كتب مصطفى ياسين :
ضمن فعاليات المنتدى الشبابى العربى الأفريقى الثاني عشر للبيئة الساحلية، والذي يعقد بمدينة الغردقة. برعاية وزارتى الشباب والرياضة والبيئة، تحت رعاية جامعة الدول العربية، والذي ينظمه الاتحاد العربي للشباب والبيئة، بالتعاون مع الاتحاد العربي لبيوت الشباب، بمشاركة نقابة الزراعيين. قام الشباب المشارك بزراعة شتلات المانجروف على شواطئ سفاجا، مشاركة في المبادرة الرئاسية لزراعة ١٠٠ مليون شجرة. وبما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة بالأمم المتحدة وأجندة أفريقيا 2063 ، وأهداف مرفق البيئة العالمي.
بحضور د. سيد خليفة ،نقيب الزراعيين والأمين العام لاتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة، ومستشاري النقيب: م. ميلاد ميخائيل، م. طارق الشناوي، م. عبدالناجي سكوت استشاري مشروع المانجروف، م. رجب سنوسي، م. محمود عبدالعاطي، وكيل مديرية الزراعية، والذين تم تكريمهم من قبل د. ممدوح رشوان امين الاتحاد العربى للشباب والبيئة، ومستشارى وخبراء الزراعة فى مصر والدول الافريقية، وذلك فى موقع إكثار غابات المانجروف علي ساحل سفاجا، ضمن احد النماذج الناجحة لزراعة غابات المانجروف على سواحل البحر الاحمر لتنشيط السياحة البيئية والحد من الآثار السلبية لظاهرة التغيرات المناخية وتشجيع التوسع فى المشروعات السياحية بالمنطقة.
الشجرة السحرية
وفى تصريحات سابقة كشفت د. ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، عن زراعة الشجرة السحرية “المانجروف” لضبط المناخ في مصر. موضحة أن شجرة المانجروف موجودة في محمية رأس محمد بمدينة شرم الشيخ، وجنوب سفاجا بالبحر الأحمر، وعندما تُزرع داخل المياه تسحب الملوحة وتؤدي لعذوبة المياه والتوازن البيئي داخل المياه. وقالت: أن شجرة المانجروف “حمَّالة الأسية” لأنها تسحب ثاني أكسيد الكربون من الجو، وتعبِّر عن أحد التحديات البيئية في ملف التنوع البيولوجي وملف تغير المناخ.
التجربة المصرية
وخلال شرحه لطبيعة غابة المانجروف، قال د. سيد خليفة: إن مساحة أراضى المانجروف المنزرعة فى البحر الأحمر وخليج العقبة تبلغ ٥ كم، وإن موقع حماطة بسفاجا لإكثار المانجروف، ولدينا نوعان من أصل ٧ عالميا، وهى توجد فى مخرات الوديان ليتغذى على مياه الأمطار. وهى افضل من يحمى البحر من النحر، ويحضن أسماك القشريات التى تُدفن فى تربتها، مشيراً إلى أنه تم استزراع نبتة مانجروف فى كيس، وجربنا فى شهر مايو زراعة ٣ شتلات فى كيس واحد ونجحنا بنسبة مائة بالمائة، موضحاً نسبة ملوحة البحر الأحمر تمثل ٤٠ ألف جزءا فى المليون، وهو مناسب للمانجروف، وتم نقل خصائصه لبعض المحاصيل الأخرى من جينات المانجروف الى الأرز والقمح، لزراعتها فى التربة المالحة، ومعروف أن المانجروف يخزن ٤ أضعاف غاز الكربون عن الغابات الاستوائية، وتصلح تربية نحل العسل على المانجروف، لتنتج عسلا جيدا جدا، يتم تصديره كدواء.
لكنه حذر من تدهور إنتاج المانجروف نتيجة رعى الإبل، خاصة في مارس فترة الولادة وحاجة الإبل لنسبة الملح، وهنا تبرز أهمية توعية المواطنين بخطورة ذلك وقد تحولوا بالفعل الى استخراج العسل، مشيراً إلى أن المانجروف شجر معمر لآلف السنين ولكنه بدأ يتدهور بسبب التغيرات المناخية والحل في إنتاج شتلات.
واقترح د. خليفة، إطلاق حملة قومية لتشجير غابات المانجروف، لأن إستزراع المانجروف «حلم» وأحد توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى للتنمية فى الاقتصاد الأخضر ليتحول إلى واقع تنفيذى فى سواحل البحر الأحمر، نظرا لأن مشروع زراعة المانجروف يحقق التنوع البيئى ونموذج الدولة المصرية لمواجهة التغيرات المناخية.
وأشار إلى أهمية المتابعة لمشروعات إستزراع غابات المانجروف خلال مراحل النمو المختلفة بعد زراعتها حتى
أصبحت غابات طبيعية على ساحل البحر الأحمر التى تشكل نموذجا لنجاح الدولة المصرية فى ظل تحديات التغيرات
المناخية التى تعصف بكوكب الأرض، مشيرا إلى أن غابات المانجروف تعد أحد مشروعات الأحزمة الخضراء لمختلف
المشروعات الاقتصادية والعمرانية بالمناطق الساحلية على البحر الأحمر وخليج العقبة بقيمة 500 مليون دولار سنويا
والتى تعتبر العائد الاقتصادى من زيارة السائحين لمحميات المانجروف.
أضاف: أن هذه الغابات منظومات بيئية منتجة وحيوية ولها تأثير يمتد إلى خارج حدود المناطق المحدودة التى تنمو
فيها، لأنها تغطى مناطق محدودة على ساحل وجزر البحر الأحمر وخليج العقبة فى مصر، وقد اعلنت جميع هذه
المناطق كمحميات طبيعية خاضعه للحماية طبقا للتشريعات والقوانين المصرية والدولية.
وأكد د. ممدوح رشوان، الأمين العام للاتحاد العربى، أهمية غابات المانجروف ودورها في الحفاظ على التنوع
البيولوجي البحري، فهى قادرة على العيش فى المياه المالحة عند مصبات السيول في البحر، كما أنها تتمتع بحياة
برية ثرية بالغزلان والإبل النوبي، التياتل، الثعالب، الوبر كما يوجد بها أنواع عديدة من القوارض والزواحف.
وأشار إلى أن تأكل السواحل البحرية ونحر البحر بسبب الأمواج والمد والجزر فى البحار، مشكلة عالمية تهدد العديد
من الشواطى بالزوال، وهناك العديد من الحلول الطبيعية لمواجهة تلك الظاهرة، وأهم حلول للحد من تأكل السواحل،
هو إقامة الحواجز أو الأسوار البحرية، من أشجار المانجروف الساحلية،
حيث أنها نباتات تعيش في البيئات الشاطئية المالحة، وتنمو غابات المانجروف أو”لأيكة الساحلية” في البيئات
الشاطئية المالحة على التراب الطيني، وبعضها ينمو على الرمال والصخور المرجانية، فهى تتحمل العيش في مياه
أكثر ملوحة بـ100 مرة من تلك النباتات الأخرى.
واضاف رشوان: ان أشجار المانجروف موزعة حول المناطق الاستوائية، ويوجد منها 65 نوعاً في منطقة جنوب شرق
آسيا، وتشتهر عدة أنواع في الوطن العربي أشهرها “القرم”، و”الشورى” المنتشر حول الساحل الغربي للبحر
الأحمر، بمصر والسودان والسعودية واليمن، إضافة إلى مناطق أخرى في الخليج العربي، وخليج العقبة، كما تضم
الإمارات أحد الأنواع النادرة ويطلق عليه القرم الرمادي أو أفيسينيا مارينا.
المنتدى الـ ١٢
جدير بالذكر أن المنتدي العربى للشباب يشارك فيه 125 شابا وفتاة يمثلون وزارات الشباب والرياضة بالدول العربية
بِواقع شاب وفتاة من كل دولة عربية وشباب الدول العربية والإفريقية الدارسين في مصر، ممثلين في اتحاد
المهندسين الأفارقة والجامعات المصرية برعاية جامعة الدول العربية، وإدارة البيئة والشباب والرياضة بالجامعة، ووزارة
الشباب والرياضة، وبالتعاون مع الأكاديمية العربية للنقل البحري. والمجلس العربي لِلمياه. والمركز العربي لدراسات
المناطق الجافة والاراضي القاحلة (اكساد) ونقابة الزراعيين، ووزارة البيئة قطاع حماية الطبيعة، ومحافظة البحر
الأحمر.
كما يشارك في المنتدى عدد من كبير خبراء في مجالات البيئة الساحلية والاقتصاد الأزرق والتنمية المُستدامة،
ويناقش بعض القضايا الملحة منها التغيرات المناخية وتأثيرها على البيئة الساحلية، بالإضافة إلى تقييم مخاطرها،
وتدابير التكيف معها، والدور الهام الذى يمارسه الشباب في مُعالجة تحديات التغيرات المناخية، اضافة الى اهمية
التنوع البيولوجي في البحار والمحيطات، كمصدر للتنوع الوراثي والاستخدام الأمثل لموارد البيئة الساحلية، كما
يتضمن المنتدي ورش عمل وتدريب للشباب علي التفاعل مع خطورة التغيرات المناخية والتواصل العربي المصري
الافريقي للتعامل الأمثل مع ما يحدث في السواحل العربية والاستخدام المستدام لها، الى جانب تفعيل دور الشباب
وزيادة الوعي في مجال حماية البيئة الساحلية والتكيف مع التغيرات المناخية، وتشجيع مشاركتهم في صناعة القرار،
وذلك من خلال نظام المحاكاة علي أرض الواقع.
ويواصل المنتدى فعالياته العلمية بجلسة مساء اليوم السبت.