فى مطلع القرن الحالي وتحديدا عام ٢٠٠٤ على ما اتذكر تقدمت مجموعة شركات الخرافى الكويتية باقتراح الى وزارة الثقافة لتنفيذ مشروع تركيب وحدات “تليفريك ” لربط منطقة معابد الأقصر والكرنك بالبر الشرقى بمنطقة وادى الملوك والملكات ومعبد حتشبسوت بالبر الغربي ،
وكذلك الحال بالنسبة لعدد من مناطق ومعابد أسوان بهدف نقل زوار هذه المواقع الأثرية، لاسيما السائحين الوافدين من مختلف بلدان العالم بدلا من المراكب الصغيرة ” الفلوكة ” أو حتى الاتوبيسات والسيارات بدعوى توفير الوقت والجهد وكذلك تأمين الزوار الأجانب.
وبعد مناقشات وشد وجذب فوجئنا برفض المشروع جملة وتفصيلا من قبل الفنان فاروق حسني وزير الثقافة آنذاك
وعندما سألناه عن سبب رفضه للفكرة رغم أهميتها في ذلك الوقت وكذلك سخاء و اغراءات رجل الأعمال الكويتى قال ” حسني ” ان المنطقة المزمع تنفيذ المشروع فيها تضم اهم المواقع الأثرية والتاريخية في مصر ، بل وفى العالم وتعود إلى آلاف السنين الأمر الذي يتنافى مع حداثة التلفريك الذى أراه يضر بالمنطقة بصريا وحضاريا ، علاوة على أن السائحين خاصة الأجانب يأتون إلى هنا من أجل الاستمتاع بركوب ” الفلوكة ” الصغيرة وليست التلفريك المتواجد عندهم بكثافة !! .
تذكرت تلك الواقعة وأنا اتابع ما اثاره رجل الأعمال المصري المثير للجدل دائما نجيب ساويرس مؤخرا عبر مواقع
التواصل الإجتماعي بشأن مطالبته لوزارة السياحة والآثار منع دخول الخيول والجمال إلى منطقة الأهرامات الخالدة
بدعوى أنها تضر بنظافة ورونق المنطقة خاصة عند موقع عرض الصوت والضوء الذى تتولاه إحدى شركات ساويرس،
مشيرا إلى إمكانية استخدام السيارات الكهربائية ” الطفطف ” لنقل الزوار لاسيما السائحين وكبار السن.
المؤكد إننا نؤمن ونشجع استخدام التكنولوجيا الحديثة فى شتى المجالات وفى مختلف مناحي الحياة، ولكن بما لا
يضر بالمعالم والمواقع الأثرية ، سواء الأهرامات أو غيرها من المقاصد السياحية التاريخية ، خاصة وأن السائحين
الأجانب يحرصون خلال زيارة الأهرامات تحديدا على التقاط الصور التذكارية وهم يمتطون الخيول والجمال، علاوة على
كونها باب رزق لمئات وربما آلاف الأسر ممن يعملون بهذه المنطقة الحيوية .
في نفس الوقت ورغم أن هذا الأمر ليس جديدا فقد سبق اثارته والمطالبة به أكثر من خلال العقدين الماضيين الا إننا
نرى ضرورة قيام المسؤولين بوزارة السياحة والآثار باتخاذ الإجراءات والضوابط اللازمة لحماية المنطقة من التلوث
البيئى والبصرى مع عدم حرمان أصحاب تلك المهن من رزقهم وكذلك تلبية رغبة السائحين فى الاستمتاع بركوب
الخيول والجمال ، وذلك من خلال تحديد أماكن و مسارات محددة لها مع توقيع العقوبات الصارمة على المخالفين
والتى تصل إلى منعهم من دخول المنطقة الأثرية فى حال تكرار المخالفة .