المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : يا تُرىَ يا نصر ذم ومَن لم يتحقق .. إن تتحقق .. !!

المستشار عبد العزيز مكي
فهل تُصدِق ما جرىَ للكُثرِ من الورىَ .. من يرىَ جُل الناس دون أناة في كل ساعة بعيونٍ شقية ، جناة ، وهو الضحية إن كان هو فردا بذاته شقيا أو بصفته عضوا في جماعة يتوهم فيها وبها أنه تقيا ، وقد دقق في ملذاته وشططه وخططه ليروي عن أشخاص غُماة في شرهم دون زكرهم بالتحديد البتة ، أو حتى حال زكرهم بالقدح والفضح والعراك لفسادهم ، بمارج من نار ، لا يحاذر والكلام سهل ، وإن تتبدل التفاصيل شتى في كل آنٍ تجده على ذات المبدأ الرذيل القاس باق والتهم جاهزة مُعدة مسبقا ومقاس التلبيس فضفاض مرٍن يستوعب الكل قسر ويخدع كأنه قردا دون تفريق كدأب الخوارج في كل عصر وكل من خان ، يستعذب الإثم دون ورع ولا خوف وكأنه بإبليس مُقترِن لا يَقَر …..
والمحصلة تشكيك غير مستنير وكذب وأمراض وإفتراء على الأعراض وغمط للحق ، إما عن جهل وإما عن شر مقيت
مستطير وتشتيت للفكر وللضمير في ذات الجسم والتناقض بغير ندم والمزيد في الجوف محموم ، وكأنه يريد أن
يُشعرك بمفهوم المخالفة وبالطريق غير المباشر بفن بأنه قديس عله يُبهرك ويفخر ، والهموم متأصلة والغدر والفشل
، وقد يجد من يشبهه ومن يؤازره في ذات اللحن بالجهل بمحاكاة عمياء على غير المعتاد في قواعد اللعبة أو بالغش
والخِس ، لتفاجأ بأن الكل مُربي ومُعلم ، مفلس ليس له مُتربي ولا مُتعلم ولا رصيد من خير ، وربما تجد من يستهزأ
به ويسخر منه بسوء الظن ، أو من لا يحس به لا من قريب ولا من بعيد …..
ومن يناظر أقواله السالفة أمام أفعاله المحققة ، يجد العجب والحالة عدم ، مخجلة تتقلب في النُقَر لا تستقر إلى أن
تروم وتتعفن ..
والصمت خير وأسهل والإتساق مع النفس سلام ووئام للجماعة الصلبة الوفية الصامتة وإنطلاق للأمام بكل قناعة
ليعلم بأنه ليس في دنيا البشر من هو خير محض ولا شر محض ويتعلم بأن النِسَب بين الناس متفاوتة صوب الخير
وحدب الشر ومن يُشخص العيب في شخصه ويقرر أن يجابهه يتقدم للأفضل ويزخر ومن لا يتقدم يتأخر ومن يجد أنه
لابد من أن ينتقد الآخر كيفما أراد ويُصِر وكأنه جان أوتيَ العلم من االكتاب ، عندما يتحقق له المُراد فليذكر له الخصلة
المُفضلة ويتلطف كلما يتأكد ويتأدب مثلما يذكر العيب ويزداد ويبرر بأنه لا يريد من النقد إلا الإصلاح والثواب وعلى الله
القصد ، وإن يبدأ بنفسه أكمل والتركيز فيما يلزمه دون غيره ليحقق الحُلم والأمل الأوسع الذي يصبو إليه فيرضيه
ويغنيه ، والأجمل إن يهتم بالشأن عن علم وحِلم وتمييز ويصدق بطاقات إيجابية مُصدرة بالدعوات المستجابة وبطيب
المساعي ينصح ويُعمِر لا بالمقت ، والأجمل أن يترك غيره يعمل وأن يتجنب ما لا يعنيه وما ليس له فيه ناقة ولا جمل
ويُرشِد الطاقة المُهدرة فيما يضر ولا ينفع ، والوضع صادم إن يستمر .. فالحالة بؤس والركام والزحام والألغام واللجان
والمواقع وغث الكلام ، والموت قادم لا محالة في أي وقت في غسق الليل وفي الشفق وفي وضح النهار ، والسكوت
أنفع ومن لم يستطع إصطياد الدب وأخفق ، فلا داعي أن يدمر كل الأشجار في الغابة وكل الهامات والبنايات في البلد
، وقد أفلح من صدق وأمِن العقاب إن مات
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.