت يده مشلولة
فالباطل يسحقه
ولذا ثورتكم ولدت مدفونة
وعليها محكوم بالإعدام .. هذا حكم الأيام .
ـ همام : هذي أقوال الخونة والدجالين .
ـ الضابط بنيامين : ما جدوى الثورة … لا جدوى .
ـ همام : لولا ثورة الخالدينا
لصرنا سماسرة خائنينا
– جاسر : سنقول لا .. للصمت .. لا للانتظار
فاليوم قد طلع النهار
وتفجر البركان والزلزال والإعصار .
الضابط بنيامين: قل لي يا هذا كم حرب خضتم مع إسرائيل .. وخسرتم
ـ عبد الصبور : قل لهم الآن
يا صهيوني قف .. الزمن اختلف
دار كهيئته يوم صلاح الدين وحطين
يوم اليرموك وأجنادين .
ـ بنيامين الضابط : لكنا نهزمكمْ دومًا .. ونهدّمكمْ
ـ همام : مهما هدَّمت فسوف تهدم
فتقدم .. سيفك يطعنك .. ورمحك يلعنك
وسهمك في صدرك
نعشك طائرتك .. قبرك دبابتك
وثوبك كفنك
فتقدم .. أدخل غزة إن شئت
يا هولاكو… يا جند الطاغوت
غزة تنتظرك في بحر الدم
وخيول العرب ستصهل في تل أبيب
وسيأتي عمر بن الخطاب
ليقيم لنصر الإسلام العرس
كي يأخذ مفتاح القدس
كي يرفع رايات الله على أبواب فلسطين .
ـ بنيامين : عبثا صراخكم في البريَّةْ .
ـ همام : لكنكم لن تبيدوا أمتي المحمدية .
ـ بنيامين الضابط : سنبيدكم
ـ همام : إن تسفكوا مني الدماء
فلسوف تنبت فوق أرضي من سيمطركم صواريخ الفناء
فالوقت وقت مدافع وقت الدماء .
ـ بنيامين الضابط : لكنك أنت الآن .. في الأسرْ .
ـ همام : أنا حرٌّ ولا أعبأ بالأسرِ
ولا التعذيب والقهر
فثورة قلبي الجبار كالإعصارِ كالجمرِ .
ـ بنيامين الضابط : وسنقطع رأسك .
ـ همام : إن تقطع رأسي .. أو تصلبني .. أو تحرقني
لن تكسر روحي .. وسيأتي بعدي .. من يأخذ ثأري
من ينبش قبرك .. من يخرج جثتك … ويصلبك
ويجلدك ويحرق جسدك .
ـ بنيامين الضابط : كيف ؟
ـ همام : أنا سوف آتي .. سوف آتي
أنا كالقيامة .. كالممات
لابد أن يأتي .. سآتي
حتى وإن ضاعت حياتي
حتى وإن دستم رفاتي
ـ بنيامين الضابط : سنسيل دماءك .
ـ همام : لأن سالت دمائي .. لن تسيل مدامعي
وإني إلى الله مرجعي
ولست أبالي على أي جنب كان في الله مصرعي
[يلتفت همام ناحية الجمهور]
فلنشعل حرب الاسترداد
فلم يعد أمامنا سوى الجهاد .
ـ بنيامين الضابط : أنتم هنا في موكب الأسر الحزين
في موكب القهر المهين .
ـ همام : لكن سنبقى ثائرين .. كلا وكلا لن نلين
لن نستكين .. لسنا عبيدك أننا عُبَّادُ ربِّ العالمين .
سنريكم نار جهنم
ـ همام : لسنا نهتم ولا نغتم
إنا نتعذب من أجل غد نصنعه بالدمع وبالدم
لكنا رغم الظلم ورغم القمع
لن نحني الرأس ولن نركع .
ـ جاسر : سنرجع يوما إلى بيتنا
سنرجع مهما يطول الزمان بنا .
ـ همام : القدس نحميها وتحمينا
ونحملها على الأكتافْ .. إن اسودت ليالينا
ولو جار الزمان عليها ليس تنفينا .
ـ جاسر : فيها الحمام يطير .. يبشر بالخلاص
وقيام دولتنا الأبية بالرصاص
ـ بنيامين الضابط : ماذا لكم أن تفعلوا ؟
ـ همام : أقسمت باسمك أمتي
بعقيدتي .. بعروبتي .. بكرامتي .. وبعزتي
وبأعظم في الحفرة
أني فداؤك في المحن .. يا قدس يا أغلى وطن
ـ بنيامين الضابط : متى ؟
ـ همام : لا انتظار
ما على الأكتاف عار
سوف تمحوه صواريخ الفخار .
ـ الضابط بنيامين : نحن لكم بالمرصاد .
ـ همام : لكن شعبي لن يخضع
سنظل نقول لكم : لا
حتى لو قال الكل : نعم
حتى لو مدّ الخونة أيديهم .. لكم
سنظل نحطم كل صنم
لنطهر من رجسكُم القدس ومسجدها الأعظم .
[فجأة تسمع صفارات الإنذار .. لحظات صمت .. ثم يسمع دوى انفجارات قريبة لصواريخ غزَّة .. كل اليهود في القاعة في حالة وجوم وذهول بينما المسلمون في حالة ترقب لشيء سار] .
ـ الضابط : هذا الصاروخ من غزَّة
انهضوا .. أسرعوا إلى المخابئ .
[يهرول اليهود في فوضى ويتركون المساجين وراء القضبان] .
ـ المسجونون: [في فرح شديد]
ها قد ردَّت غزَّةْ
بصواريخ العزَّةْ
كل فصائلنا الأمجادْ
أعادوا شرف فلسطين .. شرف الأمةْ
ـ جاسر : ما كان الإسرائيليون.. يتخيلون
أن تقصف غزَّةْ
تل أبيب بصواريخ الشجعان
أن يختبئوا كالجرذان
أن تُغلق أبواب مدارسهم ومتاجرهم .
ـ همام : غزَّة .. مدينة صغيرة .. محاصرةْ
صواريخها المجيدةْ .. تمرَّغُ أنف إسرائيل في الأتربةْ
ـ جاسر : الإسرائيليون .. يفرون مذعورين ..
يجرون في الشوارعْ .. في هلعْ… والموت يطاردهمْ ..
ـ المسلمون المسجونون :
[يكسرون قضبان السجن في المحكمة ويخرجون مهللين]
الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ..
[يسمع صوت فرقعات صواريخ غزة تزلزل المكان]
[ستار]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.