الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: إعلام ” الببغاوات ” !!

الكاتب الصحفي عصام عمران
المفروض أن دور القوة الناعمة عموما و الإعلام على وجه الخصوص هو توعية المواطنين ومحاولة جمع شمل فرقاء الوطن وتقريب وجهات النظر بين المختلفين في شتى المجالات وتوضيح الصورة والملابسات حول القضايا والقرارات المهمة التى تصدر من الدولة ، لا سيما المتعلقة بشرائح عريضة من الجماهير ، خاصة إذا كانت محل جدل وخلاف بين الغالبية العظمي منهم .
على سبيل المثال وليس الحصر ، عندما طالب الرئيس عبد الفتاح السيسى فى أحد اللقاءات الأسر المصرية حث ابنائهم على الالتحاق بالتعليم الفني والتكنولوجى وبكليات يحتاجها سوق العمل مثل الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي والحد من الاتجاه لكليات خريجوها غير مطلوبين في سوق العمل ضاربا مثال بكليات الآداب والتجارة والحقوق، لم يتحدث مطلقا عن حذف أو إلغاء مواد أو مناهج دراسية خاصة فيما يتعلق بالتاريخ والجغرافيا والفلسفة والمنطق التى سفه أحد جهابذة الإعلام مؤخرا من وجودها مطالبا بالغائها، وهو ما يمكن أن نطلق عليه إعلام “الببغاوات” الحافظ دون فهم للأسف !! .
و للأسف أيضا واقولها بصراحة أن ذلك يحدث في كثير من الأحيان وفى معظم البرامج واللقاءات، إلا ما رحم ربي وهو ما يضر بالوطن والمواطن ويزيد من حالة البلبلة والخلاف بين المسؤولين والحكومة بشأن الكثير من القضايا والقرارات المهمة كما ذكرت في البداية.
وللرد على السؤال الذي طرحه ذلك الاعلامى الجهبذ لماذا ندرس الجغرافيا والتاريخ؟ نقول أنه وفقا للابحاث
والدراسات العلمية المتخصصة، فإن تعلم الجغرافيا يمثل أساسا مهما لدراسة العلوم السياسية ولها انعكاس مباشر
على مجالين معاصرين، يخلط البعض بينهما للأسف أحيانًا، هما: (Geopolitics & political geography)؛
وكذلك أساس مهم للدراسات العسكرية والأمنية والاستخبارية فهناك وكالة استخبارية كاملة من الوكالات الأمريكية
الستة عشر تُبنى على الجغرافيا ،وكذلك ترتبط بالدراسات اللوجستية وحركة الملاحة الجوية والبحرية؛
و بالدراسات الجيولوجية؛و الزراعية و الهندسة والتعدين؛
، علاوة على ارتباطها بالدراسات البيئية والمُناخية و الهيدرولوجية و الأنثروبولجية ، و أخيرا وليس آخرا فإن الجغرافيا
ترتبط ارتباطا وثيقا بالدراسات الديموغرافية.
وحول أهمية دراسة التاريخ فان الأبحاث والدراسات العلمية تؤكد أنها تؤدي إلى اكتساب مهارات التحليل العام
للأحداث والقرارات ونتائجها، وماذا لو اختلفت الأحداث والقرارات ونتائجها ، وهو ما ينعكس على مجالات الدراسة:
القانونية، والسياسية، والاقتصادية، والإعلامية ، إضافة إلى ترسيخ الهُوية فيما يتعلق بالتاريخ الوطني وكذلك فهم
الجذور الثقافية للآخر بالنسبة لتاريخ الأمم الأخرى .
يا سادة التاريخ، هو ذاكرة الأمة ، فأمة بلا تاريخ حتما ستكون في مهب الريح، التاريخ هو الذي يشكل وجدان
المجتمع ، التاريخ هو الهوية ، التاريخ هو اصل كل علم من العلوم ، تاريخ الطب، تاريخ الهندسة، تاريخ الرياضيات،
تاريخ الكيمياء، تاريخ الفيزياء، تاريخ الفلسة، تاريخ الأمم،
لذلك فإن التاريخ امن قومي ، ولا تنسوا أن التاريخ والجغرافيا والمساحة والقانون وحتى المنطق كانوا أهم وسائل
استعادة طابا من العدوالصهيوني ، ومن هذا المنطلق لا غنى لأي مجتمع عن دراسة التاريخ و حضارة مصر تاريخ يجب
المحافظة عليه وليس الغاؤه !! .
وكذلك لم تغفل الدراسات والأبحاث العلمية الإشارة إلى أهمية دراسة الفلسفة ، معتبرة إياها من أهم وسائل دعم
مهارات التفكير العلمي والمنطقي بالنسبة لجميع العلوم: الطبيعية والإنسانية علاوة على تطوير الفكر الاجتماعي
والسياسي و القانوني مع دعم الحافز الأخلاقي للدارسين و مواجهة التطرف الفكري وكذلك دعم قيم التسامح فى
المجتمع ، أى مجتمع
.Omran666@hotmail.com
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.