الكاتب الصحفي يسري السيد يكتب : في العلمين ..مصر .. عالم” تاني ” !!

الكاتب الصحفي يسري السيد

هنا على شاطئ البحر المتوسط تأتى مصر كلها.. نعم مصر عالم “تاني” غير العالم حولها.. نعم قد نكون في مصاف العالم الثالث اقتصاديا وتنمويا ..لكننا في الثقافه والحضاره نقف بمفردنا .. قوه عظمى حضاريا.. وحدنا لا يقترب منا أحد ..لذلك يفخر أي وزير يتولى حقيبة الثقافه ومن حقه ان يزهو وسط اقرانه بمنصبه حين يقول : أنا وزير ثقافة مصر
يتجلى هذا المشهد الرائع وبدون رتوش على شاطئ البحر المتوسط في مهرجان العلمين.. العالم عالمين.. لكننا كما قلت مصر هنا عالم ” تاني ” بمفردنا

ويتجلى المشهد حين نرى حولنا من ينعق ويستقدم البوم من كل مكان لنشر الخراب والدمار.. يوزع الموت على كل جماد وحي.. و يحرق الاخضر واليابس!! وفي كل هذا تقف مصر وسط النيران لتغني للحياه وتعزف سيمفونيه الخلود..

هنا في العلمين ترقص بنات بحري فى فرق الاسكندريه على نغمات المزمار البلدي ودقات الطبل القادمه من اسيوط وملوي وسط حلقات التحطيب والرقص بالعصا من سوهاج.. عنف الرجوله مع رقة الأنوثه ..الغنوه الصعيدى من حناجر القوه مع الدلع الانثوى ..اغاني الصيادين والزفه الاسكندراني مع رقة الحب الانساني و الانشاد الديني الصوفي الذى ينقلك الى هناك .. تجد نفسك تحلق الى عنان السماء مع لفات التنوره .. الغناء البدوى القادم من العريش ومرسى مطروح وسيوه طعم تانى .. اسوان والنوبه .. مذاق مختلف!!

هنا تتعانق أحدث صيحات البناء والتكنولوجيا في ابراج من ضخامتها تخطف الانظار وتعانق المتوسط بشموخها وتقول للجميع بدون ادعاء اننا تستطيع.. نعم مصر تستطيع ..بالاصبع الصغير تبنى بسواعد أولادها أحدث المدن الذكيه وناطحات السحاب فى لحظة.. تستطيع أن تلحق بركب التقدم في هذا المجال قائلة لمن سبقها : أنتم نسيتم.. احنا أحفاد الفراعنه الذين بنوا الاهرامات وشيدوا المعابد حين كان العالم يغط فى بدائيته ، وحتى الآن يقف العالم امامها عاجزا

موجات المد والجزر

هنا فى العلمين اذا كانت موجات المد تأتي بامواج التكنولوجيا من الغرب فالرد يكون جاهزا بموجات جزر.. تحتضن الحداثه لتصهرها في وعاء الاصاله والحضاره
ويستمر المشهد هنا في مهرجان العلمين الثقافى والفنى لمده اسابيع.. لا تخطف الانظار فحسب ولكنها تخطف القلوب.. نعم حفلات خمس نجوم لقامات الفن المصري.. ووسط هذا الزخم لا تنسى مصر كعادتها الاشقاء في العالم العربي فتعطي شهادات ميلاد جديده لنجوم الفن العربي او بالأصح شهادات للتربع على القمه والشهره والنجوميه و بدون فاتوره حساب او لتحقيق اي غرض سوى الفن والخلود .. ومصر لا يخلفها اي كائن فى هذا الدور الريادى الحضارى مهما امتلك من اموال او مغريات.. هنا قطع الفسيفساء تتراص بجوار بعضها لتخلق لوحه نادره الوجود
وما يحدث في العلمين هو تضافر وزارات وهيئات وشركات في لوحه لتعزف جميعها هذه السيمفونيه ولا يمكن ان يقوم بهذا الدور جهة واحده

هنا تتكاثف اجهزه وهيئات وزاره الثقافه فى مقدمتها هيئة قصور الثقافه بقياده الكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف مع شركه المتحده بقنواتها وامكانياتها.. وأدعو وزاره الشباب وباقي الوزارات الاخرى للأنضمام في هذه السيمفونيه لنشر الثقافه، ليس في ربوع الوطن فحسب ولكن للعالم كله لتقول ان مصر تضيء العالم في الوقت الذي يحاول البعض حرقه وتدميره

أحيي هذا التعاون لان العمل الثقافي اذا انتشر في ربوع الوطن وخارجه من خلال هذه الفضائيات وشبكات الانترنت سيكون تاثيره كبيرا جدا .. في حين ان عدم التكاثف وعدم التعاون سيجعل هذه الفنون حبيسه للمكان الذي تنشد فيه .. واقترح على شركه المتحده ان تخصص فقرات لاكثر من 18 فرقه من فرق قصور الثقافه التى تاتي من انحاء مصر المختلفه لتقدم التراث الفني المصري من اقصى الغرب مرسى مطروح وسيوه الى اقصى الشرق فى العريش وجنوب سيناء والبحر الاحمر

أقول : لماذا لا يخصص لكل فرقه فقره أو فقرتين خلال هذا المهرجان الذي تنقله شركه المتحده على الهواء مباشرة للعالم كله.. نقدم هذا الفن الشعبي والتراثى مع نجوم الغناء.. وبهذا نكون ضربنا أكثر من عصفور بحجر واحد.. قدمنا للعالم التراث الفني المصري.. وأستفدنا من جمهور الغناء فى هذه الحفلات ومحونا بهذا الفن الراقي موجات الاسفاف التي نشهدها في بعض صور الغناء الآن !

ومن جهة أخرى أحلم بتعميم هذه التجربه واتمنى ان تقدم هذه الحفلات بشكل دوري في كل محافظات مصر .. وننزل بهذه الفنون الى المقاهي و الميادين والتجمعات الشعبيه والعماليه والشبابيه.. نذهب للناس في اماكنهم بالثقافه والفن والابداع وتنقل فضائيات المتحده هذا الزخم الجماهيري والثقافي الى من هم خارج هذا المكان فى مصر وخارجها ..

كما أدعو لعودة الحفلات الشهريه التي كانت احد السمات المميزه للحياه الفنيه المصريه واحدى الحضانات التي يتخرج منها نجوم جدد .. أدعو لعودة هذه الحفلات الى كل عواصم المحافظات.. تخيلوا معي ان هناك حفل في اسيوط وأخر يليه في اسوان وثالث في شبين الكوم ورابع في الاسماعيليه وخامس في العريش وسادس في مرسى مطروح.. ويصاحب هذه الحفلات برامج سياحيه للترويج السياحي والثقافي تبث قبل وبعد هذه الحفلات مصحوبه بترجمة..

تخيلوا معى :

اذا اقيم حفل في ربوع معبد الكرنك سوف يشاهد العالم كله عظمة الفراعنه في معبد الكرنك..

تخيلوا ماذا لو اقمنا حفلا في صحن مسجد السلطان حسن للانشاد الدينى ..

وماذا لو اقمنا حفل للانشاد الصوفى في رحاب سيدنا الحسين او فى رحاب السيده زينب و السيده نفيسه ..تخيلوا

معي لو أقمنا الحفلات الشهريه في الاسماعيليه والسويس وجنوب سيناء ..

وفي كل حفل يقدم تراث هذا المكان الفني بجوار نجوم الغناء مع تقديم الوجوه الجديده مثلما كانت تفعل حفلات

التلفزيون في الماضي ولكن بطبعة وطله جديده التي تتميز بها القنوات الفضائيه في المتحده.. تخيلوا معي حين نعيد

حفل الربيع وحفلات الصيف والشتاء مثلما كانت تقدم في الماضي النجوم الكبار الى جانب النجوم الجدد ..

تذكروا معي حين كان يغني عبد الحليم حافظ بجوار أم كلثوم وحين اكتشف عبد الحليم حافظ وبليغ حمدى وغيرهم

من الملحنين نجوم الطرب الجدد منهم هاني شاكر وعفاف راضي وليلى نظمي، و كثير من نجوم الغناء الآن وكانت

شهادة ميلادهم حفلات التلفزيون

تعالوا معي ننشر الفن الراقي واكتشاف نجوم جدد يبحثون عن نقطة ضوء .. نعم نحن قادرون فى كل مجال.. نعم

نحن نستطيع…

نعم اديروا وجوهكم الآن نحو العلمين وسترون مصر كلها هناك.. وأدعوكم الى التحول بعد ذلك الى كل عاصمه من

عواصم المحافظات الى كل شبر من أرض مصر لنكتشف معا نجوما جدد ومنابع للفن والابداع ..

باختصار .. تعالوا نبث للعالم كله حب مصر للحياه!!

YOUSRIELSAID@yahoo.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.