الكاتبة الصحفية حنان خيري تكتب : الأمان .. و” ذكريات لا تنسي”
أنتابني شعور جميل عندما تذكرت بداية عملي في مهنة البحث عن المتاعب.. وهي بالفعل مهنة شاقة وصعبة ولكنها سامية عندما نتمسك بميثاق الشرف الصحفي بالمصداقية والشفافية في نقل المعلومة وطرح المشكلات بكل انواعها وحلولها بوضوح دون تجاوزات او اكاذيب او مزايدات..
فالكلمة الصادقة تقتحم القلب ويستوعبها عقل المتلقى.. وفجأة أخذني الحنين لعودة قلمي لبداياته بانشغاله بالقضايا الأجتماعية و الأنسانية والأسرية وما يعاني منه الكثيرون..
وكان اهم عنوان للكثير من المشاكل هو عدم الأمان بين الناس وهذا أخطر ما يمكن.. وبناء عليه ارتفاع نسبة الطلاق.. وتفكك العلاقات الأجتماعية علي كافة المستويات وتسربت إلي العمل والصراعات الناتجة عن هروب الأمان من النفوس فلماذا ؟!
لابد أن نعرف عندما يخترق الخوف والقلق القلوب والنفوس ينتج عدم الأمان وبالتالي نشعر بجروح دامية غائرة مؤلمة تحتاج الي دواء الاحتواء والصدق والوضوح لكي تلتئم..
فمن المؤكد أن أصعب احساس عندما يشعر الإنسان أن طاقته نفدت من شدة القلق ويتمني أن يكون هادئا مرتاح القلب والفكر .. ولكن الحياة تضرب رأسه بصدمه تلو الأخري حتي يتخدر قلبه وتنزف مشاعره من الألم.. مع أنه يرغب أن يكون أفضل ولكنه ليس بمرحلة يمكن فيها تغيير اي شئ ولا يملك إلا الانتظار والتحمل إلي أن يجتاز الأزمة..
فالأمان نور يسكن قلوبنا ويضئ أرواحنا فمن السهل أن يمنحك إنسان الحب لكن صعب أن يمنحك السلام والمساندة.. وسهل أن يقدم لك أفعال تحمل معاني الود لكنها لا تطرد عنك القلق والخوف وهذا الشعور ينتج عنه فقدان الثقة بين الناس وعدم التصديق لما يقال في كل الأمور الحياتية
ولذلك تتسلل النفوس الخبيثة عبر شبكات التواصل الاجتماعي و الماسينجر واحيانا الواتس لإرسال رسائل كاذبة ملوثة يتأثر بها الذين فقدوا الإحساس بالإمان وتوابعه من عدم الثقة والخوف والقلق.. وتتشوه الانفعالات بأكاذيب وتتمزق المشاعر بخناجر فكرية تدمر الروابط الإنسانية الخالية من الضغائن الفاسدة المشوهه لمن حولهم..
الخلاصة.. أقول أن الشعور بالأمان يسكن داخل القلوب والنفوس الصادقة التي تعطى بأخلاص وتحتوي بسعة صدر
وتستمع لمن يعاني من أزمة أو مشكلة وتتحدث مع المهموم لتطمئنه وتعطيه المعلومة الحقيقة حتي لو كانت غير
مرضية ولكنها ستريح النفس ويستوعبها العقل..
فالاستخفاف بالعقول مؤذي لان كل إنسان لديه ردارداخلي يلتقط الحرف المخالف للحقيقة ولديه حاسه السمع وهذا
بالفطرة.. ولذلك ارتفعت نسب الطلاق وهذا يثير الضيق والأنزعاج.الاجتماعي لان الفتاة تعيش مع أبوها وأمها في
أمان ولابد أن ينتقل هذا الاحساس مع الزوج
ولذلك عندما يفقد احدهما الأمان مع الطرف الآخر لا يستطيعا تسيير سفينة حياتهما فتنشرخ ويحاولان أن ينجوا
بالأنفصال!
فالأمان النفسي هو الراحة والاستقرار والود والشفافية وغياب الخوف وعدم القلق.. فالأمان.. هو مفتاح السعادة
الداخلية لكل إنسان محب عطوف مخلص أمين صادق معطاء..
ولذلك علينا تحكيم ضمائرنا في معاملاتنا حتي لا نكون سببا في نزع شعور الامان وزرع القلق والارتباك والإصابة
بالألم والتخبط بين معلومة خاطئة وأخري مزيفة ناتجة عن قلوب ونفوس خاوية.. فعلينا التمتع بالحب والصراحة
والمودة والأخلاص وننقذ مصابي الأكاذيب وضحايا المضللين .