الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : ” الكماشة !! “

الكاتب الصحفي عصام عمران

كتبت فى هذا المكان منذ فترة ليست بالقصيرة مقالا بعنوان ” الحدود الملتهبة ” فى اشارة الى موقع مصر الجغرافي المتميز الذى يجعلها في قلب العالم ومقصده ، ولكنه فى نفس الوقت يسبب لها العديد والعديد من المشاكل والازمات ويضعها دائما فى بؤرة اهتمام الطامعين والمستعمرين قديما وحديثا !! .

تذكرت ذلك المقال وانا اتابع ما يدور حولنا من أحداث وصراعات اقليمية ودولية وتداعيات ذلك على مصر سياسا واقتصاديا، بل و عسكريا أيضا، خاصة فى ظل احاطتها بحدود اقل ما توصف بأنها ” ملتهبة ” كما ذكرت في البداية ، ولنا فيما يحدث فى السودان الشقيق حيث حدودنا الجنوبية من معارك وصراعات بين أبنائه و نزوح الآلاف ولن ابالغ إذا قلت الملايين منهم الى مصر وغيرها من بلدان العالم خير دليل على سخونة حدودنا، والأمر لا يختلف كثيرا فى حدودنا الغربية حيث الصراع والتناحر بين أبناء الشعب الليبى الشقيق ، وكذلك الحال بالنسبة لحدودنا الشمالية التى باتت أكثر سخونة، خاصة بعد الاكتشافات البترولية والغازية لاسيما فى منطقة شرق البحر المتوسط، التى كان لمصر نصيب وافر منها ما جعلها بمثابة مركز للطاقة واسالة وتصدير الغاز في الشرق الأوسط، وهو ما آثار حفيظة الكثير من دول العالم لا سيما المحيطة بنا.

وإذا كان ذلك الحال بالنسبة لحدودنا الشمالية والجنوبية والغربية، فإن الأمر أشد وطأة وسخونة فى حدودنا الشرقية التى كانت على مر الزمان ولاتزال الأكثر سخونة واشتعالا، خاصة فى ظل الصراع بين الشعب الفلسطيني الشقيق والمحتل الإسرائيلي ودور مصر التاريخى الداعم للقضية الفلسطينية ومساندة شعبها ضد الكيان الصهيوني على مدى ٧٥ عاما وحتى كتابة هذه السطور ،

لاسيما فيما يتعلق باحداث غزة الأخيرة وتحديدا منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى التى نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في السابع من اكتوبر الماضي ضد المحتل الإسرائيلي وما تبع ذلك من حرب الإبادة الجماعية التى يرتكبها جيش الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل مما أودى بحياة أكثر من ٤٠ ألف شهيد وإصابة وفقد قرابة مائة ألف آخرين،

و كانت مصر فى مقدمة الدول المساندة والداعمة للشعب الفلسطيني رافضة هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم

واتخذت موقفا صلبا وحاسما خاصة فيما يتعلق بافشال المخطط الصهيونى لتهجير أبناء غزة واجبارهم على النزوح

قسريا من أرضهم سواء الى مصر والاردن أو غيرهما من بلدان العالم ، وذلك حفاظا على حق الشعب الفلسطيني

فى إقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من يونيو ٦٧ عاصمتها القدس الشرقية، وحتى لا يتم تصفية القضية

الفلسطينية.

واليوم وفى ظل الأحداث المتزايدة حولنا اقولها بصراحة أن مصر كما كانت على مدار تاريخها محط أنظار العالم وللأسف

مطمعه ايضا ليس فقط لموقعها الجغرافي المتميز الذى حباها الله أياه ، ولكن لمواقفها السياسية الداعمة للقضايا

العربية، بل و الإفريقية ضد اطماع المستعمرين والمحتلين و حفاظها على قرارها المستقل وعدم التبعية لأى جانب أو

حلف متخذة مبدأ عدم التدخل في شؤون الآخرين ورفضها لتدخل أى كائن من كان في شؤونها دستورا ومنهاجا،

لاسيما منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم، ومن منا ينسى عبارته الشهيرة التى رددها أكثر من

مرة وسمعناها ومعنا العالم اجمع ” ان مصر تتعامل بشرف فى وقت عز فيه الشرف ” وهذه حقيقة نلمسها جميعا

فى تعامل الدولة المصرية خلال السنوات العشر الأخيرة فى شتى المجالات وعلى مختلف الجبهات .

كل ذلك وغيره الكثير والكثير من المواقف المصرية المشرفة، آثار حفيظة العديد من دول العالم لاسيما القوى

المسماه بالكبرى ضدها كما ذكرت في البداية وبدأوا فى عمل حصار اقتصادي وسياسى حولها أو ” كماشة ” إن صح

التعبير من أجل اثنائها عن مواقفها، مستغلين بعض الظروف الاقتصادية السيئة التي المت بمعظم بلدان العالم مؤخرا

المتقدم منها قبل النامى، وفى القلب منها مصر بكل تأكيد وللأسف هناك بعض الابواق المصرية فى الداخل والخارج

انساقت وراء تلك المخططات والشائعات التى تستهدف زعزعة استقرار الدولة المصرية ومحاولة الوقيعة بين أبنائها،

وهو ما يجب أن نفطن إليه جميعا لا سيما المخلصين من أبناء هذا الوطن و علينا استعادة واستلهام روح ثورة الثلاثين

من يونيو العظيمة التى نحتفل بذكراها الحادية عشرة هذه الأيام و نكون على قلب رجل واحد حتى نفوت الفرصة

على المتربصين والمغرضين فى الداخل قبل الخارج !! .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.