الكاتب الصحفي مصطفى ياسين : كنوز بلدنا
يزخر بلدنا الحبيب مصر المحروسة بالعديد من الكنوز والثروات التى وهبنا الله إياها، بلا حول لنا ولا قوة، وتتنوع هذه الكنوز ما بين طبيعية وبشرية، لكن أعظمها هى ذلك الحب والارتباط العجيب الذى يربط المصرى بأرضه ووطنه، مهما قست عليه الظروف والتحديات، خصوصا إذا تعرف عن قرب على قيمة ومنزلة بلده بين البلاد الأخرى، سواء من خلال أسفاره الخارجية أو لقاءاته بضيوف مصر من مختلف الجنسيات.
اقول هذا الكلام بمناسبة مشاركتى فعاليات منتدى الاتحاد العربي للشباب والبيئة، بقيادة أمينه العام د. ممدوح رشوان، الذي جمع الشباب العربى والأفريقي، تحت عنوان “التغيرات المناخية قضية الجميع.. الاقتصاد الأزرق وفرص لاقتصاد مستدام”، على مدى خمسة أيام، في الفترة من 1 – 5 أغسطس الجارى، بمدينة الغردقة، تحت رعاية جامعة الدول العربية، ووزارتى الشباب والرياضة والبيئة، بمشاركة خبراء البيئة الساحلية والاقتصاد الأزرق والتنمية المُستدامة، و 125 شابا وفتاة يمثلون الدول العربية والإفريقية الدارسين في مصر.
وقد سمعت وعايشت مدى ما يكنه هؤلاء الشباب من حب، بل عشق لمصر وأهلها، فهذا الشعور لم يأت من فراغ ولا نتيجة تملق أو نفاق، ولا حتى مداهنة، وإنما رعاية الله وعنايته بأرض الكنانة انعكس على حب الناس، كل الناس، من زارها أو سمع او قرأ عنها، فكلمات المديح والثناء التى تسابق الحضور لإلقائها تعبيرا عن عشقهم لمصر، تزيدنى فخرا وتيها لانتمائى إلى هذا الوطن الغالى.
مثل هذه الملتقيات التى تزيدنا معرفة بكنوز بلدنا، واطلاعا على خيراتها وثرواتها الطبيعية الخلابة، فما شاهده الشباب المصري والعربي والافريقي فى محافظة البحر الأحمر من جزر ومحميات وشواطئ جذابة، تعمق من انتمائه، سواء المصرى أو العربى أو الأفريقى، بدلاً من فقدانه البوصلة الصحيحة للانتماء، ما يوقعه فريسة سهلة لأصحاب النفوس المريضة ومعدومى الضمير والإنسانية.
وكلى يقين بأن شباب المنتدى رجع بـ”روح” غير التى ذهب بها من قبل المؤتمر.
فكلهم حماس ورغبة في تغيير الواقع إلى الأفضل والأحسن دائما، ولدى كل واحد منهم رؤية مختلفة تماماً، أو
مشروع يريد به تغيير وضعه ومكانة وطنه للأفضل.
هذا المنتدى يعضد هدف برنامج وزارة الشباب والرياضة، المعروف باسم “اعرف بلدك”، والذى يرسخ قيم الانتماء لدى
النشء والشباب وتنمية مهاراتهم وتوسيع مداركهم ومعارفهم وزيادة علومهم، والأهم فى المنتدى بناء وتوثيق الصلات
والعلاقات فيما بين هؤلاء الشباب، بمختلف جنسياتهم ومعتقداتهم، وألسنتهم وألوانهم، لعلها تكون النواة الأولى، بل
اللبنة الأقوى في بناء جدار الأمة العربية، وهو ما نحتاجه بشدة، فى ظل عالم يعج بالتحالفات والتكتلات لتحقيق
مصالحه، فنحن أولى بذلك البناء الذى امرنا به سبحانه وتعالى القائل: “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”. وليس
هناك أفضل من فئة الشباب كى يقام هذا البنيان المنشود، فهم نصف الحاضر وكل المستقبل.
وقد شهد المنتدى ختاما رائعا، تنوع بين التعبير عن اتفاق عربى إسلامى على أن القضية الفلسطينية تشكل “لب
وجوهر” عالمنا المعاصر، وأن التغيرات المناخية نبهت البشرية لضرورة التنسيق والتعاون لمواجهة مخاطرها بشكل
جماعي.
ولـتحيا أمتنا المصرية والعربية والإسلامية بشبابها، رمز عزتها، ومصدر نمائها ونهضتها.