عبد الناصر البنا : مصر .. حدود مشتعلة !!
أحيانا تكون هناك لحظات فارقة أو ” حرجة ” فى تاريخ الأوطان ، أوقات تجد نفسك فيها عاجزا عن الكتابة ، خاصة عندما تبدو الصورة مشوشة أو غير واضحة المعالم مثل مايحدث اليوم ،
هناك تعديل وزارى لايشبع رضاء الشارع المصرى ، وسهام النقد توجه إلى الدولة المصرية ، وسط حالة من الصمت المطبق من قبل المسئولين فى الدولة ، رواد منصات التواصل الإجتماعى شغلوا أنفسهم كثيرا بالتشكيك فى رسالة الدكتوراه الخاصة بوزير التربية والتعليم حفيد المشير أحمد إسماعيل ، أصابع الإتهام أيضا طالت وزير الخارجية بدر عبدالعاطى ، كما طالت الدكتورة جاكلين عازر ، محافظا البحيرة وانتشار معلومات عن حصولها على درجتى الماجستير والدكتوراه فى عامين فقط !! .
هذا بخلاف لجان الإخوان إللى عارفه تلعب كويس فى عقول الناس ، فى ظل غياب تام لإعلام مصرى هادف قادر على تفنيد تلك الإتهامات والرد عليها خاصة بعد الـ ” تهميش ” المتعمد لإعلام الدولة .
وبعيدا عن هذا ” الهرى ” الذى شغلنا أنفسنا به ، والذى لا طائل منه فى ظل وجود هيئة تشريعيّة عُليا تمثل الشعب إسمها ” البرلمان ” الذى يعد من أهم وأبرز أشكال الديمقراطية فى العالم ، والذى يمتلك قوة تمكنه من وضع القوانين وتعديل التشريعات القديمة ، ومراقبة الحكومة وعملها ، والتحقق من الإنفاق الحكومي والضرائب والموافقة عليها .. إلخ
والمفترض قانونا ووفقا للمادة 126 من اللائحة الداخلية لمجلس النواب ، وجوب تقديم رئيس مجلس الوزراء المكلف ، برنامج الحكومة خلال 20 يوما من تاريخ تشكيلها إلى مجلس النواب ، يناقش المجلس بيان الحكومة ويحيله إلى لجنة خاصه يُراعى فيها تمثيل المعارضة والمستقلين ، لدراسة البرنامج وإعداد تقرير عنه خلال عشرة أيام ،
ويجب أن يصدر قرار المجلس في شأن حصول الحكومة على ثقة أغلبية أعضاء المجلس ، خلال الأيام العشرة التالية
لعرض التقرير عليه ، وفى جميع الأحوال يجب ألا تزيد المدة على ثلاثين يومًا من تاريخ تقديم الحكومة برنامجَها ، فإذا
لم تحصل الحكومة على ثقة المجلس وفق حكم هذه المادة ، اعتُبرت مستقيلة ، ويكلف رئيس الجمهورية من
يرشحه الحزب أو الائتلاف الحائز على أكثرية مقاعد المجلس بتشكيل الحكومة .
ويكون لرئيس الجمهورية ، بالتشاور مع رئيس مجلس الوزراء ، اختيار وزراء الدفاع والداخلية والخارجية والعدل .
الموضوع كبير جدا وفيه تفاصيل كثيرة ، خاصة إذا لم تحصل الحكومة للمرة الثانية على ثقة أعضاء مجلس النواب وهنا
نحتكم لـ المادة 146 من الدستور . ولمن أراد المزيد عليه بالرجوع إلى جريدة المصرى اليوم الصادرة فى يوم الأربعاء
12-06-2024 تحت عنوان ” تشكيل الحكومة الجديدة .. لجنة برلمانية خاصة لدراسة البرنامج و” سقف زمني ”
للإجراءات .
أما أنا فقد جاءت نظرتى إلى مصر من أعلى ، فوجدت حدودا أقل مايقال عنها أنها ” مشتعلة ” ففى الناحية الشمالية
الشرقية تعربد إسرائيل وتسخن القتل فى أهالى غزة فى محاولة يائسة ومستميته للقضاء على حركة ” حماس ”
التى تأبى أن تفنى ، حتى لو أدى ذلك إلى أن ترتكب إسرائيل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية .. نعم ، ولكن أين
هى الإنسانية فى ظل إستخدام هذا الكيان المحتل الغاصب لكل الأسلحة المحرمة دوليا ، ومساندة القوى العظمى
لها ،
الحال فى الجنوب لايقل خطورة عن تهديدات إسرائيل للأمن القومى المصرى فى الشمال ، السودان الشقيق عمق
الأمن القومى المصرى ، مزقته الفتن والصراعات الداخلية والتناحر على السلطة بين القوات المسلحة السودانية
وقوات الدعم السريع ، والذى أدى إلى مقتل آلاف المدنيين منذ اندلاعه في أبريل 2023 ، ونزوح أكثر من 6 ملايين
شخص داخليًا ، وفرار ما يقارب من مليوني لاجئ إلى مصر والبلدان المجاورة . وهناك ما يقارب من الـ 24 مليون
شخص فى حاجه إلى المساعدات ، ويعاني 18 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحادث هناك .
أما من ناحية الشرق .. هناك العديد من المتغيرات الدولية والإقليمية التى فرضت وجودها فى منطقة البحر الأحمر
وخليج عدن وباب المندب والقرن الأفريقى ، وكان لها تأثيرها على مصالح دول أعالى البحار وعلى حرية الملاحة
الدولية فى البحر الاحمر ، وهو ما إنعكس على قناة السويس التى تراجعت إيراداتها بصورة ملحوظة نتيجة لتهديدات
جماعة الحوثى المدعومة من إيران للملاحة الدولية فى البحر الأحمر ، وهناك تقريبا شبه رضاء من الدول العظمى
لهذا الوضع الذى يهدف إلى تركيع مصر ، والضغط عليها إقتصاديا لتمرير صفقات بعينها ومنها تهجير أهالى غزة إلى
سيناء كجزء من حل القضية الفلسطينية ، وبالتأكيد هذا الأمر يتطلب فرض نفوذ وإحكام سيطرة على الأقل من أجل
تأمين المصالح المصرية ، وهو يمثل تحد يضاف إلى تحديات الأمن القومى المصرى .
وحدودنا الغربية لا يخفى على أحد ما آل إليه الشأن الليبى والإنقسامات التى يشهدها الداخل الليبى والتدخلات
الخارجية من دول مثل إيطاليا لها مصالح مباشرة فى الغاز والنفط الليبى ، ومن تغلغل للنفوذ التركى فى الداخل
الليبى ، ولعلنا نتذكر إعلان القيادة السياسية فى مصر لمدينتي سرت والجفرة في ليبيا خط أحمر بالنسبة لمصر
وفقا لإعتبارات الأمن القومى المصرى .
الموقف جد خطير ويتطلب حتما وأمرا وحدة الصف والوقوف إلى جانب البلد ، إستوقفنى مقال رائع عن مصر للصحفى
السعودى الأستاذ ” جميل فارسى ” بعنوان : هذه هى مصر العظيمة .. فمن أنتم ؟ ،
المقال على موقع ” دنيا الوطن ” أحيلك عزيزى القارىء ، وأرجوك أن تطالعه لتعرف صورة مصر فى نظر الشرفاء من
أبناء وطننا العربى ممن يعرفون قيمة وفضل مصر ،
والجدير بالذكر أن ” جميل فارسى ” الملقب بصوت الحكمة له العديد من المقالات فى الشأن العام المحلى التى
تعرض للتضييق بسببها ، وفى الشأن العربى والدولى ، كتب كثيرا عن مصر فى المصرى اليوم تحت عنوان : أعيدوا
لمصر قوتها تنقذوا مستقبلكم ــ رسالة إلى كل شباب العرب : هل تعرفون حقيقة مصر ؟ ــ فضل مصر على الدول
العربية .. إلخ
حفظ الله مصر