عبد الناصر البنا يكتب : يا أنا .. يا سلفستر ستالونى !
احدى شركات العقار فى مصر التابعة لمجموعة طلعت مصطفى إستعانت بالنجم العالمى سلفستر ستالون لعمل إعلان جديد لصالح قرية South MED فى الساحل الشمالى ، النجم العالمى ظهر فى الإعلان وهو قاعد مع مجموعة من أصحابه إللى بيقنعوه يشترى وحدة في قرية South MED السياحية الجديدة ، ولك أن تتخيل “ميديا هب” لـ ” سعدي وجوهر . دفعوا له كام علشان يعمل الإعلان دا ؟ .
لكن مايفوتكش أن الشركة حققت حجم مبيعات خلال الـ 24 ساعة الأولى من فتح باب الحجز وصل لـ 60 مليار جنيه ” خمسة وخميسة ” أصحاب الشركة قالوا : المستهدف م المشروع إللى بيشاركوا الدولة فيه هو 1.6 تريليون جنيه ، أي ما يعادل 35 مليار دولار ، ودا فى إطار إتجاه الدولة لإعادة تخطيط منطقة الساحل الشمالي بفكر استراتيجي يجذب الاستثمارات الأجنبية .
ولو رجعنا بالذاكرة شوية للوراء هنلاقى الفكرة قريبة من فكرة قرى الساحل الشمالى ” قرية مارينا ” وبعدها قرى ” مراقيا ومرابيلا وكازابيانكا ومايوركا .. وغيرها ” إللى كانت أول منتجعات سياحية على البحر المتوسط غرب مدينة الأسكندرية ، وكان الهدف منها وفقا لتصريحات م. حسب الله الكقراوى ، والدكتور ميلاد حنا هى إستقطاب الفلوس إللى كانت تخرج من مصر خلال فترة الصيف للسياحة فى تركيا وقبرص واليونان .. وغيرها
طبعا الفكر تطور فى سيدى عبدالرحمن والعلمين الجديدة وبقى الهدف إستقطاب الإستثمارات الأجنبية وعمل منتجعات سياحية وفنادق فاخرة تقدر تلبي كافة الأذواق ومنها ” فنادق البوتيك ، وفنادق المارينا ” ، وحمامات السباحة ، والكريستال لاجونز ، والمطاعم إللى بتقدم أشهى المأكولات ، دا غير مراكز التسوق والترفيه ، والأنشطة الرياضية ، والحفلات .. وغيرها .
مشروع الخواجه سلفستر جاء بعد 4 شهور فقط من صفقة “رأس الحكمة ” التي وقعتها مصر مع شركة إماراتية فى
شهر فبراير وقيمتها 35 مليار دولار . وأكيد كلنا تابعنا البروباجندا اللى صاحبت توقيع العقد ، ولا داعى للإطالة .
فكرة إستعانة الشركة المعلنة بالنجم العالمي ستالونى في حملتها الإعلانية للمشروع والترويج لوحداتها الفاخرة ،
مكانتش جديدة سبق وعملتها شركه ” إتصالات ” لما إستعانت بالنجم العالمى ” فان دام ” وأكيد تابعنا خناقته مع
محمد رمضان فى الإعلان إياه ، وأنا زمان كنت أحب أشوف ” تشارلز برونسون ” فى أعلان خيال مارلبورو ، عموما
هى ضربة معلم فى الشكل والمضمون ، الإعلان أظهر المشروع بطريقة مبهرة وكأنه أيقونة للساحل الشمالي .
أنا إعلان سلفستر ستالونى للقرية الساحلية عمل لى لخبطة فى دماغى . أولا خلونا نتفق أن ستالونى مش جاى
يعمل الإعلان دا علشانى أو علشانك أو علشان الناس إللى مش عارفه تروح عند “سيدى زين العابدين” فى زينهم ،
أو للطبقة المتوسطة إللى تآكلت بفعل الزمن وبتعيش اليوم بيومه .
المشروع للقطط السمان رؤساء مجلس إدارة المجرة أو ل 5% أو 6 % من الأثرياء فى مصر ، وسواء رضيت أم لم
ترض ما من شىء يجلب السعادة غير الفلوس ، وتخيل نفسك ولو للحظات وانت عايش فى جوار ” سلفستر
ستالونى ” !!
وبالمناسبة لاحقد ولاحسد والله ، ربنا يرزق من يشاء بغير حساب ، وخزائنه لا تنفد ، لكن مع تفشى الفساد فى
مصر والصفقات التى تعدت المليارات ، ممكن نسأل نفسنا سؤال : هو إحنا عندنا فلوس كتيرة أوى كدة لدرجة أننا ما
نفوتش فرصة عظيمة زى دى ، اللى سعر الوحدة فيها كام مليون يعنى شوية فكة ، ونحجز بما قيمته 60 مليار فى
24 ساعة فقط ، مش غريبه شويه دى .. ومين دول ؟
زمان كان فى قانون ” من أين لك هذا ” وأنا أرى أنه حتما ولابد من عودة هذا القانون مرة تانية ، الطريف أنك خلال
شهر رمضان إللى بقى شهر المسلسلات والإعلانات ممكن كنت تلاقى إعلان عن قرية سياحية بالشىء الفلانى ،
ووراه سيل من إعلانات الشحاته والتسول ، أيه كم التناقض دا !!
وممكن تلاقى شركات المحمول لاتكتفى بنجم واحد ، لا دول بيعملوا الإعلان باكتر من نجم ويترقًصوا مش عارف ليه ،
وتلاقى خدماتهم لاتسر عدو ولا حبيب ، وإن كان دا مش موضوعنا لكنها من الأشياء التى لم ولن تجدها إلا فى مصر
المحروسة ، وكله كوم وأحمد سعد كوم تانى شكمان لورى فورد مخروم وزاد الطين بله لما لقيت له برنامج هو وأخوه
عمرو إسمه بيت السعد والله لو بنطبع فلوس مش هنرميها بالطريقة دى لكن تقول إيه أرزاق !!
من ضمن الأشياء إللى شغلت بالى أفتكر زمان مجموعة طلعت مصطفى أخدت أرض من الدولة لإقامة مشروع
مدينتى وأخدوا الأرض بسعر بخس وكمان بتسهيلات غير مسبوقة فى السداد ، وكان هناك شرط تخصيص نسبة 10
% من الأرض لعمل وحدات للشباب أو محدودى الدخل وبالفعل عملوا كده .
وأعتقد والمعلومة غير مؤكدة عندى أنهم توقفوا ، خاصة بعد ما إتعمل مشروع ” سان ستيفانو ” فى مدينة
الأسكندرية وكان من نصيب أصحاب الحظوة والنفوذ ، ياترى المشروعات الجديده فيها مراعاة لهذه الفئة ؟ يعنى على
سبيل المثال فى دول أوربا ممكن ينزل “براند” من منتج معين بسعر فى متناول الصفوة ، وبعد فترة ينزلوه بنصف
الثمن .. وهكذا إلى أن يصل فى النهاية للقطعة بدولار واحد . ويقال أنها مراعاة لسيكولوجية المواطن علشان الفقير
يلبس زى الغنى ، ودا بعد ماتكون الشركة المصنعة حققت أرباحها ، وبكده مايبقاش فى طبقية وحقد فى المجتمع ،
الفكرة عجبتنى بس ما أعتقدش أن شركات العقارات ممكن تفكر بالطريقة دى
وأرجع وأقول : لا أنا ولا حضرتك كنا أو هنكون التارجيت بتاع ” سلفستر ستالونى ” ، طيب يبقى إيه ؟
يبقى تحمد ربنا على نعمة الصحة والستر وتتغطى كويس وتنام ، وإياك تعيش حلم أنك عايش فى South MED وانك
حاطط رجليك فى الميه ، وعلى يمينك سلفستر ستالونى .. فقط عيشها بحب ..