الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : ذكريات ماض فات .. وأمنيات مستقبل آت !!

الكاتب الصحفي عصام عمران

في مثل هذه الأيام من شهر يونيو ٢٠١٣ كان المصريون يقفون على قلب رجل واحد يترقبون ويتحسسون ما تسفر عنه الأيام القليلة المقبلة ، وتحديدا يوم الثلاثين من يونيو، حيث الثورة التى دعا اليها الكثير من أبناء الشعب من أجل خلاص البلاد والعباد من حكم الجماعة الإرهابية ورئيسها الفاشل ، ولن ابالغ إذا قلت أن جميع أبناء الوطن العربي ، بل ومعظم بلدان العالم كانوا ينتظرون هذا اليوم، ولم لا وهو يحدد مصير واحدة من أهم دول العالم القديم والحديث أيضا، إن لم تكن الأهم على الإطلاق .
المؤكد أن المصريين على مختلف انتماءاتهم و اطيافهم واعمارهم كان لكل منهم ذكريات وامنيات، وكذلك تخوفات، خاصة أن الطرف الآخر المتمثل فى جماعة الإخوان وأتباعها فى الداخل والخارج كانوا يشككون في نجاح الثورة ويؤكدون عدم الاستجابة لدعوات التظاهر ، بل ووصل بهم الأمر إلى التهديد بسحل وقتل من يخرج فى ذلك اليوم ، ولكن المصريين كانوا عند حسن الظن وخرجوا بالملايين وملأوا الشوارع والميادين فى حماية أبطالنا من أبناء الجيش والشرطة وكان شعارهم جميعا ” يسقط.. يسقط..حكم المرشد ” فى اشارة إلى مرشد الإخوان الذي كان الحاكم والمتحكم الفعلى فى أمور الدولة المصرية فى ذلك الوقت ، لاسيما فيما يتعلق بالأمر داخل مؤسسة الرئاسة، خاصة فى ظل وجود رئيس ضعيف لا حول له ولا قوة !! .
وكسب المصريون الرهان وكان لهم ما أرادوا بعد خروج أكثر من ثلاثين مليون مواطن فى شتى محافظات الجمهورية فى مشهد أبهر العالم ويصعب تكراره فى المستقبل القريب أو حتى البعيد وانحاز لهم أبطال الجيش والشرطة، وتصدر المشهد الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي في ذلك الوقت وأعلن بنفسه بيان الإنقاذ أو الخلاص فى الثالث من يوليو ٢٠١٣ معلنا إنتهاء دولة المرشد ، ولتبدأ دولة ٣٠ يونيو والجمهورية الجديدة .

ولم يكن طريق الوصول إلى الجمهورية الجديدة مفروشا بالورود ، فعلى مدى ١١ عاما خاضت مصر دولة وقيادة وشعبا

العديد والعديد من التحديات والصعاب، لعل فى مقدمتها الحرب الشرسة ضد جحافل الإرهاب وأهل الشر وأعوانهم

فى الداخل والخارج وقدموا آلاف الشهداء والمصابين من رجال الجيش والشرطة ، بل و المدنيين أيضا حتى تم القضاء

على معاقل الإرهاب خاصة فى أرض الفيروز سيناء الغالية التى كانوا يخططون لتحويلها إلى إمارة للإرهاب !! .

المؤكد أن هناك العديد والعديد من الامنيات التى يتطلع اليها المصريون خلال الفترة المقبلة خاصة بعد استقرار الأمور

فى البلاد والانتهاء من معركة البناء والتعمير التى كانت أكثر شراسة وصعوبة من معركة البقاء و القضاء على الإرهاب

، ويأتى فى مقدمة أمنيات المصريين خلال المرحلة المقبلة تحسن الأحوال المعيشية وزيادة الدخول، والأهم انخفاض

الأسعار واستقرار الأسواق، ولعله من حسن الطالع أن يتواكب احتفالنا بذكرى ثورتنا العظيمة هذا العام مع قرب

الإعلان عن حكومة جديدة نتمنى أن تكون انطلاقة قوية نحو تحسن أحوال البلاد والعباد وبداية حقيقية للجمهورية

الجديدة ويعم الرخاء على المصريين كل المصريين ، حتى نفوت الفرصة على هؤلاء المتربصين الذين يسعون بكل

الطرق لافشال الدولة المصرية ومعهم أولئك الذين لايهمهم فى المقام الأول الا مصلحتهم الشخصية الباحثين عن

مكانة و منصب معنوى أو مكسب مادى حتى ولو كان على حساب الوطن .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.