” إلحقني ” قصة قصيرة للإعلامي محمود عبد ألسلام
آنت آنيناً مفزعاً ، ف هرعت إليها مهرولة ، وجدتها تنتفض وتهتز من أعلاها إلى أسفلها ، وضعت كفها على ظهرها تتحسسها ، تتحسس جسدها الذي أعتادت أن تجده بارداً ، هذه المرة كانت الحرارة مرتفعة ، أرتبكت لم تعد تدرى ماذا تفعل ، وقفت جامدة من هول الصدمة ، أترحل … آتُغادر إلى عالم آخر وتغادر حياتها بهذة السرعة ،
كانت بالامس القريب ، تمارس نشاطها الطبيعى بشكل ممتاز ، ثابتة ومستقرة تؤدى واجباتها المنزلية بجد ونشاط ليس له نظير ، ولما لا وهى التى لم يتعد عمرها الثلاثين ! ا
هكذا ينتقل مثلها من عالم النشاط والحيوية إلى عالم الصمت والأشياء المتهالكة ، لا بل ألف لا ! بالتأكيد هناك فى البعيد يوجد أمل فى اعادة الحياة لها ، هى بالتأكيد إذا ذكرتها بماضيها المشرق وقدرتها على مواجهة الحياة بكل فصولها ، واذا ذكرتها بعشرتنا الطويلة ، واجمل سنين عمرنا التى قضيناها سوياً ، منذ أنتقلت من بيت أبى إلى بيت زوجى لتأسيس حياة جديدة …وهى معى ،
لم أتخل عنها لحظة ، وهى لم تخذلن ، صاحبة عطاء غير محدود ، تعمل فى صمت ، صوتها لم يرتفع لحظة ، تعمل دائماً فى صمت ، أربع وعشرين ساعة تواصل عملها لا تَكْل ولا تَمْلّ ، سبحانك يا الله ! أهكذا يحدث الفراق ، بهذا الشكل يفارق الحبيب حبيبه ، لا ..بل ألف ألف لا ، رددت بينها وبين نفسها ،
فى لحظة أنبعث الأمل من جديد من بين حطام اليأس ، قفزت إلى رأسها فكرة ممكن أن تنقذها خاصة أنها مازالت تتحرك بين حين واخر ، هرولت نحو هاتفها وهى بين الأمل واليأس ، قبضت على الهاتف بقوة وأصرار وبأصابع متوترة ضغطت على الأرقام وأنفاسها تتلاحق ، أستمر جرس الهاتف على الجانب الأخر مستمر حتى أنقطع الخط ، دب اليأس فى نفسها مرة أخرى وبينما هى فى اللحظات الأخيرة قبل الأنهيار ، رن هاتفها المحمول ، ردت مسرعة فأتاها الصوت من الطرف الإخر قائلاً : ألو صباح الخير يامدام حنان معاكى المهندس أحمد ، ردت بصوت متهدج مختلط بنشيج الدموع : ألحقنى ياباشمهندس ثلاجة عمرى باظت .