المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : الحرب الضروس فن لمن رغب أن يكتب الدروس
صناعة الحروب هنا وهناك وصناعة الأزمات المحمومة وصناعة العملاء والأنظمة التابعة وصناعة الثورات الملغومة وصناعة السلاح لتروج البضاعة وإشعال الفتن والقلاقل وتغذية العداء وتسمين الأغبياء وإفقار الأغنياء بخطط محققة مجردة من الضمير وإن طال الوقت ، ورِق الفقراء والمجاعة حتى الموت الزؤام وسرقة الثروات بالرضاء الباطل أو بالخديعة والغصب المغصوب والقهر والهروب للأمام وتردي الأحوال وتعدي كل الخطوط الحمراء ، الشغل الشاغل للقوى الإستعمارية في العالم منذ أكثر من قرن من الزمان ، ونزعات الإستقلال في منتصف القرن المنقضي جماعة إن كانت رغما عنها أو بموافقة منها في الظاهر فقط ،
فلا مانع طالما بقيت لها السيطرة على الموارد والثروات ومفاتيح الموانع ومغاليق المتاع وإصطناع التنظيمات
والجماعات أعداء الحياة والإستقرار تحت أي ستار خادع للبشر ، وبعض الهياكل والمظاهر من هيئات ومنظمات كأدوات
وظيفية بأيديها تعمل وفق التعليمات وإعلام جبار يعمل ليل نهار يسلب العقول صوابها ويشتت الجمع ويفتت الشرق
والجنوب الخاضع ويختلق العيوب حتى يحين حين خرابها وعندما يتأنى لبيب جالس على صادع الأطلال والإذلال
والأغلال ليفتش عن الأسباب فيما حدث لفلسطين وللعراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان والسودان
والبقية الآتية التي سنفقدها لا قدر الله .. لا يجدها إلا في فُجر السؤال أنىَ للحفاة المُستَعمرِين التابعين القابعين
على خير بقاع الأرض أن يُمسِكوا بنواصي الجواهر ؟ ، وما ذهب إن ضاع الوجود في أيام معدودة لن يعود في سنيين
ومن يحفر في الصخر بصرامة وفي البحر ويصارع الأوتاد والأوغاد والجهلاء وحزام النار الممدود على كل الحدود بعزة
وكرامة يوشك أن ينتصر على الفقر والغدر ، فإنا له بالمرصاد ،
كلما حاول أن يتقدم خطوة للأمام نشُده بالصُرعة للوراء ونعُده من الأعداء ولو في الخفاء بقوىٍ ناعمة ظالمة لا بحربٍ
ظاهرة حتى ينكسر على ذات الوتيرة أو يخضع للأمر وما يمنع من الأخيرة إذا لزم الأمر في الوقت المناسب ولو بغير
سبب ولا سلامة ، والسلامة للغرب فقط للولايات المتحدة الأمريكية ولبريطانيا ولألمانيا ولفرنسا وإسرائيل والتابعين ..
وربما إلى حين ليس بأيدينا الموثقة المغلولة غير الطليقة وربما من الداخل بالنيران الصديقة …..
منظمة العفو الدولية تهاجم مصر الأبية عن عمد ومآرب موجهة ممنهجة بأنها تمنع بضع مئات من الأخوة الأعزاء
السودانيين من اللجوء لمصر وتتجاهل عن عمد عشرة ملايين من اللاجئين المقيمين في مصر من دول شقيقة
يعاملون معاملة المصريين سواء بسواء رغم كثرة الأعباء وقسوة الظرف ،
فقط لأنها تحقق وتدقق في المستندات المطلوبة كأبسط حقوق الدولة في مراعاة متطلبات أمنها القومي ، وتغض
الطرف عما يحدث في فلسطين وعما تقترفه الكيانات اللقيطة والميليشيات المارقة من جرائم مهولة في كل مكان
عار على جبين الإنسانية والنعي والتباكي على الآثار دون أي سعي للحل …..
فإلى كل من يطالب بالمزيد والمزيد من الأخذ الوجيه ويبخل كل البخل ويغلق يديه في الأداء والعطاء إن يعطي ويؤدي
ما عليه ، أُسدي بعض توجيه شافيا على حذَر بأن يسجل بعض خواطر بالصوت وبالقلم من غير سَب عما يلم به من
بعض بلاء عسير وغلاء وتشاكي وجشع بعض أفراد وقصور وتقصير ومحن ويوثِق بعض الذكريات ويلتقط المستجد من
الصور من أمام السور وفي الأسواق في أمن وأمان عما نشَر ونسَب وما بطَن ولا يتغافل كذلك عن ذكر ما هو فيه من
النعم جملة وتفصيلا إن وجد ،
ربما يعقل الحقيقة على وقتها إن إستطاع لذلك سبيلا أو بعد فوات الأوان على حسب ، عندما يسير على الأشواك
حافيا يبحث عن وطن ، أو من قبل الأوان يُسرِع ولا ينتظر إن يطيب له غير الوطن الحبيب قِبلة ووطن