الكاتبة الصحفية حنان خيري تكتب : الصدق.. الكذب.. بين سراب الحقيقة ! 

الكاتبة الصحفية حنان خيري
من المؤكد أن نداءالحياة للإنسان يكون من الصدق الذي تنجبه الحقيقة فالمفروض أن كل من يشعر بذاته وينصت إلي كل نبضة من قلبه ويستمع إلي ما تهمس به مشاعره الشفافة التي تكون أفكاره ورؤيته للأمور فكل هذه العوامل وليدة الصدق فمن يصنع الصدق في غرفة داخل نفسه ويضيئها بقلبه وتتضافر مع مشاعره ثم يزفها لتسكن عقله وتكون المعلومة الحقيقية الشفافة التي تكونت سليمة ليحتضنها العقل ويرعاها ويدعمها لتكبر داخله وترتوي بالصدق بعيدا عن الشوائب الفكرية الملوثة.. ولذلك الحكمة والحنكة من أهم العومل التي تتمتع بها النفوس الصافية والقلوب الصادقة
التي ليست بحاجة إلي أدلة ملموسه لان حيثيات الحقيقة مكتوبة داخل النفس الشفافة التي
تتميز بصفو وحاسه خاصة تحمل الحق والحقيقة.. ولكننا لا نعيش مع أنفسنا بل نعيش داخل نسيج بشري متشابك
ومعقد يحاول طمث الصدق بالتضليل والتعتيم ليسود الكذب وتتصارع النفوس المخلصة مع العقول المسممة بالفكر
المشوه..لماذا؟!!
حيث أن الصدق تغذي من أروع المشاعر والاحاسيس التي دعمها العقل بعمق فالكلمات التي نسمعها ونتبادلها
نسيج روحاني يحمي الحقائق الصادقة التي تتفتح بها حياتنا علي معاني الحب والعطاءوالأخلاص لنسير بهدوء وثقة
وترابط وتواصل إنساني لا تملكه إلا القلوب المحبة للحق والكارهه للكذب الذي يتكون من الظلم والظلام.. ولذلك يتم
الترابط بين المتشابهين في خصالهم وما تحمله عقولهم ونفوسهم.. والامور لاتسير بسهولة لان شعورنا بذاتنا
وتمسكنا بأحساسنا الصادق وأفكارنا المدروسة ترفض الذين يستخفون بعقولنا ليلغون معلوماتنا لتبديلها بآراء وأقوال
كاذبة فيشعر الصدق بأنه مصاب بجروح وآلآم.. ومن ثم لابد التشبث بما نعرفه ونفرزه ونسمع صوت الصادقين
والحقيقة تنادي بداخلنا.. ونعتبر أن ما يأتينا من الغير ونشعر منه بروائح التضليل النابعة من قلوب كاذبة ونفوس خاوية
وعقول مرتبة لتنفيذ ماتريده لصالحها دون وعي بأن الصدق له بشر يحموه ويحافظوا على وجوده بينهم ويحاربون
الكذب والكاذبين الذين يرتدون ثوبه الممزق.. فالإنصات اليه سراب وأوهام مؤذيه للحقيقة وهذا بمثابة تهديد لكياننا
وخداع لأنفسنا وزعزعت الثقة بداخلنا والمحاولة لشرخها وهذا ما نعيشه علي مستوي علاقاتنا الشخصية
والإجتماعية بأنواعها المختلفة، وبين الدول والثقافات.. وبالتالي تبدأ النزاعات والمشاكل والخلافات وتسود المشاعر
المشوهة بيننا نتيجة للصراع بين الصدق والكذب.. ويتوقف الكثيرون ليصرخوا قائلين ننحن لانجد إلا سراب الحقيقة
نلهث ورائها ونتعب من البحث عنها !! وتتحول المعاملات الي تخوين وعدم أمان.. فينجذب الناس بسرعة نحو الكذب
كفراشات يجذبها وهج النار ويتمنونه في داخلهم لو كان صادقا؟! في حين يتجنبون الصدق علما بأن طريق الكدب
قصير، ومع الأسف الناس يعرفون هذه المقولة ومع ذلك يتمتعون بالكذب وايضا يعرفون« أن حبل الكذب قصير و ينقطع»
فيستمروا ويبنوا أقوالهم كالقصور علي الرمال.. فيتبين أن الأشياء الكاذبة تظهر وتضئ امام عقول وقلوب الصدق..
ونتساءل.. لماذا ينتشر الكذب بسرعة.. هل لأن الحقيقة واقع قاسي..؟«فعندما أسأل أسمع كلمات مؤلمة منها أن
الكذب يؤدي إلي السعادة..» فكيف!! وهل هذه السعادة تدوم إطلاقا.. ولكن الصدق قد يؤدي إلي الألم ولكن من
المؤكد أن بعد الألم شفاء.. فالصدق عمود الحياة.. فيقول البعض أن الكذب ينجي لكن أقول أن الصدق أنجى.
الخلاصة.. بين الصدق والكذب.. الحقيقة..التى لأبد أن تنتصر لأنها الحياة التي نعيشها ليكون الإنسان حامل لمعني
اسمه يعني محب للخير يعطي من حوله مشاعر صادقة صافية من الشر والغدر والتخوين ينقل المعلومة بما تحملها
من حقائق بعيدا عن نشرها كاذبة مشوهة تثير النفوس الضعيفة وتنجرف العقول الفارغة لتصدقها وتكون النتيجة
سيئة في العلاقات والمعاملات داخل المجتمع وهذا يهدم البناء الاجتماعي ويؤثر بالسلب وليس بالإيجاب علي كافة
الأمور.
فعلي كل إنسان مراجعة نفسه ليعالجها ويحميها من الإنجراف وراء ما يؤثر عليه ويدفعه للكذب وتشويه فكره ويؤذي
من حوله.. فالصدق طريقه مشحون بنور الحق والحقيقة. علينا التحلي به لنحافط على حياتنا الخاصة ومجتمعنا
وبلدنا.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.