الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : ” فض رابعة ” .. قرار عودة الهيبة

عندما اتخذت الدولة قرار فض اعتصام رابعة المسلح في الرابع عشر من أغسطس ٢٠١٣ تصادف وجودى والأسرة في الأقصر لقضاء اجازة عيد الفطر وفوجئنا باندلاع الحرائق والتفجيرات والسطو المسلح من قبل جماعة الإخوان الإرهابية وأتباعها بمختلف محافظات الجمهورية، الأمر الذي جعل الأهل يرفضون سفرنا إلى القاهرة وبالفعل مكثنا هناك بضعة أيام حتى استقرت الأمور بعض الشىء.
وأثناء العودة ونحن في السيارة لاحظنا الكم الهائل من التدمير الذي طال معظم نقاط المرور واقسام الشرطة بامتداد الطريق من الأقصر وحتى القاهرة، ناهيك عن تدمير واحراق عدد كبير من الكنائس والأديرة، بل والمساجد أيضا.
والصورة كانت أكثر خطورة والمشهد كان ملتهبا داخل ميدان رابعة العدوية حيث تواجد الآلاف من أعضاء جماعة الإخوان وأتباعها مدججين بمختلف أنواع الأسلحة والذخائر ، حيث تحولت إشارة رابعة العدوية بالقاهرة وميدان النهضة في الجيزة، لبؤرتين لتجمعات العناصر الاخوانية المسلحة، التي أعلنت استهداف مؤسسات الدولة والشخصيات العامة، وتنفيذ سلسلة اغتيالات، مطالبين بعودتهم للحكم، فإما الحكم أو القتل “نحكمكم أو نقتلكم” ذلك الشعار الذى رفعه أهل الشر وأعوانهم فى ذلك الوقت .
ولم تكن مؤسسات الدولة لتقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الخطر الداهم، الذي يهدد استقرار البلاد، فجاء فض اعتصام
رابعة والنهضة في مثل هذه الأيام قبل ١١ عاما ، لإنهاء هذا الخطر، ولتعود الحياة لطبيعتها كما كانت ، خاصة أن هناك
بعض الجهات والدول كانت تدعم هذين الاعتصامين وتسعى لحدوث انقسام للحكم في البلاد.
وبالتزامن مع فض الاعتصامين المسلحين ، تسللت عناصر إرهابية لاستهداف مؤسسات الدولة، لا سيما المواقع
الشرطية، ودور العبادة، خاصة الكنائس لحرقها، وتصدى جموع الشعب المصري لهذه المحاولات الإرهابية الغادرة ،
الأمر الذي أدى إلى سقوط العديد من الشهداء بين أبطال الجيش والشرطة وكذلك المواطنين المدنيين وهم
يسطرون ملاحم بطولية في الفداء،بعدما قدموا الأرواح من أجل أن نعيش في سلام وأمان، على رأسهم شهداء
الشرطة في فض الاعتصامين، وشهداء الشرطة في كرداسة، وغيرهم من الأبطال الذين سجلوا أسمائهم في
سجلات الشرف.
أخيرا وليس آخرا يجب علينا جميعا الا ننسى ما ارتكبته جماعة الإخوان الإرهابية من جرائم ومجازر قبل وأثناء وبعد
فض الاعتصامين، والأهم الا ننساق وراء الأكاذيب والشائعات التى تستهدف زعزعة استقرار البلاد واحداث الوقيعة
بين أبنائها ونعلم جيدآ أنها وسيلة وحيلة جديدة لأهل الشر واذنابهم في الداخل والخارج بعدما فشلت مخططاتهم
لتدمير هذا البلد منذ اندلاع أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ وما تلاها من مؤامرات كانت تستهدف إسقاط الدولة المصرية
وتفتيت مؤسساتها الوطنية وطمس هويتها، ولكن الله سلم وكانت ثورتنا العظيمة في الثلاثين من يونيو ٢٠١٣ التي
أنقذت البلاد والعباد من حكم الجماعة الإرهابية ورئيسها الفاشل .
Omran666@hotmail.com