الكاتبة الصحفية حنان خيري تكتب : الزمن الجميل .. بين طيبة القلوب وحكمة العقول .. وكيف يعود ؟

الكاتبة الصحفية حنان خيري
نسمع دائما عبارة متكررة من الكثيرين تتحدث بحسرة عن الزمن الجميل وتسأل هل سيعود!! هذا يعني إننانبحث عن معاني تاهت وربما تكون تلاشت مع مرور السنين وأصبحت ذكرى لزمن جميل مضى.. ويبدأ إسترجاع شريط ذكرياته من روعة الأيام ونقاء وصفاء وحلاوة الضحكة من القلب وجمال الاكل وطعامته رغم بساطته و التآلف بين اللمة داخل العائلات والأسر والجيران.. ومن هنا علينا أن نتذكر الماضي الجميل والحاضر السئ.. وماذا حدث؟
فبداية نعرف أن القلوب أنواعها كثيرةمنهاالطيب و الخبيث والمحبة والكارهه.. فدائمايفضل الناس التعامل مع أصحاب القلوب المضيئة بالطيبة لأنها أكثر إستيعاب لمن حولها..
فهذه القلوب كانت سائدة وكثيرة في الزمن الجميل لأنها بيضاء تملئها الرقة والتسامح والنقاء والتعاطف بلاحدود.. ويمنحون من حولهم الأمل والتفاؤل والرضا ويتعلمون من أخطائهم بسهولة ويصححوا علاقاتهم بسلاسةوعن طيب خاطرويخففوا مرارة الأحزان والأزمات والمشاكل على من يعانون منها بمعاملتهم و مشاركتهم في ظروفهم الصعبة، وكانوا لاينظرون إلى اللون الاسود في الحياة ويقتربون بولاء وتآلف لبعضهم دون زيف او تصنع..
فحواراتهم وكلامهم كان بتعقل وحكمة وحسن النوايا بالفطرة التى فطر الله سبحانه وتعالى الإنسان عليها.. ولذلك دائما نتذكر ذكريات الزمن الجميل بالقلوب البيضاءالتي لاتعرف سوء الظن ولا مرارة الغدر ولا ظلم الكراهية وخيانة الوعود.!!
فبداية العلاقات نقاء ونهايتها وفاء.. فمن اهم سماتهم الحنين لبعضهم فهو جزء اساسي من حياتهم والأخلاص في مشاركتهم وتعاونهم في الأفراح والأحزان فيسارعون لترميم إنكسار القلوب.. ويتحدثون بنبض النقاء والحب والتراضي فتشعر أنهم خلقوا حياة جميلة صافية هادئة.. ولذلك ذكريات الزمن الجميل عنوانها البراءة لأنهم لم يرتدوا الأقنعة
وبالتالى لم يخذلوك أبدا عندما تحتاج إليهم فتجدهم أول من يدبرحاجتك ويسترها واول من تشاهدهم عيناك عندإنكسارك وآياديهم أول من تنشلك عند غرقك بأحزانك.. فالطيبون يمنحوك روائح زمن جميل مضى.. ولكن حان الوقت لمحاولة مراجعة النفوس وعلاجها من الشوائب التى تعيش بداخلها وتتوغل لتؤذي من حولها..
فهناك عنوان هام للتوضيح بين طيبة القلوب و حماقة النفوس.. وهذا ما يعاني منه الاغلبية بداية من الأسرو العائلات ثم المجتمع!!
خلق الله كل شئ في الحياة له موازين وقياسات.. فالزيادة او النقصان تسبب المشاكل والأزمات وهكذا حياتنا وأفعالنا
وعواطفنا فلابد أن تكون موازين العلاقات و التعاملات دقيقة ومحور كلامنا متوازن.. فالطيبة صفة حميدة من صفاء
النفس وحب الآخرين والابتعاد عن الشر والحقد، ولذلك لابد من قراءة روائح الزمن الجميل ونسعي للتحلي بها
وأهمها أن يتحكم الإنسان في إنفعالاته ويحكم عقله ولا يجوز المبالغة في حديثه وآراءه، فهناك شعره بين الطيبةو
الحماقة وهذه الشعره هي”العقل وحكمته” فتحكيم الفكر ضروري وترتيب العقل للامور هام سواء في إتخاذ القرارات
أو فرزها وتحليلها في كافة الأموروفي الحكم على ما يحدث من حولك..
فمهما كان القرار يحمل القسوة إحيانا لكنه يترتب عليه فوائد مستقبلية.. وأطيب ما يكون هو عندما يدفع الإنسان
الضرر عن نفسه وعن الآخرين قبل أن ينفعهم.. فالحكمة والدقة في فرز الأمور هامة حتى لا تعمي صاحبها عن رؤيته
لحقيقتها.. لهذا لابد أن نقدم عقولنا قبل عواطفنا فالعقل يزن الأحداث رغم أن القلب آلآمه وأوجاعه أشد من ألم
العقل، فالقلب يكشف ما بداخله بردود أفعاله لكن العقل لا يكشف عن نفسه لانه يحكم بصمت ولا يشعر من حوله
مايجول بأفكاره.
الخلاصة..اننا لابد نستنشق ونستحضر روايح الزمن الجميل لتسكن في القلوب الصادقة وحسن الظن بالآخرين
والأسلوب الراقي في المعاملات فالصدق والعقل والنقاء الحقيقي تحصين للنفوس وطهارة القلوب.. وهذا يعزز عودة
التآلف والتماسك بمودة صافية من سوء الظنون بين الناس وتقطيع الروابط بشروخ وجروح دامية هدامةلإجمل
المشاعر الإنسانية والإجتماعية.. وهذا ما، أكدته جميع الشرائع السماوية ولو تأملنا تاريخ وأخلاق الأنبياء لوجدنا كل
ما هو راقي من الأخلاق والتعامل بالطيبة والصدق والنقاء في التواصل بين الناس جميعا.. والله رحيم رؤف لطيف.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.