عبد الناصر البنا يكتب : هموم وطن .. اللاجئين !!

عبد الناصر البنا

هذه ليست المرة الأولى التى أكتب فيها عن ” مشكلة اللاجئين ” فى مصر ، وربما لن تكون الأخيرة ، ويبدو لى أن موضوع اللاجئين سوف يكون” نزنازا ” لـ سنوات كثيرة قادمة ، وبما إن الفاس وقعت فى الراس ، تعالوا نحسبها بالعقل ، والعقل يقول : لو فى أسرة مكونة من ” عشرة ” أفراد وأحوالها ماشية ببركة دعاء الوالدين وتقدر تقول عليها مستورة ، الأسرة دى تقدر تستضيف كام واحد يعيشوا معاها ؟ ، وكم هى المدة إللى تقدر تستضيفهم فيها ؟ الإجابة عن هذا السؤال هو تعبير عن الحال فى مصر ، مصر فيها مايزيد على الـ 100 مليون بنى آدم ، عايشين فى ظروف صعبة جدا ، وفى أحوال معيشية خانقة ، الـ 100 مليون دول يقدروا ييستوعبوا كام مليون علشان يعيشوا معاهم ؟ ، هل فكرنا فى إجابة عن هذا السؤال !!

طيب هل فى حد مسئول فى الدولة طل علينا فى وسيلة إعلامية ، وقال : مصر تقدر تستوعب كام مليون لاجىء على أرضها ؟ ومدة إستضافتهم فيها ؟ ، أو قال لنا الناس دى تكلفة إقامتها كام ، والعبء على الإقتصاد ، وعلى موارد الدولة ؟ والناس دى أصلا هل كان فى ضوابط على دخولها البلد ؟ أقدر أقول لك من واقع الأزمة الأخيرة فى السودان الشقيق إن إللى دخلوا ” سلكاوى ” أو ” تهريب” عبر الحدود المصرية ــ السودانية كانوا أكتر من الناس إللى دخلت بطريقة رسمية ، ودا واقع وماينفعش ندفن راسنا فى التراب !!

الدولة المصرية مؤخرا فطنت لـ تقنين أوضاع الأجانب المقيمين على أرضها ، وحددت 30 سبتمبر 2024 كموعد أخير لـ كافة الأجانب المقيمين بضرورة التوجه لـ ” الإدارة العامة للجوازات والهجرة والجنسية ” لـ تقنين أوضاعهم وتجديد إقاماتهم والحصول على كارت الإقامة الذكي ، ودا بعد ماتجاوز عددهم على أرض الواقع وفقا لـ إحصائيات غير رسمية على وسائل التواصل الـ إجتماعى والـ Social Media الـ 16 مليون مابين ” سوري ــ عراقي ـ يمني ـ سوداني ـ فلسطيني .. إلخ ” . 60 % منهم عايشين في مصر من 10 سنوات ، و 6 % عايشين باندماج كامل داخل المجتمع المصري من حوالى 15 سنه أو أكثر ، إضافة إلى أن هناك 37 % منهم لهم وظائف ثابتة وشركات مستقرة ، وحتى على فرض أنهم كانوا 9 مليون وفقا للإحصائيات الرسمية ، هل مصر وفقا لـ ظروفها الحالية تقدر تستوعب هذا العدد ؟

الموضوع جد محير ومقلق ، خاصة مع عدم توافر البيانات والإحصائيات الرسمية الدقيقة ، وهل مصر كدولة تقدر تستفيد من وجود هؤلاء المقيمين على أرضها ، وفى الأذهان النموذج التركى ، تركيا لديها حوالى 900 ألف لاجىء سورى قدرت تلعب بورقة اللاجئين وعرفت ” تبتز ” دول الإتحاد الأوربى ، هل إحنا عرفنا نلعب اللعبة ، ولدى معلومة غير مؤكدة تفيد بأن عدد اللاجئين فى مصر المقيدين لدى مفوضية اللاجئين لايتعدى الـ 240 ألف لاجىء !! .

فى ظل الأزمات التى يعانى منها المواطن المصرى بدءا من إرتفاع الأسعار مرورا بأزمات كتيرة فرضتها الأحداث مثل أزمة توفير الوقود اللازم لـ محطات توليد الكهرباء وتخفيف الـ أحمال لـ 3 ساعات وأكثر أحيانا ، والتربيطة الدولية لـ إحكام حصار ” برى ـ وبحرى ـ وجوى ” على مصر لـ تركيعها إقتصاديا لاقدر الله ، والدليل تهديد جماعة الحوثى للملاحة فى البحر الأحمر ، وحد يقنعنى إن ” أمريكا ـ إنجلترا ـ فرنسا ـ ألمانيا ـ إيطاليا .. إلخ ” مش قادرين يمحوا جماعة الحوثى من على وجه الارض بجرة قلم ، يبقى تعرف حجم المؤامرة على قناة السويس ” فى أول شهرين من 2024 تراجعت إيرادات قناة السويس 51% “، حاصل القول أنه فى ظل هذا الوضع المتأزم هل وضعنا فى حساباتنا تأثير هؤلاء اللاجئين الذين أصبحوا ملاكا وأصحاب بيوت ومصانع ومطاعم .. إلخ ، على سوق العمل وعلى التركيبة السكانية وعلى الأسعار وعلى حاجات تانية كثير ؟

وفى وقت تعانى فيه الدولة من تضخم غير مسبوق وبطالة وأزمة إسكان خانقة ، تخيل لما يتجاوز إيجار الشقة فى

منطقة شعبية الـ 7 آلاف جنية ، المواطن يعيش إزاى ؟ وعموما عاوز أسأل سؤال : الناس دى هل الدولة فى يوم ما

هتعرف ترجعهم لبلادهم ؟ وعندك دولة مثل ” سورية ” بدأت الأمور فيها تستقر ، فى رأيك : هل يمكن للسوريين

الموجودين فى مصر أن يعودوا لـ بلادهم مرة تانية بعد أن إستقرت الأوضاع هناك ، وخاصة بعد أن طاب لهم المقام فى

مصر ، وأصبحوا من ذوى الأملاك ، وبقى فى صهر ونسب ؟ والسؤال نفسه على الأخوه من السودان الشقيق ؟

وبإمكانك أن تضيف إلى الـ 9 مليون لاجىء ومهاجر من أكثر من 133 دولة التى تعترف بهم الدولة المصرية ، هناك الآن

ما يشبه الـ ” غزو أفريقى ” لـ مصر بشكل ملحوظ وغير مسبوق فى عدد اللاجئين الأفارقة ، ويإمكان أى واحد يتردد

على المناطق الصناعية فى أطراف المدن ، وورش الحدادة ، ومغالق الخشب .. وغيرها ، أن يلاحظ الـ اعداد الـ كبيرة

من العماله الأفارقه ، وحاليا عدد كبير من الأسر المصرية ميسورة الحال لديها خادمات أفارقة ، ويمكن الأيام القليله

الماضية حصل غضب شديد فى مصر وعلى منصات التواصل بعد زيارة وفد ” الأفروسنتريك ” للمتحف المصرى

وترويجهم لـ معلومات مضللة ومغلوطة عن التاريخ المصرى القديم والحضارة المصرية ، والترويج لـ أجندات خارجية !!

فى مشاكل كتيرة تدق الـ أبواب بسبب تزايد عدد اللاجئين من الأفارقة والسودان الشقيق وفى الأذهان مشكلة ”

حلايب وشلاتين” خاصة لو فكرت مصر عدم قبول أعداد إضافية من اللاجئين السودانيين الراغبين فى اللجوء إلى مصر

أو ترحيل المخالفين لقوانين الإقامة .. إلخ

لابد أن نعلم أن قضية اللاجئين تمثل خطرا داخليا يهدد الأمن القومى المصرى ، ولذلك لابد وأن تتعامل الدولة المصرية

مع هذا الملف بمنتهى الحزم والصرامة ، وإحنا مش بنخترع العجلة ، إذا كانت المملكة العربية السعودية لم تتوانى

فى إبعاد اكثر من 260 ألف ” معتمر وحاج ” لمجرد أنهم لايحملوا تصاريح لـ آداء الفريضة . التى تعد ركنا من أركان

الإسلام ، وليس من أجل العمل أو الإقامة !!

وقد إستوقفنى حوار على قناة العربية بين قانونى مصرى ، وناشط سياسى سودانى مقيم فى لندن ، فى سياق

الرد على تقنين وضع اللاجئين فى مصر وإستخدام حق الترحيل ، وفيه يرى الناشط عبدالرحيم أبايزيد أن دخول

السودانيين إلى مصر هو حق لهم ، وأن مصر لاتمن عليهم بذلك ، ويطالب أن تفتح مصر التأشيرات لدخول السودانيين

وعدم التشديد فى دخولهم ، وقال : أنا لا أعتقد أن مصر وشعب مصر ” يمتن ” على السودانيين فى هذه المحنة

الكبيرة ، لا أعتقد أنهم سوف يمتنون على السوداتيين ، أو يقارنوا بينهم وبين الدول الأخرى التى رفضت لجوء البعض

إليها ، وأنه يجب على مصر أن تستضيفهم بشكل أفضل من الحالى وتفتح لهم الحدود .. إلخ

وقد فات الأخ الشقيق الذى ترك بلده لـ يناضل فى لندن أن الكيل فاض وطفح وأن المرارة لم تعد لـ تحتمل كل هذا

الهرى ، وبالبلدى كده إحنا فينا إللى مكفينا ، وأكتفى أن يكون الرد عليه بمثل فى العامية يقول : الزيت إللى عازه

البيت حرم على الجامع .. حفظ الله مصر وأهلها .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.